أوباما في مؤسسة شباب البيرة اليوم
مقر مؤسسة شباب البيرة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
زلفى شحرور
يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الخميس، على أرض مؤسسة شباب البيرة مجموعة من الشباب والشابات الفلسطينيين، ليستمع منهم لهموم وطن بكامله .. معاناتهم مع الاحتلال .. وآمالهم بمستقبل يسود فيه السلام المبني على قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة تسودها قيم الحرية والديمقراطية.
وسيرى أوباما بأم عينه معاناة هؤلاء الشباب الذين يقف الاحتلال حائلا بينهم وبين تحقيق آمالهم البسيطة في الحياة ككل أقرانهم في دول العالم.
وسيقف وجها لوجه أمام مستوطنة 'بساغوت' الجاثمة على أراضي البيرة والتي صادرها الاحتلال لصالح بناء مستوطنتي 'بساغوت' و'بيت إيل'.
كما يلتقي أوباما مع عدد من الوجهاء والفعاليات الاجتماعية، وسيتعرف على التراث الفلسطيني من خلال وصلات من الدبكة تقدمها فرقة المؤسسىة.
والمفارقة الأكبر في هذه الزيارة أن أوباما سيستمع إلى معاناة الشباب الفلسطيني ومعاناة أهل البيرة التي يدين عدد كبير منهم بولائهم لفلسطين وأمريكا معا، حيث يحمل غالبيتهم الجنسية الأمريكية التي توارثوها عن أجدادهم الذين وصلوا هناك نهاية القرن التاسع عشر.
وتشكل مؤسسة شباب البيرة امتدادا تاريخيا لنشاط وجهد نادي البيرة الثقافي ومجموعة البيرة الأولى حيث تم توحيدهما في العام 1976 تحت اسم المؤسسة.
تأسس نادي البيرة الثقافي في العام 1940 وقدم خدماته إلى أبناء المدينة وما حولها، وفي العام 1964 أنشأت مجموعة البيرة الأولى، ومثلت انطلاقة كبيرة منذ اليوم الأول على صعيد الأنشطة الكشفية وكان لها الجهد الأكبر في تأسيس الاتحاد الكشفي الفلسطيني ومن ثم جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية.
وساهمت مؤسسة البيرة في رسم الخطوط العريضة لكرة القدم في محافظات الوطن، وكان لها الباع الطويل في إنشاء رابطة الأندية الفلسطينية والتي كان يرأسها المرحوم ماجد أسعد.
عن هذه الزيارة وتاريخ علاقة مدينة البيرة بالولايات المتحدة الأمريكية حدثنا سميح العبد رئيس مجلس إدارة مؤسسة شباب البيرة والوزير السابق وهو من يقوم بالتنسيق مع الأطراف ذات الصلة لهذه الزيارة التاريخية لرئيس أمريكي لمدينته.
وقال 'يزور أوباما مؤسسة البيرة كونها تمثل نموذجا للمؤسسات التي استفادت من الدعم الأمريكي من خلال التعاون الأمريكي'USAID'، وتمكنت من تطوير عملها لتضم اليوم عددا من البرامج التي تخص الشباب ونشاطاتهم المختلفة التي تم توزيعها على عدد من الدوائر مثل دائرة البرامج الشبابية ودائرة تكنولوجيا المعلومات ودائرة التعليم والثقافة والمجموعة الكشفية والمتطوعين ودائرة الرياضة '.
ويأمل أهل البيرة ومعظمهم من حملة جوازات السفر الأمريكية من أصول فلسطينية أن تعطي حكومتهم اهتمامها لقضاياهم وان تلعب دورا في حل عادل لقضية فلسطين .
الرئيس الأمريكي سيكتشف اليوم ومع زيارته لمدينة البيرة، 15 كم شمال مدينة القدس، الكثير من الراوبط التي تربط أهالي هذه المدينة ببلده، وربما يمكن القول مجازا أن اوباما يزور رقعة فلسطينية بنكهة أمريكية.
وروى لنا العبد مستشار صندوق الاستثمار عن تاريخ علاقة مدينته بأمريكا، وبين أن الكثير منهم غادروا البيرة ولم يعودوا إليها إلا لزيارة الأهل أو تزويج ابن أو ابنة، وغالبية أهل البيرة تربطهم علاقات مباشرة مع أمريكا من خلال الأهل والأقارب، والرحلة لأمريكا بالنسبة لهم كمن يذهب لزيارة الأهل في العاصمة الأردنية عمان، حيث تعيش عائلات كاملة في أمريكا بينما لا تجد إلا واحدا فقط من أفرادها في البيرة.
