صبرية الصابرة على ظلم المستوطنين
الخليل-الف : تواجه صبريه جابر (ام عمار) واسرتها، اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال لاجبارها على مغادرة منزلها الذي اصبح مثل السجن، بسبب محاصرته من قبل المستوطنين.
وتعيش ام عمار، مع اسرتها، على خط التماس مع الاستيطان في شمال شرق مدينة الخليل، وحاصرها الاستيطان والاحتلال من جميع الجهات، فمنزلها يقع جنوب مستوطنة (كريات اربع) وشمال مستوطنة (جفعات هافوت) وجنوب غرب مستوطنة (خارصينا).
وتعيل ام عمار اسرة مكونة من 10 افراد 3 اولاد و6 بنات، اغلبهم من الاطفال. ويفصل بين مستوطنة (جفعات هافوت)، ومنزل ام عمار من الجهة الجنوبية، شارع مغلق بحاجز عسكري ويمنع جنود الاحتلال على الحاجز، المركبات الفلسطينية من المرور، وينكلون بأصحاب المنازل العربية الموجودة في هذا الشارع المقام اصلا قبل عام 67 وقبل كل الوجود الاستيطاني فوق الارض الفلسطينية .
ويسمى المواطنون، جفعات هافوت، (كريات خمسة) لوجود (كريا ت اربع) المقامة فوق اراضي المواطنين بالقوة في بداية السبعينيات، وتارة يسميها المواطنون (جعبره)، بمعنى انتفاخ جديد لجسم غريب فوق الارض الفلسطينية.
وظهرت مستوطنة (خارصينا)، بنفس الطريقة مطلع ثمانينات القرن الماضي، وبدات تكبر شيئا فشيئا من نقطه عسكريه لحماية (كريات اربع) من الجهة الشمالية الى بؤرة استيطانية ترافق النقطة العسكرية والتوسع التدريجي حتى اصبحت (خارصينا) مستوطنة كبيرة وتواصلت مع (كريات اربع) ووصل توسعها من الجهة الشمالية مشارف بيت عينون وبلدتي سعير والشيوخ.
واستولت سلطات الاحتلال، مؤخرا، على بناية المواطن فخري غانم، المجاورة لمنزل ام عمار وحولتها الى ثكنة عسكرية مما ضاعف الحصار على اسرة ام عمار التي اصبح جميع نوافذها من جميع الجهات مغطاة بالشبك الحديدي، لمنع الحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة التي يلقيها المستوطنون صوب منزلها باستمرار.
ويوجد في مستوطنة (جفعات هافوت)، 50 وحدة استيطانية يسكنها حوالي 50 عائلة من المستوطنين المتطرفين، بالإضافة الى سجن للمدنيين، ومركز للجيش الاسرائيلي ومركز لحرس الحدود.
وقالت ام عمار: "لقد اصبح اهلنا لا يستطيعون القدوم الينا لزيارتنا واصبحنا منقطعين عن العالم، نعاني من اعتداءات المستوطنين التي زادت بشكل وحشي مؤخرا".
واضافت: "في اعقاب اعتداء المستوطنين علينا في كل مره، يعتقل جيش الاحتلال ابنائي، يعاقبون الضحية، ويشجعون المعتدين للإيغال في اعتداءاتهم".
وافادت ام عمار: "بتاريخ 27-7-2011 وفي اعقاب اعتداء الجنود علينا ونحن في المنزل اعتقلت الشرطة الاسرائيلية وحرس الحدود ابني عمار (26 عاما)، وابني محمود (14 عاما)، واطلقت سراحهما بعد اسبوع، وفي الايام الاولى من رمضان حضر جنود الاحتلال وحرس الحدود والشرطة الإسرائيلية واعتقلوا ابني محمد (16 سنه) وهولا يزال معتقلا، هذه حياتنا.. اعتداءات علينا وعلى منزلنا وعلى كل من يحضر لزيارتنا".
وتتذكر ام عامر سلسلة من الاعتداءات، مثل تعرضها في عام 2005، للضرب المبرح هي وابناءها وكانت حاملا، وفقدت الجنين.
وتقول ام عمار: "يأتي كل ليلة بعد منتصف الليل عدد من المستوطنين اسفل منزلي، يسكرون ويعربدون ويطلقون اصواتا عالية ومزعجه، بمرافقة عدد من الفتيات، والكلاب، وينفذون اعمالا لا اخلاقية على مرأى ومسمع جنود الاحتلال، والهدف اجبارنا على الرحيل، ولكننا لن نرحل".
وتضيف: "الليلة الماضية هاجم المستوطنون منزلي ومنزل جيراننا عائلة المواطن محمد سالم جويلس بحجة ان اضاءة هلالات شهر رمضان على منازلنا مزعجه لهم، وقبل شهرين احرق المستوطنون سيارة محمد جويلس، وقبل عدة شهور، اعتدوا على منزل عائلة عماد حافظ الرجبي واولاده وتم اعتقالهم، وهاجموا منزل المواطن فرحات برقان، وحطموا زجاجه، واطلقوا كلبا باتجاه فتاتين من عائلة الجعبري ملحقا اضرارا جسدية ونفسية بهما".
وطالب الناشط عزمي الشيوحي، الجهات الرسمية والوطنية والحقوقية المحلية والدولية بالعمل على لجم اعتداءات المستوطنين