صور- الحرب على جبهة المجهول!
قرية "الزبيدات الحدودية" المحاصرة بمزارع النخيل التابعة للكيبوتسات اليهودية
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
في ظاهرة لا تحدث دائما خلال آذار، يعطي هبوب الريح القوية وهطول المطر على مرتفع صخري قرب الحدود الفلسطينية- الأردنية، جوا استشفائيا وسط مزرعة من النخيل غزير النمو.
وفي دار حسن الجرمي، المبنية فوق ارض صخرية وعرة جدا في أعلى مرتفع من قرية الزبيدات، يمكن بسهولة استطلاع التحول السريع الذي يجري على الزراعة في منطقة غور الأردن.
إنها الزراعات الإستراتيجية، التي بدأ فيها اليهود منذ احتلالهم للضفة الغربية، والتي بدأ فيها الفلسطينيون قبل عقدين من الزمن، لكن حلم الجرمي وعائلته لم يكتمل بمشاهدة مزرعة النخيل التي بدأ العمل فيها قبل نحو عقد.
فبعد 45 يوما عليه أن يقتلع الحلم بيديه، بموجب قرار عسكري إسرائيلي.
وثمة ما يضحك، لماذا تريد إسرائيل اقتلاع أشجار الجرمي من حول المنزل في القرية الزراعية التي يسكنها اقل من ألفي نسمة وتحيط بها جبال صخرية من جهة الغرب وسياج الحدود من جهة الشرق.
واقفا إلى طرف جذع نخلة كان أسامة وهو الابن البكر لعائلة الجرمي يضحك على قرار إسرائيلي باقتلاع مزرعة النخيل. ويعرض الشاب صورا التقطت من الجو للمزرعة والبيت في وسطها.
والإحساس بأهمية زراعة النخيل يسري بقوة في أوساط المزارعين، وهو أمر تنظر إليه الحكومة الفلسطينية تطورا كبيرا في الزراعة.
والتوسع في الزراعة مستمر بشكل ملفت والفكرة جاذبة لكبار المستثمرين وصغار المزارعين على حد سواء، وعلى امتداد محيط القرى الزراعية هناك أشجار زرعت حديثاً.
وليس ترفاً ان تزرع الأشجار على قارعة الطرقات وفي ساحات المنازل، لذلك زرع الجرمي ساحة المنزل بأكثر من 130 شجرة نخيل قبل سنوات.
وقد يفقدها قريبا.
وينص قرار إسرائيلي على اقتلاع أشجار النخيل من قبل أصحابها، أو تغريمهم أجرة اقتلاعها لاحقا.
من دار الجرمي التي تعلو القرية تظهر مزارع النخيل العربية المتناثرة وغير المنظمة، لكن في الأفق نحو الشرق قرب الحدود تظهر المزارع اليهودية المترامية الأطراف.
بالنسبة لإسرائيل القوة المحتلة النخيل جرن عسل ممتلئ، وبالنسبة للفلسطينيين أيضا زراعتة قد تغير وجه الشريط الشرقي بأكمله .
لكن لماذا يريد الإسرائيليون اقتلاع أشجار النخيل الخاصة بالفلسطينيين ويتركون الأخرى التي يزرعها المستوطنون.
' الإسرائيليون متخوفون من كل القطاعات الناجحة' هكذا يجيب وزير الزراعة وليد عساف.
كانت السلطات الإسرائيلية اتخذت قرارا من قبل لاقتلاع 40 الف شجرة نخيل في محيط أريحا، لكن القرار افشل كما يقول عساف. 'إنهم يشنون حربا على النخيل. جودة نخيلنا أفضل من نخيلهم'. قال عساف.
في الغور الحار، على امتداد الشريط الممتد من جنوب أريحا حتى عند قرية بردلة شمالاً على حدود أراضي عام 48، معظم المزارعين توجهوا لزراعة النخيل من صنف المجهول، الذي يمتاز بصفات تنافسية عالمية.
وفي قرية الزبيدات ايضا يزرعون المجهول.
وقال عساف لمراسل 'وفا' ان هناك شركات كبرى بدأت تستثمر في قطاع النخيل لكن ذلك لم يرق للإسرائيليين' إنهم يحاربون النخيل مثلما حاربوا البيض وزيت الزيتون'.