حكاية أهل البيرة ومثلهم أهالي رام الله مع أمريكا بدأت في العام 1890 ودشنها صبي من آل عودة من مدينة رام الله، وكان عودة صبيا صغيرا حينما التقى ببعض الحملات التبشيرية بالدين المسيحي التي كانت تصل المنطقة في تلك الأيام وطلبوا منه مرافقتهم، وعاد بعد سنوات ومعه المال، وهو ما حفز أهل البيرة ورام الله للهجرة باتجاه الأمريكيتين.
ولم يكن الدافع للهجرة البحث عن المال فقط وإنما كان الهدف الأسمى البحث عن ملاذ آمن لأبنائهم لحمايتهم من الانضمام الإجباري للجيش العثماني والذي كان يسيطر على بلاد الشام، وما يؤكد هذا التفسير أن الهجرة طالت كل عائلات البيرة من حمايل وكراكرة والطويل وقراعين وعابد .
وكان الآباء من أهل البيرة يتفقون مع البواخر التي تصل ميناء يافا، حيث تقوم هذه السفن بالسماح لهم بالسفر على متنها مقابل أن يقوم هؤلاء الشباب والفتية بتزويد المراجل التي تنتج الطاقة لسير السفينة بالفحم الحجري، وأينما تحط هذه السفن رحالها يحط هؤلاء الشباب رحالهم معها، ويبدؤون تجربة حياة جديدة تغري غيرهم من عائلاتهم وأبناء القرى المجاورة للحاق بهم.
وتلخص حكاية والد سميح العبد حكاية الكثير من أهالي البيرة وعنها قال' في العام 1913 قام جدّه بإركاب ابنه حسين العبد كراكرة واحدة من البواخر المغادرة من يافا إلى أمريكا للالتحاق بأخيه محمود في نيويورك، وكل المعلومات التي يملكها مكان إقامته ونوع عمله.
وغادر حسين الذي لم يتجاوز حينها الثالثة عشرة من عمره، وسار على ذات الطريق الذي سار عليه الكثير من أهله وأصحابه، لكن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن، وحطت باخرته رحالها في مدينة مكسيكو عاصمة المكسيك، وظل يعمل فيها لمدة سنتين.
في العام 1951 قرر حسين إكمال مشواره فغادر باتجاه أمريكا وحط في مدينة نيو اورلينز بمحافظة لويزيانا، وتعرف على صاحب فندق سوري الأصل، والذي قام بدوره بمراسلة شخصية عربية معروفة في نيويورك على صلة بكل العرب المقيمين فيها،و قام بدوره بإيصال الرسالة لمحمود الذي حضر برفقة عدد من أقاربه وأهل بلدته باتجاه أخيه.
وعاد حسين في العام 1946 ليتزوج وينجب سميح، ولم تطل إقامته فيها وغادرها بعد نكبة العام 1948 ليعود في العام 1956 واستقر فيها حتى وافته المنية في العام 1978.
واندمج المهاجرون من أهل البيرة مع موطنهم الجديد، وشكلوا قصص نجاح وحالف الحظ البعض منهم مثل عائلة دحدول التي اشترت أرضا تم اكتشاف بئر نفط فيها.
ووسمت هذه الهجرة أهل البيرة بسمات محددة، فتعلقوا بعاداتهم في الزواج، وارتداء الثوب الفلسطيني في مناسباتهم وعلى الأخص في الأعراس سواء في البيرة أو في أمريكا، فهم ما زالوا ورغم بعد المسافات يؤدون حركات الدبكة بإتقان شديد .
و فرضت هذه الظروف على نساء البيرة وخاصة في السابق التصدي لكل مشاكل الحياة وتربية الأبناء في ظل غياب الزوج وربما ذكور العائلة كلهم، ما قوّى من شخصية بناتها وقدرتهن على مواجهة مصاعب الحياة.
وتتداخل مفردات من اللغة الانجليزية بطرافة مع لكنة أهل البيرة التي حافظت على روحها القديمة دون تجديد فيها.
