مُنطلقــات في عمل الهيئـة القياديــة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ذياب اللوح
يأتي تكليف الهيئة القيادية العليا الجديدة لحركة "فتــــــح" في قطاع غزة ، في ظل ظروف ذاتية وموضوعية غاية في الصعوبة والتعقيد تمر بها حركة "فتـــــح" في قطاع غزة بشكلٍ خاص ، والقطاع بشكلٍ عام ، مما يضع الهيئة القيادية المُكلفة من اللجنة المركزية لحركة "فتـــــح" ، أمام مسؤوليات ومهام تنظيمية ووطنية جسام ، تتطلب منها العمل بروح من القيادة الجماعية وبأسرع وقت ممكن ، وفي إطار خطة عمل مدروسة ، لتعزيز وحدة الموقف ووحدة الأداء ، وبناء مناخ تسود فيه روح المحبة والتعاون ، لمعالجة الإشكاليات الصعبة المتراكمة التي بقيت تنتظر حلولاً منذ فترة طويلة ، وإعادة الاعتبار للكثير من القضايا ، وفي مقدمتها إعادة الاعتبار لأبناء وكوادر وقيادات حركة "فتـــــح" ، وإعادة بناء الثقة بين أبناء الحركة ، لتجاوز مخلفات وتراكمات الماضي ، والانطلاق نحو مرحلة جديدة من العمل والتعاون ، لبناء وتفعيل الأطر والمؤسسات والهيئات الحركية على أسس ديمقراطية ، لأن الديمقراطية هي الأساس في ممارسة المسؤوليات ، وتتضمن وحدة العمل والتنظيم والانسجام الفكري والتفاعل السياسي في الحركة .
اطلعتُ من خلال الاتصال المباشر ، وما نُشر من على صفحات الانترنت والتواصل الاجتماعي ، على وجهات النظر والآراء المختلفة ، في تكليف الهيئة القيادية وأعضائها ، ومن البديهي ، والحق المكفول لكل عضو في "فتـــــح" ، ولكل مواطن ، ولكل صديق ، أن يُبدي رأيه ، تجاه ما يجري داخل حركة "فتـــــح" ، فالشأن الداخلي في "فتـــــح" ، لم يعد شأناً خاصاً مغلقاً ، لأن حركة "فتــــح" هي حركة وطنية ثورية جماهيرية لكل الناس ، ومن حق الناس أن تقول رأيها فيما يجري داخلها ، ولكن على قاعدة الاحترام والاحترام المتبادل ، ومن منطلق الدفع في اتجاه تصويب الموقف ، بعيداً عن شخصنة الأمور ، وبعيداً عن التشهير والقذف والتقليل من شأن الآخرين ، فالواقع الراهن داخل حركة "فتـــــح" في قطاع غزة ، لا يحتمل المزيد من الفرقة والنزاعات ، بل ويستدعي العمل على تحقيق جملة من الأهداف والمنطلقات ، للمضي قُدماً نحو تأمين الانتقال إلى واقع أفضل وأحسن لما فيه خير حركة "فتــــــح" ، والحركة الوطنية الفلسطينية ، والناس جميعاً ، من أهمها :
أولاً / المصالحة الداخلية :
لأهمية تعزيز وحدة حركة "فتــــــح" في قطاع غزة ، وإعادة اللحمة لصفوفها ، وتعزيز وحدة الموقف ووحدة الأداء ، في الهيئة القيادية المكلفة ، وفي أطر ومكاتب ومؤسسات الحركة كافة ، لا بد من العمل يداً بيد ، وعلى قلب رجل واحد ، لتحقيق المصالحة الداخلية ، ونزع الأحقاد والضغائن من النفوس، وزرع روح المحبة والتعاون والثقة ، وهذا يحتاج إلى تنظيم ورشات عمل يشارك فيها الكادر الحركي ، للاستماع إلى وجهات النظر كافة ، والاطلاع عن قرب على الأفكار والاقتراحات ، لصياغة الآليات الناجعة لتحقيق المصالحة الداخلية ، والخروج من حالة الانقسام إلى حالة الوحدة .
ثانياً / لا إقصاء في الحركة :
من منطلق قُدسية العضوية ، وحرية الإنسان في حركة "فتـــــح" ، ورفض مبدأ الانتقام ، والمساواة في الحقوق والواجبات ، وحماية العضوية ، وحسبما جاء في النظام الأساسي لحركة "فتـــــح" ، أن لا يُفصل العضو ، أو يُهمل ، أو يُجمد ، إلا بعد محاكمته وإدانته من قِبل المحكمة الحركية ، وتحقيق المصالحة الداخلية ، وتأمين الانتقال إلى واقع أفضل وأحسن منه سابقاً ، لا بد من وقف الإقصاء في حركة "فتـــح" بقطاع غزة ، إلا بسبب موضوعي ، وحسب القانون والنظام .
ثالثاً/ عقد المؤتمرات الحركية وإجراء الانتخابات :
بهدف تأمين الانتقال بالأوضاع الداخلية لحركة "فتــــــح" في قطاع غزة ، إلى واقع تنظيمي ووطني وجماهيري واجتماعي أفضل وأقوى من الحال الراهن ، من الأهمية والضرورة بمكان التوجه نحو عقد المؤتمرات الحركية وإجراء الانتخابات في المستويات الحركية كافة (حسب النظام) ، وإعادة بناء وترتيب المكاتب الحركية في المنظمات الشعبية والمؤسسات الوطنية ، على أسس ديمقراطية ، لإتاحة المشاركة الواسعة للكادر الحركي ، ووضع الخطط للمهمات المختلفة ، التنظيمية والوطنية والمجتمعية ، وتعزيز العلاقات مع القوى السياسية والمنظمات الجماهيرية ، والمفكرين والسياسيين والصحفيين والإعلاميين ، والأكاديميين ، والقطاعات المجتمعية المختلفة كافة ، ضمن إستراتيجية حركية شمولية ، تنسجم مع الاستراتيجيات والسياسات الحركية العليا للجنة المركزية لحركة "فتـــح" ، تعزيزاً لمنطلق أن الديمقراطية هي الأساس في ممارسة المسؤوليات ، ولصيانة وحدة العمل والتنظيم والانسجام الفكري والتفاعل السياسي في الحركة ، على القاعدة الذهبية في الديمقراطية " أن تلتزم الأقلية برأي الأكثرية" ضماناً لتنفيذ قرارات الحركة ، وإعمالاً لإرادتها السياسية العليا .
رابعاً / المصالحة الوطنية :
إن تحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية العميقة والشمولية في الواقع الفلسطيني ، وإنهاء الانقسام ، واستعادة الوحدة الوطنية المفقودة ، لهو مصلحة وطنية وتنظيمية ، ومن الضرورة بمكان أن يكون هذا الموضوع على رأس أجندة الهيئة القيادية العليا الجديدة ، تنفيذاً لإرادة الحركة العليا في تحقيق المصالحة ، لرفع سلبيات وأضرار الانقسام عن أبناء الشعب الفلسطيني عموماً ، وعن أبناء حركة "فتــــح" خصوصاً ، وإعادة بناء ومد جسور الثقة والتعاون الوطني ، والعمل على إرساء ثقافة الشراكة الوطنية والعمل المشترك ، ولغرض وضع الواقع الفلسطيني على أعتاب مرحلة جديدة من الود والتعاون والتبادلات المشتركة