يقدس التجار هنا التمور من صنف المجهول.
ويتحدث المزارعون عن الزراعات الكلاسيكية بسلبية، لذلك يسخر أسامة عند سؤاله عن قصة الاقتلاع تحت قوة المحتل' الذي يزرع لا يقتلع. هؤلاء مجانين(الإسرائيليون). لن نقتلع شجرة' واحدة.
يردد المعنى ذاته الوزير عساف.
لكن المستوطنات الزراعية تتوسع وتتوسع، وتمتد مزارع النخيل في كل الاتجاهات، فيما مساحة الأرض وكميات المياه المتاحة للفلسطينيين تنحسر سنة بعد سنة.
من شرفة منزل آل الجرمي يمكن النظر بسهولة إلى المنطقة الحدودية التي تجري فيها الكيبوتسات الزراعية عمليات تسوية للأرض وغرس فسائل نخل من صنف المجهول.
وهناك أجيال متخلفة من تلك الأشجار التي باتت مَعلماً من معالم الغور الذي تسيطر عليه الكيبوتسات الزراعية. الكل يزرع المجهول؛ فلسطينيون ومستوطنون يهود، والكل يحارب على هذه الجبهة.جبهة زراعة المجهول.
قال عساف' سنتسمر في الزراعة رغم الحرب الاسرائيلية على الزراعة الفلسطينية'.
وتظهر إسرائيل تطبق قانونين في نفس المربع الجغرافي: قانون مدني يتيح للمستوطنين زراعة كل شبر بالنخيل، وآخر عسكري يمنع الفلسطينيين من الزراعة في أي مكان.
ويقول مزارعون فلسطينيون إن زراعة النخيل كانت فكرة غير مطروحة قبل عقود. لكن ثمة وجه اخر لهذا الصراع: الاستفادة من خبرات العدو
قال عساف إن هناك نحو 200 ألف شجرة نخيل، وقد يتضاعف العدد خلال السنوات القادمة.' وليس معروفا بعد اذا كان آل الجرمي سيضيفون رقما جديدا لهذا الرقم، أم سينقص العدد بتنفيذ القرار!
للصور
https://www.facebook.com/fatehwatanps#!/media/set/?set=a.604973639531433.1073741872.307190499309750&type=1
zaجميل ضبابات
في ظاهرة لا تحدث دائما خلال آذار، يعطي هبوب الريح القوية وهطول المطر على مرتفع صخري قرب الحدود الفلسطينية- الأردنية، جوا استشفائيا وسط مزرعة من النخيل غزير النمو.
وفي دار حسن الجرمي، المبنية فوق ارض صخرية وعرة جدا في أعلى مرتفع من قرية الزبيدات، يمكن بسهولة استطلاع التحول السريع الذي يجري على الزراعة في منطقة غور الأردن.
إنها الزراعات الإستراتيجية، التي بدأ فيها اليهود منذ احتلالهم للضفة الغربية، والتي بدأ فيها الفلسطينيون قبل عقدين من الزمن، لكن حلم الجرمي وعائلته لم يكتمل بمشاهدة مزرعة النخيل التي بدأ العمل فيها قبل نحو عقد.
فبعد 45 يوما عليه أن يقتلع الحلم بيديه، بموجب قرار عسكري إسرائيلي.
وثمة ما يضحك، لماذا تريد إسرائيل اقتلاع أشجار الجرمي من حول المنزل في القرية الزراعية التي يسكنها اقل من ألفي نسمة وتحيط بها جبال صخرية من جهة الغرب وسياج الحدود من جهة الشرق.
واقفا إلى طرف جذع نخلة كان أسامة وهو الابن البكر لعائلة الجرمي يضحك على قرار إسرائيلي باقتلاع مزرعة النخيل. ويعرض الشاب صورا التقطت من الجو للمزرعة والبيت في وسطها.
والإحساس بأهمية زراعة النخيل يسري بقوة في أوساط المزارعين، وهو أمر تنظر إليه الحكومة الفلسطينية تطورا كبيرا في الزراعة.
والتوسع في الزراعة مستمر بشكل ملفت والفكرة جاذبة لكبار المستثمرين وصغار المزارعين على حد سواء، وعلى امتداد محيط القرى الزراعية هناك أشجار زرعت حديثاً.