ومدينة البيرة من المدن العريقة في فلسطين وتتلاصق مع مدينة رام الله، حتى صارتا كأنهما مدينة واحدة، وتعود في تاريخها إلى الكنعانيين، وتقوم مكان مدينة 'بيئروت' بمعنى الآبار الكنعانية.
haزلفى شحرور
يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الخميس، على أرض مؤسسة شباب البيرة مجموعة من الشباب والشابات الفلسطينيين، ليستمع منهم لهموم وطن بكامله .. معاناتهم مع الاحتلال .. وآمالهم بمستقبل يسود فيه السلام المبني على قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة تسودها قيم الحرية والديمقراطية.
وسيرى أوباما بأم عينه معاناة هؤلاء الشباب الذين يقف الاحتلال حائلا بينهم وبين تحقيق آمالهم البسيطة في الحياة ككل أقرانهم في دول العالم.
وسيقف وجها لوجه أمام مستوطنة 'بساغوت' الجاثمة على أراضي البيرة والتي صادرها الاحتلال لصالح بناء مستوطنتي 'بساغوت' و'بيت إيل'.
كما يلتقي أوباما مع عدد من الوجهاء والفعاليات الاجتماعية، وسيتعرف على التراث الفلسطيني من خلال وصلات من الدبكة تقدمها فرقة المؤسسىة.
والمفارقة الأكبر في هذه الزيارة أن أوباما سيستمع إلى معاناة الشباب الفلسطيني ومعاناة أهل البيرة التي يدين عدد كبير منهم بولائهم لفلسطين وأمريكا معا، حيث يحمل غالبيتهم الجنسية الأمريكية التي توارثوها عن أجدادهم الذين وصلوا هناك نهاية القرن التاسع عشر.
وتشكل مؤسسة شباب البيرة امتدادا تاريخيا لنشاط وجهد نادي البيرة الثقافي ومجموعة البيرة الأولى حيث تم توحيدهما في العام 1976 تحت اسم المؤسسة.
تأسس نادي البيرة الثقافي في العام 1940 وقدم خدماته إلى أبناء المدينة وما حولها، وفي العام 1964 أنشأت مجموعة البيرة الأولى، ومثلت انطلاقة كبيرة منذ اليوم الأول على صعيد الأنشطة الكشفية وكان لها الجهد الأكبر في تأسيس الاتحاد الكشفي الفلسطيني ومن ثم جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية.
وساهمت مؤسسة البيرة في رسم الخطوط العريضة لكرة القدم في محافظات الوطن، وكان لها الباع الطويل في إنشاء رابطة الأندية الفلسطينية والتي كان يرأسها المرحوم ماجد أسعد.
عن هذه الزيارة وتاريخ علاقة مدينة البيرة بالولايات المتحدة الأمريكية حدثنا سميح العبد رئيس مجلس إدارة مؤسسة شباب البيرة والوزير السابق وهو من يقوم بالتنسيق مع الأطراف ذات الصلة لهذه الزيارة التاريخية لرئيس أمريكي لمدينته.
وقال 'يزور أوباما مؤسسة البيرة كونها تمثل نموذجا للمؤسسات التي استفادت من الدعم الأمريكي من خلال التعاون الأمريكي'USAID'، وتمكنت من تطوير عملها لتضم اليوم عددا من البرامج التي تخص الشباب ونشاطاتهم المختلفة التي تم توزيعها على عدد من الدوائر مثل دائرة البرامج الشبابية ودائرة تكنولوجيا المعلومات ودائرة التعليم والثقافة والمجموعة الكشفية والمتطوعين ودائرة الرياضة '.
ويأمل أهل البيرة ومعظمهم من حملة جوازات السفر الأمريكية من أصول فلسطينية أن تعطي حكومتهم اهتمامها لقضاياهم وان تلعب دورا في حل عادل لقضية فلسطين .
الرئيس الأمريكي سيكتشف اليوم ومع زيارته لمدينة البيرة، 15 كم شمال مدينة القدس، الكثير من الراوبط التي تربط أهالي هذه المدينة ببلده، وربما يمكن القول مجازا أن اوباما يزور رقعة فلسطينية بنكهة أمريكية.
وروى لنا العبد مستشار صندوق الاستثمار عن تاريخ علاقة مدينته بأمريكا، وبين أن الكثير منهم غادروا البيرة ولم يعودوا إليها إلا لزيارة الأهل أو تزويج ابن أو ابنة، وغالبية أهل البيرة تربطهم علاقات مباشرة مع أمريكا من خلال الأهل والأقارب، والرحلة لأمريكا بالنسبة لهم كمن يذهب لزيارة الأهل في العاصمة الأردنية عمان، حيث تعيش عائلات كاملة في أمريكا بينما لا تجد إلا واحدا فقط من أفرادها في البيرة.
