سينما القدس المغلقة.. الدار تموت بغياب روادها
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد عبد الله - ماذا يعني أن تكون آخر تذكرة فيلم سينمائي تم بيعها عام 1987؟ وماذا يعني أن تصبح دار السينما مهجورة من روادها؟ بعض اسئلة وتداعيات قفزت الى لسان، عبد الكريم حسين، مع اول زيارة له إلى مركز "يبوس"، او ما كان قبل اكثر من عقدين سينما القدس.
سينما القدس، مكان رحب ظل طوال اربعة عقود ينبض باصوات ابطال مختلف الافلام العربية والعالمية، اضحى اليوم ساكناً، فيما اصبح شباك التذاكر المغلق، مسكناً محبباً للطيور.
وكانت سينما القدس، فتحت أبوابها في شارع الزهراء بالقدس قبل أكثر من 60 عاماً، وظلت طوال عدة عقود قِبلةَ عشاق الفن السابع، لكنها أغلقت أبوابها مرغمة مع بداية الانتفاضة الأولى، بعد تضييقات من جيش الإحتلال، وتدهور الأوضاع الأمنية هناك.
ويقول حسين:" قد يكون مزيج من عدة عوامل متداخلة هو ما اوصل سينما القدس الى ما اصبحت عليه اليوم.. اجراءات الاحتلال ومضايقاته وتقصير رؤوس أموال المدينة المقدسة هو ما اوصل السينما الى هذه الحالة".
ويضيف مستدركاً " لكن هناك بقعة الضوء بدأت تبدد هذه العتمة، بجهود مركز يبوس، الذي رمم وفق إمكاناته ما استطاع من محيط السينما، باستثناء المسرح الكبير، الذي ما زال بانتظار المشاهدين".
وكان مركز يبوس، افتتح قبل عامين بعض المرافق الثقافية المحيطة بالسينما، مثل قاعات عرض نشاطات فنية، كالفنون البصرية، وصالون ثقافي، وقاعة سينما صغيرة، تعرض بعض الأفلام الوثائقية، بعد حصوله على تمويل من جهات دولية مانحة.
وتبلغ كلفة إعادة تأهيل المسرح كي يصبح جاهزاً لعرض الأعمال الفنية والسينمائية، واستقبال الجمهور، حوالي 2.5 مليون دولار، كما قال مسوول العلاقات العامة في مركز يبوس، خالد الغول كلام لـ دوت كوم.
واضاف الغول: " الآن نبحث عن ممول لهذا المسرح الكبير، بعد أن وجدنا أن المؤسسة الثقافية الرسمية لا تقوم بالدور المنوط بها تجاه سينما القدس والنشاط الثقافي في المدينة".
ويشير الى ان مدينة القدس "تفقد كل يوم جزء هام من هويتها، بسبب الإهمال، على مختلف الأصعدة ومنها الثقافة.. فكيف يكون لمؤسسات دولية اهتمام أكبر باستعادة الهوية الفلسطينية للمدينة".
ويقول الشاب عدنان الزغير (21) عاماً إنه لم يسمع بسينما القدس، إلا منذ شهور، "فقط بالصدفة"، وانه يتابع أفلامه المفضلة من خلال زيارته لدور السينما الإسرائيلية.
ويشير المحامي زياد البكري، احد اصحاب دار سينما القدس، الى جمالية الهندسة المعمارية الجميلة التي تمتاز بها دار السينما التي كانت معروفة كـ "سينما العائلات"!
ويتوقف الشاب عبد الكريم حسين وهو يتجول في محيط السينما امام صورة ضخمة لشاعر فلسطين الراحل محمود درويش، قبالة "بوستر" اعلاني قديم لفيلم بعنوان "لم يأتي أبو زيد"، ما زال شاهدا في المكان ويقول "أعتقد أن غياب أبو زيد سيتواصل، طالما استمر تجاهلنا قول درويش الذي كتب يوماً ان (البيوت تموت إذا غاب سكانها)".