'تنوين' مبادرة انطلقت من 'بيرزيت' وحطت بمعظم الجامعات والمدارس الفلسطينية
'الأرض كلها مكتبة... والقارئ ليس غريباً'، شعار حمله الطلبة المشاركون في 'سلسلة تنوين'، وهي مبادرة شبابية انطلقت من جامعة بيرزيت، تهدف لتعزيز ثقافة القراءة بالجامعات الفلسطينية لتصبح سمة أساسية في المجتمع الفلسطيني.
وترتكز المبادرة بشكل أساسي على دعوة الطلبة إلى لقاء لمدة 40 دقيقة، في مكان عام كإحدى حدائق وساحات الجامعة، على أن يحضر كل مشارك في السلسلة كتاب من غير الكتب المقررة دراسياً في الجامعة.
وتهدف المبادرة، التي انطلقت من خلال الطالب في كلية الهندسة بجامعة بيرزيت مجدي الشيخ إبراهيم، إلى تعويد المجتمع على وجود القارئ، وتحفيز الطلبة والمشاركين على صداقة الكتاب والاعتياد على وجوده بينهم كجزء أساسي من حياتهم اليومية، وإخراج القارئ من عزلته في البيت وزوايا المكتبة، عبر مشاركة أصدقائه القراءة والفائدة.
وحول اختيار اسم 'تنوين' قال الطالب إبراهيم: 'لقد تم اختيار الإسم لغرابته وجماليته، كما أن التنوين في اللغة العربية يخلق حرفاً جديدا في الكلمة من خلال اللفظ، كذلك القراءة التي تخلق حياة جديدة لحياتنا، إضافة إلى أن التنوين في اللغة العربية سواء أكان فتح أم ضم أم كسر، لا يأتي منفرداً بل باجتماع حركتين، وهذا إشارة إلى أن القارئ لا بجب أن يكون وحيداً، بل يجب أن يشارك ما يقرأ حتى تتوسع مداركه وأفكاره.'
وحول إقبال طلبة الجامعة على القراءة ضمن 'سلسلة تنوين' قال الطالب في كلية الأعمال والاقتصاد حسن خالد، 'لقد شاركت في السلسلة منذ انطلاقتها، في البداية كنَا نُعَدَ على أصابع اليد، أما الآن فقد امتدت السلسلة وتوسعت، وأصبحت تحظى باهتمام الطلبة ومشاركتهم.'
وعن أسباب مشاركته في 'تنوين' اقتبس خالد للكاتب عباس محمود العقاد 'حياة واحدة لا تكفيني'، مبينا أنه يرى أن القراءة تضيف لحياة الناس حياة أخرى، حيث ينتقل القارىء من خلال كتبه إلى شتى بقاع العالم، ويتعرف على الثقافات والحضارات المختلفة.
من جهتها، رأت الطالبة في كلية التجارة وإحدى المشاركات في 'سلسلة تنوين' أرزاق بشارات، أن القراءة الجماعية تساهم في تقليص غربة القارئ، بالإضافة إلى أن 'حياتنا اليومية باتت تعج بالكثير من المشاغل والفوضى، ولم يعد هناك متسع في هذا الزحام للقراءة، فكانت تنوين الوسيلة المحفزة للقراءة، وتوسيع آفاق المعرفة'.
ومن الجدير ذكره أن سلسلة 'تنوين' التي انطلقت في شهر تشرين الأول من العام الماضي، انتشرت بروحها العالية إلى عدد كبير من جامعات ومدارس فلسطين، وهي الآن تخطو خطاها نحو مصر، والأردن، والسعودية، وجميع الوطن العربي.