استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

الرجل الذي حاول تحطيم تمثال صدام يقول: كنا نظن انه نهاية المطاف، لكنه ليس الا البداية بلا نهاية

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
 تروي صحيفة "ذي اوبزرفر" البريطانية في عددها الصادر اليوم حكاية رجل ظل يحلم في ان يحطم تمثال صدام حسين، الى ان تحقق له ذلك بعد الغزو الاميركي للعراق وسقوط حكم صدام فحمل مطرقته وبدأ عملية الهدم.
لكنه اليوم يتحدث بلهجة اخرى. ورد ذلك في تقرير لمراسل الصحيفة بيتر بومونت بعث به من العاصمة العراقية، هذا نصه:
قبل عشر سنوات اضحى كاظم الجبوري المرآة التي تعكس وجه سقوط بغداد. فقد التقطت له صورة وهو يضرب قاعدة تمثال صدام حسين بمطرقته الضخمة في ميدان الفردوس في العاصمة العراقية، واحتلت انباء عملية التدمير الصفحات الاولى من الصحف في انحاء العالم.وكانت تلك الصورة نعمة من الله بالنسبة لتوني بلير ولجورج بوش، حيث انها كانت ترسم فرحة شعب يشعر بالامتنان ان الدكتاتور قد اطيح به.
ونشرت شبكات الاعلام الاميركية صور سقوط التمثال طوال الوقت.غير ان "رجل المطرقة" الذي ساعدته ناقلة دبابات اميركية للاطاحة نهائيا بالتمثال قبل عشر سنوات من الان، يشعر باسى عميق تجاه ذلك اليوم والمثل التي كان يعتنقها. وقال الرجل الذي يبلغ الان 52 سنة من العمر ويملك متجرا لقطع غيار الدراجات النارية: "كنت اكره صدام. وبقيت احلم لخمس سنوات في تدمير ذلك التمثال، غير ان ما تلا ذلك كان مخيبا كثيرا للامال.
"كان لنا دكتاتور واحد. واليوم لدينا المئات منهم". قال ذلك وهو يردد مشاعر شعبية في بلد نخرت عظامَه المشاكل السياسية والفساد، واصبح القتل من الاعمال اليومية تقريبا "لم يتغير شيء نحو الافضل".
اظهر شريط فيديو التقط في ذلك الوقت الجبوري، رجلا ضخم الجثة لا يرتدي الا صديرية وهو يضرب قاعدة التمثال الكونكريتية بقوة غضب ثائرة.وحتى اليوم لا يزال ما حدث بالفعل في ذلك اليوم موضوع ادعاءات متضاربة.
 اذ اوحى تقرير نشرته صحيفة "لوس انجيليس تايمز" الاميركية في العام 2004 ان اسقاط التمثال عن قاعدته كان وفق تمثيلية مسرحية. وان اقواله تتناقض مع اقوال جنود اميركيين، منهم العاملون على شاحنة جر الدبابات من طراز إم-88 التي اسقطت التمثال. وبعد عامين قالوا لصحيفة "ذي نيويوركر" ان المطرقة كانت من ممتلكاتهم، وان الرقيب أول ليون لامبرت سلمها لعراقيين قام كل منهم بدوره في استخدامها، وكان الجبوري الاول من بينهم.ورغم ذلك بقي الجبوري حتى الوقت الحالي يعرف بانه الرجل الذي ظهر في تلك الصور، وكان بطل رفع الاثقال قد امضى 11 عاما في سجن ابو غريب خلال حكم صدام. ورغم قوته الهائلة، فانه لم يتمكن الا من تحطيم الطبقة الخارجية للكونكريت. بل ان الجماهير لم تكن قادرة على تحريك التمثال حتى بعد ان زودهم جنود الشاحنة إم-88 بالحبال لهذا الغرض. وفي نهاية الامر كانت الشاحنة هي التي اسقطته.وعندما سئل عن سبب دخوله السجن في فترة حكم صدام، قال الجبوري ان جريمته كانت "شبه سياسية". وكان قد ذكر في وقت سابق انه ارسل الى السجن بعد ان اشتكى من ابن صدام عُدي لم يسدد له اجرة تصليح دراجته النارية. وقد اطلق سراحه في النهاية في عام 1996.وأيا كانت مشاعر الندم اللاحقة، يظل اسقاط التمثال عالقا في ذاكرته لا يمحى. "كنت في متجري هنا لوحدي. وكان ذلك وقت الظهيرة.
سمعت أن الاميركيين وصلوا الى الضواحي. ذهبت لاحضار مطرقتي الثقيلة ومشيت الى ميدان الفردوس. كنت افكر في تحطيم التمثال فتوجهت اليه. كانت هناك فرقة من قوات الامن والفدائيين في الميدان. كانوا يراقبون ما اقوم به. غير ان اصدقائي احاطوا بي لحمايتي في حال اطلاق النار علي."حضر الاميركيون بعد 45 دقيقة. سألني قائدهم هل كنت بحاجة الى مساعدة، غير انني تمكنت من اسقاط التمثال. في البداية لم يكن هناك احد غيري. ثم بعد ذلك ارتفع العدد الى 30 وبعدها الى 300. وفي النهاية كان هناك الالاف في الميدان. الامر كله يصب في مشاعر الانتقام بالنسبة لي، نتيجة افعال النظام معي لسنوات قضيتها في السجن".وقال ان الشعور بالندم بدأ بعد عامين خلال فترة الاحتلال الاميركي، الذي يبغضه. ومنذئذ لم يغير شيءً ما في ذهنه، سواء مع نهاية الاحتلال او تسليم السلطة الى العراق."خلال حكم صدام كان هناك امن. وكان هناك فساد، ولكن ليس مثلما هو الان. كانت حياتنا مأمونة، وكانت امور كثيرة اساسية متوفرة مثل الكهرباء والغاز اكثر مما هو الان. وبعد مرور عامين لم يتحقق اي تقدم. ثم جاءت عمليات القتل والسرقة والعنف الطائفي".يلوم الجنابي السياسيين العراقيين والاميركيين لما عانى منه العراق. "الاميركيون هم الذين بدأوا هذا الواقع. ثم بعدهم السياسيون الذين دمروا البلاد. لم يتغير شيء. وبدت الامور تتجه نحو الاسوأ في جميع الاوقات. ليس هناك مستقبل، طالما ان الاحزاب السياسية التي تدير البلاد هي التي تتحكم في شؤونها".وكما قال المحلل الصحفي بيتر ماس في صحيفة "ذي نيويوركر" فان "التغطية الواسعة" لسقوط تمثال صدام قبل عامين "اذكت الشعور بان الحرب قد نجحت، وازاحت الاهتمام عن العراق في اللحظة ذاتها التي كانت الحاجة تدعو فيها الى مزيد من الاهتمام، وليس الى التقليل منه".وكما يرى الجبوري وآخرون غيره من العراقيين ممن لديهم نظرة عميقة، حقيقة الامور فان الايام السوداء قد بدأت تظهر ولكنها ليست في طريقها الى الزوال.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025