حكاية أهل البيرة ومثلهم أهالي رام الله مع أمريكا بدأت في العام 1890 ودشنها صبي من آل عودة من مدينة رام الله، وكان عودة صبيا صغيرا حينما التقى ببعض الحملات التبشيرية بالدين المسيحي التي كانت تصل المنطقة في تلك الأيام وطلبوا منه مرافقتهم، وعاد بعد سنوات ومعه المال، وهو ما حفز أهل البيرة ورام الله للهجرة باتجاه الأمريكيتين.
ولم يكن الدافع للهجرة البحث عن المال فقط وإنما كان الهدف الأسمى البحث عن ملاذ آمن لأبنائهم لحمايتهم من الانضمام الإجباري للجيش العثماني والذي كان يسيطر على بلاد الشام، وما يؤكد هذا التفسير أن الهجرة طالت كل عائلات البيرة من حمايل وكراكرة والطويل وقراعين وعابد .
وكان الآباء من أهل البيرة يتفقون مع البواخر التي تصل ميناء يافا، حيث تقوم هذه السفن بالسماح لهم بالسفر على متنها مقابل أن يقوم هؤلاء الشباب والفتية بتزويد المراجل التي تنتج الطاقة لسير السفينة بالفحم الحجري، وأينما تحط هذه السفن رحالها يحط هؤلاء الشباب رحالهم معها، ويبدؤون تجربة حياة جديدة تغري غيرهم من عائلاتهم وأبناء القرى المجاورة للحاق بهم.
وتلخص حكاية والد سميح العبد حكاية الكثير من أهالي البيرة وعنها قال' في العام 1913 قام جدّه بإركاب ابنه حسين العبد كراكرة واحدة من البواخر المغادرة من يافا إلى أمريكا للالتحاق بأخيه محمود في نيويورك، وكل المعلومات التي يملكها مكان إقامته ونوع عمله.
وغادر حسين الذي لم يتجاوز حينها الثالثة عشرة من عمره، وسار على ذات الطريق الذي سار عليه الكثير من أهله وأصحابه، لكن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن، وحطت باخرته رحالها في مدينة مكسيكو عاصمة المكسيك، وظل يعمل فيها لمدة سنتين.
في العام 1951 قرر حسين إكمال مشواره فغادر باتجاه أمريكا وحط في مدينة نيو اورلينز بمحافظة لويزيانا، وتعرف على صاحب فندق سوري الأصل، والذي قام بدوره بمراسلة شخصية عربية معروفة في نيويورك على صلة بكل العرب المقيمين فيها،و قام بدوره بإيصال الرسالة لمحمود الذي حضر برفقة عدد من أقاربه وأهل بلدته باتجاه أخيه.
وعاد حسين في العام 1946 ليتزوج وينجب سميح، ولم تطل إقامته فيها وغادرها بعد نكبة العام 1948 ليعود في العام 1956 واستقر فيها حتى وافته المنية في العام 1978.
واندمج المهاجرون من أهل البيرة مع موطنهم الجديد، وشكلوا قصص نجاح وحالف الحظ البعض منهم مثل عائلة دحدول التي اشترت أرضا تم اكتشاف بئر نفط فيها.
ووسمت هذه الهجرة أهل البيرة بسمات محددة، فتعلقوا بعاداتهم في الزواج، وارتداء الثوب الفلسطيني في مناسباتهم وعلى الأخص في الأعراس سواء في البيرة أو في أمريكا، فهم ما زالوا ورغم بعد المسافات يؤدون حركات الدبكة بإتقان شديد .
و فرضت هذه الظروف على نساء البيرة وخاصة في السابق التصدي لكل مشاكل الحياة وتربية الأبناء في ظل غياب الزوج وربما ذكور العائلة كلهم، ما قوّى من شخصية بناتها وقدرتهن على مواجهة مصاعب الحياة.
وتتداخل مفردات من اللغة الانجليزية بطرافة مع لكنة أهل البيرة التي حافظت على روحها القديمة دون تجديد فيها.
ومدينة البيرة من المدن العريقة في فلسطين وتتلاصق مع مدينة رام الله، حتى صارتا كأنهما مدينة واحدة، وتعود في تاريخها إلى الكنعانيين، وتقوم مكان مدينة 'بيئروت' بمعنى الآبار الكنعانية.