لجوء ثاني للنازحين الفلسطينيين السوريين في لبنان والانروا تقف عاجزة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
اكثر من 65 عاماً مضت عاش اللاجئون الفلسطينييون في سوريا حياة كريمة وأمنة ومستقرة، ولكن مع اشتداد الاحداث والازمة في سوريا تحولت حياتهم الى خوف وهروب من الدمار والقتل والتشرد حين بدأت الصواريخ والقنابل تزج داخل المخيمات في سوريا، حيث لجأوا الى البلدان المجاوره لهم ومن بينها لبنان امّلاً بالعيش الكريم والمستقر لحين انتهاء الازمة في سوريا لأن لبنان لطالما احتضن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية فكان رفيق السلاح في بيروت حين قهر العدو الاسرائيلي واعلن هزيمته على ايدي المقاتلين الثوار والفدائيين، فكانت المخيمات الفلسطينية في لبنان الملجأ والمسكن الوحيد لهم بجانب أبناء شعبهم، الذين يحملون نفس القضية ونفس المصير، لعلهم يجدون الاستقرار والحياة الكريمة ولكن الواقع المأساوي الذي شاهدوه بأعينهم كان صفعة لهم، مساكن مظلمه ومياه مالحه غير صالحه للشرب واكتظاظ سكاني وغلاء معيشي واجارات منازل مرتفعه.
رغم الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينييون في لبنان الا انهم سارعوا لاحتضان أبناء شعبهم بكافة الوسائل والسبل التي يستطيعون تأمينها من ملبس ومسكن وغذاء قدر المستطاع، لكن الضعوط الاجتماعيه والضيقة الاقتصاديه جعلت النازحين الفلسطينيين السوريين يطرقون ابواب الامم المتحده عبر وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (الانروا) التي كان من واجباتها واولوياتها ان تحتضن الفلسطينيين القادمين من سوريا وتأمن لهم احتياجاتهم، لكن تقاعسها وتجاهلها لهؤلاء الضعفاء جعلهم ينصبون خيام اللجوء على ابواب المكتب الرئيسي للانروا في بيروت منذ اكثر من 10 ايام وتساندهم بعض القوى والاحزاب اللبنانية والفلسطينية نظراً لأحقية مطالبهم، ولعل اذانهم الصماء تسمع وعيونهم العمياء ترى.. نساء ورجال وشيوخ واطفال تحتاج الى الغذاء والملبس والمسكن الحق الأنساني لاي بشري في الحياة.
حيث توجهنا بجولة في مخيم شاتيلا لمقابلة بعض النازحين الفلسطينيين السوريين للاطلاع على اوضاعهم الاجتماعية والاقتصاديه فكان لقاءاً لعدد من العائلات منها:
عائلة ابو محمد احدى العائلات التي وصلنا اليها حيث قال :"عندما بدأت الاحداث الاخيرة في مخيم اليرموك منذ شهرين لم يكن امامي انا واطفالي ال 4 سبيلاً للنجاة سوى لبنان فزوجتي اردنية الاصل والاردن لم تستقبلني انا واولادي لاننا فلسطينييون فأصبحت زوجتي تعيش مع اهلها في الاردن لان جواز السفر الخاص بها منتهي الصالحية ولا يمكنها التجديد في ظل هذه الظروف، وانا واولادي لجئنا الى لبنان حيث أتينا الى مخيم شاتيلا واحتضننا اهله بالترحاب فكانوا لنا الحضن الدافئ، فلم نجد مأوى نعيش فيه في الفترة الاولى سوى احدى مكاتب الفصائل الفلسطينية فقد قطنا فيه لمدة 10 ايام وبعدها قمت بالبحث انا وابن خالتي عن منزل للاستأجار فكان نصيبنا ان نجد منزل صغير من غرفتين يأوينا انا وعائلتي وابن خالتي وعائلته المؤلفه ايضاً من 6اشخاص اصبحنا نقطن داخل المنزل 11 شخصاً وخاصة ان اسعار الاجارات مرتفعه نسبياً لما كنا عليه في سوريا. أما عن كيفية تأمين القوت اليومي لنا فأهل الخير كثيرون، يساعدوننا بالمؤن الغذائية واحياناً بالملابس ومستلزمات الحياه، ولكننا لا نستطيع ان نكون عائقاً وعبأء عليهم فهم اهل للخير والكرم ولا نستطيع ان نكون ضيفاً ثقيلاً، خاصة ان الانروا لم تقوم بواجباتها اتجاه النازحين الفلسطينيين فكان السبيل الوحيد ان ندق ابوابهم ويسمعون استغاثتنا فرسالتنا الوحيده لكافة المسؤولين ان ينظرون الى حال الشعب وكيفية تأمين سبل الحياة.
