ظاهرة سيارات الخرده.. غطاء للجريمة ..اختطاف طفل وسرقة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
فراس عبيد: سجلتْ ذاكرة المواطنين والمباحث الجنائية في محافظة رام الله والبيره خلال فترة قياسية ثلاث جرائم مزعجة ثبت في اثنتين منها تورط سائقي سيارات الخرده التي تجوب شوارع المحافظة ليل نهار بحثا – كما يزعمون – عن حديد وألمنيوم ونيكل للبيع.. إلى آخر المعزوفة التي أثق بوصولها إلى آذان جميع المواطنين في المحافظة رغم سوء تلحينها وتكرارها الممل!
الجريمة الأولى: المكان دير دبوان – محافظة رام الله والبيره.
سيدة تجلس في دكانها.. يدخل عليها سائق سيارة الخرده متظاهرا بالعطش:
- بالله عليك أن تسقيني كأس ماء.. فقد جف ريقي من كثرة التجوال.
- على الرحب والسعة.. دقيقة واحدة من فضلك..
ودخلت السيدة إلى المطبخ الصغير الملحق بالدكان لتجلب للغريب كأس ماء.. فإذا بالغريب يهرب بالرضيع الذي كان نائما بجوار الكرسي الذي كانت تجلس عليه السيدة الضحية.
اتصلت السيدة فورا بالشرطة الفلسطينية التي أغلقت جميع المنافذ في دير دبوان وما حولها.. وشاء الله أن يرحم تلك الأم فألقت الشرطة القبض على خاطف الطفل!
وقد فسّر الجاني فعلته المشينة أثناء التحقيق معه بأنه محروم من الخلف ولهذا فقد خطف الطفل!
إن الله لا يريد أن يمدك بالخلف أيها الملعون لحكمة يعلمها الله، أفتعترض على حكمة الله البالغة بأن تخطف ابنا ليس لك، فتلوّع قلب والديه وتحسرهما عليه طيلة العمر، ألا لعنة الله عليك! اذهب مذموما محسورا إلى السجن مكانك الطبيعي!
شكرا لله ولرجال الشرطة البواسل.
الجريمة الثانية: المكان – مدينة البيره.
الزوج والزوجة والابن الصغير يجلسون في حديقة المنزل.. تصف سيارة الخردة وينزل منها شخص متظاهرا بالبحث عن الخردة، ثم يتغافل أهل الدار ويدخل إلى الدار، إلى غرفة النوم تحديدا بحثا عن الحلي والمال.. إنها جرأة لص متمرس ووقح بلا شك، فليس من السهل دخول دار أهلها فيها!
ألهمَ الله رب الدار أن يعود إلى البيت ليحضر غرضا، ليعقل على وجود لص في غرفة النوم، فكان موقفا طريفا ومخيفا معا، نتبينه من خلال الحوار الحقيقي الذي جرى بين رب الدار واللص!
رب الدار مندهشا: ماذا تفعل هنا؟!
اللص بوقاحة: بلقّط رزقي!!
هجم رب الدار على اللص ممسكا بتلابيبه، لكن اللص المتمرس مَلّصَ نفسه من بين ذراعيه بأن مَكَنَ غريمه من أن يُجرده من كنزته ليلوذ بعدها بالفرار بلا كنزة!
كانت سيارة الخردة واقفة في وضع تشغيل منتظرة إياه، فركبها وطار بها ناجيا بنفسه!
نجح اللص بالهرب هذه المرة.. لكن ليس كل مرة تسلم الجرة أيها اللص الوقح!!
الجريمة الثالثة: مدينة رام الله.
استيقظ سكان العمارة على سرقة خمس جرات غاز من النوع الكبير الطويل.. ففطن أحد السكان إلى مجيء سيارة خرده إلى مكان الجرات عدة مرات في وضع ما يشبه المعاينة - لكنها تتظاهر بالطبع بالبحث عن الخرده، لتغيب بعدها الجرات إلى الأبد.
وداعا أيتها الجرات.. لكن مهلا لا يجوز البكاء على الجرات، حتى لو كانت غالية الثمن!
هذا غيض من فيض عن واقع تلك الظاهرة (سيارات الخرده) التي باتت تملأ الشوارع، وتهدد أمن المواطنين، وتزعج نهاراتهم ولياليهم بأصواتها وبمسجلاتها حتى في موعد خطبة الجمعة.. ودون أن نعمم اتهامنا لجميع العاملين في مجال التقاط الخردة، فالتعميم غير صحيح، لكن الصالح يذهب مع الطالح في حال استخدام تلك السيارات أداة للجريمة.
وها نحن نضغط على جرس الإنذار ليتنبه المسؤولون في وزارة الداخلية والمحافظة والبلدية فورا لهذه الظاهرة التي أصبحت تضر أكثر مما تنفع، فيقوموا بوضع ضوابط صارمة لطريقة عمل تلك السيارات وأماكن تحركها ومواعيدها، أو حتى إلغاء العمل بها واستبدالها بمكاتب ونقاط تسليم محددة للخردة، ناهيك عن موقعها غير الحضاري في خريطة المدينة المعاصرة!
الحلول متنوعة! لكن المهم هو أن يبقى أمن المواطن في الطليعة.
ومرة أخرى! شكرا لرجال الشرطة المخلصين الذين أعادوا الرضيع لوالدته، فجنّبوا الأم حسرة كانت ستحيا في نفسها العمر كل.