رسالة موجهة من مانديلا الى اوباما بخصوص الاسرى لافلسطينيين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رام الله 2103-21- 3
السيد باراك أوباما
رئيس الولايات المتحدة الأمركية
الموضوع: الإفراج عن كافة الأسرى في سجون الاحتلال
بداية نرحب بكم وبزيارتكم التاريخية لأرض فلسطين، مهبط الديانات السماوية الثلاث، ونعلق آمالا كبيرة على زيارتكم هذه بصفتكم رئيس أكبر دولة في العالم والتي أخذت على عاتقها نشر مفاهيم الحرية والعدالة والديمقراطية.
السيد الرئيس
تعلمون بما لا يدع مجالا للشك أننا الشعب الوحيد في العالم الذي ما يزال يرزح تحت احتلال دام لعقود، وبدوره مارس التعذيب بحق أبناء شعبنا، وبنى جدارا عنصريا، وصادر الأراضي ومنحها للمستوطنين ليقيموا فيها، وزج مئات الآلاف من الفلسطينيين من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ والقيادات السياسية في سجون وزنازين انفرادية تنتهك فيها حقوقهم كل يوم ويتعرضون لأبشع أساليب التعذيب النفسي والجسدي، في تجاوز واضح وغير آبه عبر جيشه ومستوطنيه بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، حتى بلغ عدد الأسرى الذين استشهدوا في أقبية التحقيق ما يزيد عن 202 وكان آخرهم الشهيد عرفات جرادات، تركوا وراءهم أطفالا بعمر الزهور، منهم من ولد بعد اعتقال أبيه ولم يره نهائيا، ومنهم من يولد بين يدي أم مكبلة بالسلاسل، في وقت ينعم فيه أطفال العالم بحياة هانئة في أحضان آبائهم وأمهاتهم. ناهيك عن الأسرى المرضى الذين يعانون الإهمال الطبي برغم خطورة أوضاعهم الصحية والتي تجعلهم معرضين لفقد حياتهم في أية لحظة.
كما نذكركم أن زيارتكم للمنطقة تتزامن أيضا مع وجود أسرى معتقلين إداريا دون توجيه تهم واضحة لهم، الأمر الذي دفع ببعضهم لخوض الإضراب المفتوح عن الطعام ومنهم من تجاوز 240 يوما، مما أدى إلى تدهور وضعهم الصحي.
السيد الرئيس
إننا في مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الأسرى وحقوق الإنسان نطالبكم كراعين لقيم الحرية والسلام أن تقفوا عند مسؤولياتكم تجاه شعبنا وقضيته العادلة وتطلعه لينعم بالحرية في دولة مستقلة كباقي شعوب العالم، والإفراج عن كافة الأسرى المرضى والأطفال والنساء وفي مقدمتهم الأسرى القدامى الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو، فمنهم من فقد أمه ومن فقد أباه ومنهم من فقد الاثنان معا دون أن يلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة، ومنهم من تجاوز الثلاثين عاما داخل الأسر.
كما نطالبكم يا سيادة الرئيس بالضغط على إسرائيل التي تنتهك حقوقنا بشكل يومي والزامها بالاتفاقات الدولية وفي مقدمتها اتفاقية جنيف، حتى لا تبقى إسرائيل الدولة الوحيدة فوق القانون.
السيد الرئيس
كلنا أمل أن تمارسوا صلاحياتكم لإرساء دعائم الديمقراطية والحرية لوضع حد لمعاناة شعبنا وعذابات أسرانا وعائلاتهم، ومنحهم حقوقهم بالعيش بكرامة فوق أرضهم.
مع التحية
المحامية بثينة دقماق
رئيسة مؤسسة مانديلا