اما عن العودة فسبيلنا ليس سوريا الذي عشنا فيه وتربينا فيه ولا لبنان الذي احتضننا خلال الازمة السورية، سبيلنا الوحيد العودة الى الوطن الاصلي هو فلسطين وان شاء الله عودتنا اليه تكون قريبة.
اما ابو احمد الذي حالفنا الحظ ان نقابله ايضاً في مخيم شاتيلا فهو يحمل حكاية لجوء متتالية فقد كان مساعد مهندس مسؤول الصيانة في شركة في الامارات، حين اشتدت الازمة في الامارات وبدأ تفنيش الفلسطينيين كنت انا من الاشخاص الذي كان عليهم المغادره حاولت عائلتي وزوجتي تجديد اقامة لي للعودة الى الامارات، ولكن لا جدوى خلال 3 سنوات مرات، اما عندما عدت الى سوريا فقد فتحت محل اجهزة الالكترونية وعشت انا في سوريا و عائلتي واهلي واولادي في الامارات كنت كل فترة اذهب اليهم زياره واعود الى سوريا، وحين بدأت الاحداث في المخيمات الفلسطينية تهجرت اكثر من مرة من مكان الى اخر وقد طالت القذائف المحل الذي كنت اعيش منه، فعندما سقط مخيم التضامن لجئت الى لبنان، بداية الى الناعمة عبر صدفة كان اهل الخير مقابلين لي، حيث صادفني رجل يريد عامل يعمل معه وكنت انا العامل الذي يمكنه ان يستند عليه، لاستطيع ان أومن قوت يومي ولكن مهنتي التي اعمل بها غير متوفرة في كل الاماكن في لبنان ولم يعد باستطاعتي العمل خاصة اني اعاني من مرض الديسك حينها اتيت الى مخيم شاتيلا واخذت غرفة في الايجار اعيش فيها واهل المخيم أبناء شعبي كانوا السند والمأمن لي فيساعدونني بما يستطيعون، وابني الكبير في الامارات يرسل لي بعض المال ولكن لا يكفيني نظراً لغلاء المعيشه في لبنان ، ولا زال الامل هو السبيل الوحيد للحياة.
اما محمد حزينة الذي لم يجد مأوى يعيش فيه سوى غرفة اشبه بقبراً تابعة لاحد التنظيمات الفلسطينية يجدها المكان التي يستطيع ان ينام فيه اثناء الليل اما في النهار فهو يبقى داخل خيمة الاعتصام امام المكتب الرئيسي للانروا منذ 10 ايام، محمد لا يطلب ان تكون حياته كما كانت في سوريا، ولا يطلب ان يعيش ملكاً في لبنان، يطالب محمد من المسؤوليين ان يأمنوا المأوى والملبس والمأكل السبل الوحيدة للبقاء على قيد الحياه والمطلب الانساني لكافة البشرية.