وليس ترفاً ان تزرع الأشجار على قارعة الطرقات وفي ساحات المنازل، لذلك زرع الجرمي ساحة المنزل بأكثر من 130 شجرة نخيل قبل سنوات.
وقد يفقدها قريبا.
وينص قرار إسرائيلي على اقتلاع أشجار النخيل من قبل أصحابها، أو تغريمهم أجرة اقتلاعها لاحقا.
من دار الجرمي التي تعلو القرية تظهر مزارع النخيل العربية المتناثرة وغير المنظمة، لكن في الأفق نحو الشرق قرب الحدود تظهر المزارع اليهودية المترامية الأطراف.
بالنسبة لإسرائيل القوة المحتلة النخيل جرن عسل ممتلئ، وبالنسبة للفلسطينيين أيضا زراعتة قد تغير وجه الشريط الشرقي بأكمله .
لكن لماذا يريد الإسرائيليون اقتلاع أشجار النخيل الخاصة بالفلسطينيين ويتركون الأخرى التي يزرعها المستوطنون.
' الإسرائيليون متخوفون من كل القطاعات الناجحة' هكذا يجيب وزير الزراعة وليد عساف.
كانت السلطات الإسرائيلية اتخذت قرارا من قبل لاقتلاع 40 الف شجرة نخيل في محيط أريحا، لكن القرار افشل كما يقول عساف. 'إنهم يشنون حربا على النخيل. جودة نخيلنا أفضل من نخيلهم'. قال عساف.
في الغور الحار، على امتداد الشريط الممتد من جنوب أريحا حتى عند قرية بردلة شمالاً على حدود أراضي عام 48، معظم المزارعين توجهوا لزراعة النخيل من صنف المجهول، الذي يمتاز بصفات تنافسية عالمية.
وفي قرية الزبيدات ايضا يزرعون المجهول.
وقال عساف لمراسل 'وفا' ان هناك شركات كبرى بدأت تستثمر في قطاع النخيل لكن ذلك لم يرق للإسرائيليين' إنهم يحاربون النخيل مثلما حاربوا البيض وزيت الزيتون'.
يقدس التجار هنا التمور من صنف المجهول.
ويتحدث المزارعون عن الزراعات الكلاسيكية بسلبية، لذلك يسخر أسامة عند سؤاله عن قصة الاقتلاع تحت قوة المحتل' الذي يزرع لا يقتلع. هؤلاء مجانين(الإسرائيليون). لن نقتلع شجرة' واحدة.
يردد المعنى ذاته الوزير عساف.
لكن المستوطنات الزراعية تتوسع وتتوسع، وتمتد مزارع النخيل في كل الاتجاهات، فيما مساحة الأرض وكميات المياه المتاحة للفلسطينيين تنحسر سنة بعد سنة.
من شرفة منزل آل الجرمي يمكن النظر بسهولة إلى المنطقة الحدودية التي تجري فيها الكيبوتسات الزراعية عمليات تسوية للأرض وغرس فسائل نخل من صنف المجهول.
وهناك أجيال متخلفة من تلك الأشجار التي باتت مَعلماً من معالم الغور الذي تسيطر عليه الكيبوتسات الزراعية. الكل يزرع المجهول؛ فلسطينيون ومستوطنون يهود، والكل يحارب على هذه الجبهة.جبهة زراعة المجهول.
قال عساف' سنتسمر في الزراعة رغم الحرب الاسرائيلية على الزراعة الفلسطينية'.
وتظهر إسرائيل تطبق قانونين في نفس المربع الجغرافي: قانون مدني يتيح للمستوطنين زراعة كل شبر بالنخيل، وآخر عسكري يمنع الفلسطينيين من الزراعة في أي مكان.
ويقول مزارعون فلسطينيون إن زراعة النخيل كانت فكرة غير مطروحة قبل عقود. لكن ثمة وجه اخر لهذا الصراع: الاستفادة من خبرات العدو
قال عساف إن هناك نحو 200 ألف شجرة نخيل، وقد يتضاعف العدد خلال السنوات القادمة.' وليس معروفا بعد اذا كان آل الجرمي سيضيفون رقما جديدا لهذا الرقم، أم سينقص العدد بتنفيذ القرار!
للصور
https://www.facebook.com/fatehwatanps#!/media/set/?set=a.604973639531433.1073741872.307190499309750&type=1