لم يقبل يدها بعد...
وزارة الإعلام تكرّم أمهات الأسرى لمناسبة يوم الأم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بسام أبو الرب
shبسام أبو الرب
اعتادت الحاجة ظريفة نخله (61 عاما)، والدة الأسير مراد نخلة من مخيم الجلزون، والمحكوم لمدة 15 عاما، في سجون الاحتلال، أن تعيش يومها بدموع وغصة في القلب، على غياب ولدها عن زوايا بيته، وعن ولده الوحيد وزوجته الصابرة.
الحاجة نخله التي أنهكها المرض والتعب، وتجرعت آلام الانتظار للقاء مراد الذي أمضى زهرة شبابه في الأسر، وغاب عن بيته وأسرته.
وقالت الحاجة ظريفة لمراسل "وفا"، "مراد الذي أصبح عمره (42 عاما)، عايش الأسر وجدرانه، أكثر مما عايش بيته وحضن أمه، فقد اعتقل لأكثر من مرة، حيث اعتقل في الانتفاضة الأولى وأفرج عنه بعد 7 سنوات من الاعتقال، إلى أن عاود الاحتلال اعتقاله بتاريخ 17-7-2001 ، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما".
وأضافت، "العائلة تجرعت الكثير، فقد هدم بيتنا مطلع التسعينات، وأصيب أولادي الثلاثة، مراد وجهاد وإياد برصاص الاحتلال، واعتقلوا لفترات متفاوتة، كما اعتقل زوجي إبان الانتفاضة الأولى".
وقالت "حياة العائلة منقوصة بغياب مراد، فلا يوجد عيد أو فرحة في غيابه، كلها أيام تشابه بعضها بعضا، فلا عيد أم ولا حتى أعياد المسلمين تمر بفرحة، دون وجود مراد، وأصبح البكاء الزائر والضيف الذي لا يفارق البيت، بسبب غيابه".
وأوضحت أن مراد لم يترك له ذكريات في البيت، كامل ذكرياته في الأسر، كونه أمضي معظم سنوات عمره داخل سجون الاحتلال، "ذاكرتي مختزلة بساعة إلا ربع أقضيها معه كل وقت زيارة، التي أسعد لمجرد سماعي بموعدها، رغم المعاناة التي نتجرعها خلال السفر الذي يستمر في مرات عدة لأكثر من 12 ساعة سفر".
وتتابع" ذاكرتي محصورة بذلك القميص الذي أعطره دائما وآخذه معي للزيارة، لأعطيه لمراد كي يبقى يستنشق عطر أمه، إلا أن الاحتلال دائما يتذرع بعدم إدخال أيا من هذه الأمور لحجج أمنية واهية".
بدوره، قال محمود خليفة وكيل وزارة الإعلام، خلال حفل تكريم أمهات الاسرى، الذي نظمته وزارة الإعلام اليوم الأحد، بمدينة رام الله، " إن تكريم أمهات الأسرى له معاني كثيرة، فهي الأم الفلسطينية التي عانت وضحت وتحملت الكثير، من اجل تربية أبناء يساهمون في بناء الوطن ومؤسساته".
وأضاف، الكثير ضحّى من اجل فلسطين فمنهم من استشهد أو جرح أو اعتقل، وهذا كله تحملت أعباءه الأم الفلسطينية التي عانت كذلك من ويلات الشتات والتهجير، وقبضت على الجمر دفاعا عن الحق والحرية والعدل.
وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس يحمل هم الأسرى، ويطرح دائما قضيتهم بالمحافل الدولية، حيث طلب من الرئيس الأميركي باراك اوباما خلال زيارته الأخيرة لفلسطين، التدخل من أجل إطلاق سراح الأسرى.
المفتي العام للقوات المسلحة الشيخ محمد صلاح شدد بدوره على ضرورة الإفراج عن كافة الأسرى، والعمل على كافة الجوانب من أجل إنصاف حقهم، خاصة عقب الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في أروقة الأمم المتحدة.
وكانت وزارة الإعلام كرّمت عددا من أمهات الأسرى، لمناسبة عيد إلام، وهن: والدة الأسير محمد التاج الذي يرقد بمستشفى الرملة، ووالدة الأسرى رامي ورائد وناصر الحلبي، ووالدة الأسيرة محمد رفيق نخله، إضافة إلى والدة الأسير مراد نخله، ووالدة الأسير مأمون بسام أبو شمه.