وكان ختام جولتنا في شاتيلا مع الحاجة ام محمد تعيش مع ابنتها واولادها، ثمانية اشخاص داخل غرفة في مخيم شاتيلا تفتقر الى الكثير من مقومات الحياة حتى بداخلها لا يوجد مرحاض ولا مياه لتغسيل حيث سالت دموع الحاجة حين بدأت تحدثنا عن الواقع المرير التي تعيش فيه ولكنه المأمن والملجأ الوحيد فقد كانت في سوريا تعيش كملكة لها خادمة تخدمها وبمنزلها توجد كافة الاجهزة الالكترونية التي تسهل لها الحياه وكان منزلها كبيراً جداً يتسع لاهل الخير جميعهم ولكن الاحداث الاخيرة قد ادت الى انهيار المنزل من قبل القنابل والصواريخ التي كانت تقصف ولم يعد لها مأوى في سوريا فلجأت الى لبنان ولكنها تقول الموت تحت ركام منزلي في سوريا اهون علي من الذل والهوان الذي اعيشه هنا.
وبعدها توجهنا الى خيمة الاعتصام لنجد الكثيرين من النازحين الفلسطينيين السوريين على ابواب مقر الامم المتحدة التي انشأت لغوث اللاجئين الفلسطينيين في العالم فكان لنا لقاء مع عضوي اللجنة الأهلية للنازحين الفلسطينيين القادمين من سوريا اياد الفلسطيني ويوسف ابو عفيف الذين صرحوا لنا ان المطلب للجميع واحد من الانروا، وهو لفتة انسانية تجاه العائلات النازحة وتامين الاحتياجات الضرورية كالمسكن والايواء والعلاج والتعليم، وضرورة قيام الاونروا بمسؤولياتها تجاه النازحين الذين لا زالوا يقيمون ضمن عمليات وكالة الغوث ما يعني ان الاونروا لن تتكبد مبالغ اضافية، مشيراً الى تقصير الاونروا بحق النازحين وتقاعسها عن القيام بواجبها الاساسي الخدماتي والانساني، وعدم مبادرتها لمد يد العون والمساعدة للنازحين الفلسطينيين من سوريا الشيء الذي ادى بالبعض التفكير بالعودة رغم قساوة الاوضاع للحفاظ على كرامتهم الانسانية، مطالبين وكالة الغوث بتحمل مسؤولياتها باعتبارها المعني بشكل مباشر عن اغاثة النازحين لجهة تقديم المساعدات السريعة عبر خطة طوارىء شاملة اسكانية، تعليمية، استشفائية وتموينية والقيام بتحركات دولية لتأمين الموازنات الكافية لذلك وعدم التذرع الدائم بنقص التمويل.
مطالبا وكالة الغوث بتحمل مسؤولياتها باعتبارها المعني بشكل مباشر عن اغاثة النازحين لجهة تقديم المساعدات السريعة عبر خطة طوارىء شاملة اسكانية، تعليمية، استشفائية وتموينية والقيام بتحركات دولية لتأمين الموازنات الكافية لذلك وعدم التذرع الدائم بنقص التمويل، حيث قام وفد من اللجنة الاهلية للنازحين الفلسطينيين مازن حزينة، نادر حزينة، رنا منصور وسمير عفيفي بلقاء مديرة عام الاونروا في لبنان في اليوم التاسع من الاعتصام، وعرضوا معها ابرز مطالب المعتصمين لناحية توفير الاونروا مساكن للنازحين اضافة الى الصحة والتعليم..
بدورها طالبت المديرة المعتصمين بفك الاعتصام وان الاونروا غير قادرة على تأمين مطالب النازحين وهي بصدد دراسة مطالبهم في اطار موضوع النازحين في لبنان. فيما نصّر المعتصمون على عدم فك الاعتصام والاصرار على البقاء حتى الاستجابة لمطالبنا، خاصة وان الاونروا ما زالت غير آبهة بمطالب النازحين وتتهرب بشكل دائم من تحمل مسؤولياتها. وان المعتصمين بصدد تصعيد تحركاتهم في جميع المخيمات حتى استجابة الاونروا لمطلب خطة طوارىء تستجيب لحاجات النازحين.
هل تقف الانروا عاجزة عن تقديم يد العون للاجئين برغم ان مسؤولياتها تقتصر على حماية وغوث اللاجئين اينما كانوا...!
عن الملف
zaاكثر من 65 عاماً مضت عاش اللاجئون الفلسطينييون في سوريا حياة كريمة وأمنة ومستقرة، ولكن مع اشتداد الاحداث والازمة في سوريا تحولت حياتهم الى خوف وهروب من الدمار والقتل والتشرد حين بدأت الصواريخ والقنابل تزج داخل المخيمات في سوريا، حيث لجأوا الى البلدان المجاوره لهم ومن بينها لبنان امّلاً بالعيش الكريم والمستقر لحين انتهاء الازمة في سوريا لأن لبنان لطالما احتضن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية فكان رفيق السلاح في بيروت حين قهر العدو الاسرائيلي واعلن هزيمته على ايدي المقاتلين الثوار والفدائيين، فكانت المخيمات الفلسطينية في لبنان الملجأ والمسكن الوحيد لهم بجانب أبناء شعبهم، الذين يحملون نفس القضية ونفس المصير، لعلهم يجدون الاستقرار والحياة الكريمة ولكن الواقع المأساوي الذي شاهدوه بأعينهم كان صفعة لهم، مساكن مظلمه ومياه مالحه غير صالحه للشرب واكتظاظ سكاني وغلاء معيشي واجارات منازل مرتفعه.
رغم الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينييون في لبنان الا انهم سارعوا لاحتضان أبناء شعبهم بكافة الوسائل والسبل التي يستطيعون تأمينها من ملبس ومسكن وغذاء قدر المستطاع، لكن الضعوط الاجتماعيه والضيقة الاقتصاديه جعلت النازحين الفلسطينيين السوريين يطرقون ابواب الامم المتحده عبر وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (الانروا) التي كان من واجباتها واولوياتها ان تحتضن الفلسطينيين القادمين من سوريا وتأمن لهم احتياجاتهم، لكن تقاعسها وتجاهلها لهؤلاء الضعفاء جعلهم ينصبون خيام اللجوء على ابواب المكتب الرئيسي للانروا في بيروت منذ اكثر من 10 ايام وتساندهم بعض القوى والاحزاب اللبنانية والفلسطينية نظراً لأحقية مطالبهم، ولعل اذانهم الصماء تسمع وعيونهم العمياء ترى.. نساء ورجال وشيوخ واطفال تحتاج الى الغذاء والملبس والمسكن الحق الأنساني لاي بشري في الحياة.
حيث توجهنا بجولة في مخيم شاتيلا لمقابلة بعض النازحين الفلسطينيين السوريين للاطلاع على اوضاعهم الاجتماعية والاقتصاديه فكان لقاءاً لعدد من العائلات منها:
عائلة ابو محمد احدى العائلات التي وصلنا اليها حيث قال :"عندما بدأت الاحداث الاخيرة في مخيم اليرموك منذ شهرين لم يكن امامي انا واطفالي ال 4 سبيلاً للنجاة سوى لبنان فزوجتي اردنية الاصل والاردن لم تستقبلني انا واولادي لاننا فلسطينييون فأصبحت زوجتي تعيش مع اهلها في الاردن لان جواز السفر الخاص بها منتهي الصالحية ولا يمكنها التجديد في ظل هذه الظروف، وانا واولادي لجئنا الى لبنان حيث أتينا الى مخيم شاتيلا واحتضننا اهله بالترحاب فكانوا لنا الحضن الدافئ، فلم نجد مأوى نعيش فيه في الفترة الاولى سوى احدى مكاتب الفصائل الفلسطينية فقد قطنا فيه لمدة 10 ايام وبعدها قمت بالبحث انا وابن خالتي عن منزل للاستأجار فكان نصيبنا ان نجد منزل صغير من غرفتين يأوينا انا وعائلتي وابن خالتي وعائلته المؤلفه ايضاً من 6اشخاص اصبحنا نقطن داخل المنزل 11 شخصاً وخاصة ان اسعار الاجارات مرتفعه نسبياً لما كنا عليه في سوريا. أما عن كيفية تأمين القوت اليومي لنا فأهل الخير كثيرون، يساعدوننا بالمؤن الغذائية واحياناً بالملابس ومستلزمات الحياه، ولكننا لا نستطيع ان نكون عائقاً وعبأء عليهم فهم اهل للخير والكرم ولا نستطيع ان نكون ضيفاً ثقيلاً، خاصة ان الانروا لم تقوم بواجباتها اتجاه النازحين الفلسطينيين فكان السبيل الوحيد ان ندق ابوابهم ويسمعون استغاثتنا فرسالتنا الوحيده لكافة المسؤولين ان ينظرون الى حال الشعب وكيفية تأمين سبل الحياة.
اما عن العودة فسبيلنا ليس سوريا الذي عشنا فيه وتربينا فيه ولا لبنان الذي احتضننا خلال الازمة السورية، سبيلنا الوحيد العودة الى الوطن الاصلي هو فلسطين وان شاء الله عودتنا اليه تكون قريبة.
اما ابو احمد الذي حالفنا الحظ ان نقابله ايضاً في مخيم شاتيلا فهو يحمل حكاية لجوء متتالية فقد كان مساعد مهندس مسؤول الصيانة في شركة في الامارات، حين اشتدت الازمة في الامارات وبدأ تفنيش الفلسطينيين كنت انا من الاشخاص الذي كان عليهم المغادره حاولت عائلتي وزوجتي تجديد اقامة لي للعودة الى الامارات، ولكن لا جدوى خلال 3 سنوات مرات، اما عندما عدت الى سوريا فقد فتحت محل اجهزة الالكترونية وعشت انا في سوريا و عائلتي واهلي واولادي في الامارات كنت كل فترة اذهب اليهم زياره واعود الى سوريا، وحين بدأت الاحداث في المخيمات الفلسطينية تهجرت اكثر من مرة من مكان الى اخر وقد طالت القذائف المحل الذي كنت اعيش منه، فعندما سقط مخيم التضامن لجئت الى لبنان، بداية الى الناعمة عبر صدفة كان اهل الخير مقابلين لي، حيث صادفني رجل يريد عامل يعمل معه وكنت انا العامل الذي يمكنه ان يستند عليه، لاستطيع ان أومن قوت يومي ولكن مهنتي التي اعمل بها غير متوفرة في كل الاماكن في لبنان ولم يعد باستطاعتي العمل خاصة اني اعاني من مرض الديسك حينها اتيت الى مخيم شاتيلا واخذت غرفة في الايجار اعيش فيها واهل المخيم أبناء شعبي كانوا السند والمأمن لي فيساعدونني بما يستطيعون، وابني الكبير في الامارات يرسل لي بعض المال ولكن لا يكفيني نظراً لغلاء المعيشه في لبنان ، ولا زال الامل هو السبيل الوحيد للحياة.
اما محمد حزينة الذي لم يجد مأوى يعيش فيه سوى غرفة اشبه بقبراً تابعة لاحد التنظيمات الفلسطينية يجدها المكان التي يستطيع ان ينام فيه اثناء الليل اما في النهار فهو يبقى داخل خيمة الاعتصام امام المكتب الرئيسي للانروا منذ 10 ايام، محمد لا يطلب ان تكون حياته كما كانت في سوريا، ولا يطلب ان يعيش ملكاً في لبنان، يطالب محمد من المسؤوليين ان يأمنوا المأوى والملبس والمأكل السبل الوحيدة للبقاء على قيد الحياه والمطلب الانساني لكافة البشرية.
وكان ختام جولتنا في شاتيلا مع الحاجة ام محمد تعيش مع ابنتها واولادها، ثمانية اشخاص داخل غرفة في مخيم شاتيلا تفتقر الى الكثير من مقومات الحياة حتى بداخلها لا يوجد مرحاض ولا مياه لتغسيل حيث سالت دموع الحاجة حين بدأت تحدثنا عن الواقع المرير التي تعيش فيه ولكنه المأمن والملجأ الوحيد فقد كانت في سوريا تعيش كملكة لها خادمة تخدمها وبمنزلها توجد كافة الاجهزة الالكترونية التي تسهل لها الحياه وكان منزلها كبيراً جداً يتسع لاهل الخير جميعهم ولكن الاحداث الاخيرة قد ادت الى انهيار المنزل من قبل القنابل والصواريخ التي كانت تقصف ولم يعد لها مأوى في سوريا فلجأت الى لبنان ولكنها تقول الموت تحت ركام منزلي في سوريا اهون علي من الذل والهوان الذي اعيشه هنا.
وبعدها توجهنا الى خيمة الاعتصام لنجد الكثيرين من النازحين الفلسطينيين السوريين على ابواب مقر الامم المتحدة التي انشأت لغوث اللاجئين الفلسطينيين في العالم فكان لنا لقاء مع عضوي اللجنة الأهلية للنازحين الفلسطينيين القادمين من سوريا اياد الفلسطيني ويوسف ابو عفيف الذين صرحوا لنا ان المطلب للجميع واحد من الانروا، وهو لفتة انسانية تجاه العائلات النازحة وتامين الاحتياجات الضرورية كالمسكن والايواء والعلاج والتعليم، وضرورة قيام الاونروا بمسؤولياتها تجاه النازحين الذين لا زالوا يقيمون ضمن عمليات وكالة الغوث ما يعني ان الاونروا لن تتكبد مبالغ اضافية، مشيراً الى تقصير الاونروا بحق النازحين وتقاعسها عن القيام بواجبها الاساسي الخدماتي والانساني، وعدم مبادرتها لمد يد العون والمساعدة للنازحين الفلسطينيين من سوريا الشيء الذي ادى بالبعض التفكير بالعودة رغم قساوة الاوضاع للحفاظ على كرامتهم الانسانية، مطالبين وكالة الغوث بتحمل مسؤولياتها باعتبارها المعني بشكل مباشر عن اغاثة النازحين لجهة تقديم المساعدات السريعة عبر خطة طوارىء شاملة اسكانية، تعليمية، استشفائية وتموينية والقيام بتحركات دولية لتأمين الموازنات الكافية لذلك وعدم التذرع الدائم بنقص التمويل.
مطالبا وكالة الغوث بتحمل مسؤولياتها باعتبارها المعني بشكل مباشر عن اغاثة النازحين لجهة تقديم المساعدات السريعة عبر خطة طوارىء شاملة اسكانية، تعليمية، استشفائية وتموينية والقيام بتحركات دولية لتأمين الموازنات الكافية لذلك وعدم التذرع الدائم بنقص التمويل، حيث قام وفد من اللجنة الاهلية للنازحين الفلسطينيين مازن حزينة، نادر حزينة، رنا منصور وسمير عفيفي بلقاء مديرة عام الاونروا في لبنان في اليوم التاسع من الاعتصام، وعرضوا معها ابرز مطالب المعتصمين لناحية توفير الاونروا مساكن للنازحين اضافة الى الصحة والتعليم..
بدورها طالبت المديرة المعتصمين بفك الاعتصام وان الاونروا غير قادرة على تأمين مطالب النازحين وهي بصدد دراسة مطالبهم في اطار موضوع النازحين في لبنان. فيما نصّر المعتصمون على عدم فك الاعتصام والاصرار على البقاء حتى الاستجابة لمطالبنا، خاصة وان الاونروا ما زالت غير آبهة بمطالب النازحين وتتهرب بشكل دائم من تحمل مسؤولياتها. وان المعتصمين بصدد تصعيد تحركاتهم في جميع المخيمات حتى استجابة الاونروا لمطلب خطة طوارىء تستجيب لحاجات النازحين.
هل تقف الانروا عاجزة عن تقديم يد العون للاجئين برغم ان مسؤولياتها تقتصر على حماية وغوث اللاجئين اينما كانوا...!
عن الملف