عالم فلسطين الضاري!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
في عالم بعيد عن شوارع الضفة الغربية المشغولة بالسياسة والاقتصاد، يمكن تلمس وجه آخر للحياة: حياة البراري والوحوش الضارية.
وفي عرين حديدي مغلق بإحكام بالحديد المشبك يمكن لأربعة أسود أن تستلقي لساعات طويلة فيما يتحلق فلسطينيون حولها لمشاهدة ملك الغابة في غابة مصطنعة أقيمت قبل نحو 27 عاما في قلقيلية.
والأسود الأربعة السعيدة الموجودة داخل حديقة الحيوانات اليتيمة في الأراضي الفلسطينية، تنام لساعات طويلة، قد تصل إلى 18، لذلك يظن الفتية القادمون من جنوب الضفة الغربية أنها اسود كسولة. لكن الأمر بعد لحظات لا يبدو كذلك، إذ تنهض وتتحرك بنشاط داخل عرينها ما يعطي جوا فرحا للزوار.
وثمة 180 حيوان وطائر وزاحف في الحديقة المسوّرة، وثمة المئات من الفلسطينيين يدخلون عبر بوابات حديدية، وثمة عاملين يظهرون يعملون بحذر داخل الحديقة.
وكان آخر أسد شوهد في فلسطين التاريخية عام 1630 في منطقة 'الشريعة' على الحدود الشرقية.
واقفا، على بعد أمتار من شبك الأسود قال سامي خضر وهو الطبيب البيطري الوحيد، المشرف على سلامة الحيوانات الأليفة والمفترسة' هذه حالة الأسود الطبيعية. إنها سعيدة وتستريح الآن. لكنها ستفيق بعد قليل'.
وليس أية خطورة من اقتراب الزوار إلى الشبك. لكن هنا في قلقيلية المدينة القريبة جدا من الساحل الفلسطيني وتميزت بحديقتها الحيوانية، الكل يريد رؤية الحيوانات المفترسة داخل أقفاصها.
لذلك يمكن لمشرف مراقب مثل ماجد الحاج حسن ان يعطي ولو نبذه مختصره عن أماكن تواجد الحيوانات في الحديقة التي اقتربت من الانضمام لمنظمة حدائق الحيوانات الدولية.
كانت قلقيلية مركزا لبيارات الحمضيات والجوافة، لكن المدينة التي تحيطها الجدران من كل ناحية، تتميز أيضا باحتوائها على حيوانات من مختلف بقاع العالم، لذلك ذاته الطبيب المتمرس خضر، خاض من قبل دورات تعليمية في كل من مصر وإسرائيل للتعامل مع هذه الحيوانات.
كان أول حيوان تم إحضاره إلى الحديقة الضبع عام 1986، وآخر حيوان فرس النهر. وثمة إقبال من زائرين كثيرين على أماكن تواجد القردة. إنها الحيوانات المفضلة للأطفال.
والسياسة الغائبة عن أذهان الزوار، حاضرة هنا. فمعظم الحيوانات الموجودة في الحديقة تم إحضارها من حدائق إسرائيلية، إذ تمنع الدولة المحتلة الفلسطينيين من استيراد حيوانات من الخارج.
ذاتها الحديقة، أقيمت مكان مقاطعة عسكرية دمرتها القوات الإسرائيلية أثناء العدوان الثلاثي على مصر وظل ركامها حتى أقيمت النواة الأولى للحديقة.
'إسرائيل التي دمرت المكان تمنعنا من جلب الحيوانات' قال سعيد جعيدة المسؤول الإداري في الحديقة.
وفي الحديقة، التي أسستها بلدية المدينة، 40 عاملا يخضعون لقوانين صارمة في التعامل مع الحيوانات الشرسة والقاتلة. ذاته الطبيب سامي تعرض للدغة أفعى قاتلة قبل يوم عندما اخطأ في غرفة نورها خافت، في تناول أفعى سامة.
لكن ليس كل شيء قد يظهر العداء هنا داخل الأقفاص مثل 'ديبو' الدب السوري الذي قتل زوجته والتهم نصفها قبل سنوات، لأنها لم تعد تبادله الحب كما قال الطبيب.
هناك عائلة القردة التي تحب الطبيب الذي ارضعها في طفولتها. وعائلة قردة البابون الصخري المكونة من ريتا ورز وروبين، التي تحب التفاح والشاي وتلتهمها بفرح.
'انظر. إنها تحبني. إنها تفلّي شعري.' قال الطبيب السعيد بالقردة.
ويقدم عاملون التفاح للقردة، لكن عندما اخذ منها العامل حسين مطر عبوة كولا كان قدمها لها احد الزوار بدأت تصيح. 'ربما أصيب بالاحباط' كما قال .
والعمل في الحديقة التي افتتح فيها مركز طبي لمعالجة الحيوانات ليس دائما أمرا سهلا. فثمة خطورة قائمة دائمة، رغم ان الطبيب سامي يرى ان نسبة الخطأ يجب ان لا تتعدى صفرا، إلا انه قبل سنوات تعرض لضربة من ذيل تمساح عندما كان يحاول حقنه.
وترقد أربعة تماسيح ضخمة في ظل أشجار وارفة حول بركة ماء. وأمكن الدخول الى حديقتها والخروج بسرعة وحذر، فمن يوقظ التماسيح يعرف أن حركتها السريعة قد تكون مؤذية.
وتختلط أصوات الحيوانات داخل حديقة قلقيلية، لكن ثمة ما هو مضحك حقا، فهناك ببغاء لا يتحدث الا اللغة العبرية. وقد احضر هذا الببغاء من داخل اسرائيل قبل أشهر معدودة وما زال غير قادر على تعلم العربية.
وفي بيت الطيور نحو16 صنفا من الطيور.
لكن حياة الحيوانات التي لا تبذل جهدا للحصول على غذائها ليست جميلة تحت هذه الظلال، فقد تعرضت الحديقة لنكبة خلال اجتياح القوات الاسرائيلية للمدينة خلال انتفاضة الاقصى، عندما لم يستطع العاملون الوصول اليها لإطعامها، وفي تلك السنة فقدت الحديقة أجمل حيواناتها وهي الزرافة.
haجميل ضبابات
في عالم بعيد عن شوارع الضفة الغربية المشغولة بالسياسة والاقتصاد، يمكن تلمس وجه آخر للحياة: حياة البراري والوحوش الضارية.
وفي عرين حديدي مغلق بإحكام بالحديد المشبك يمكن لأربعة أسود أن تستلقي لساعات طويلة فيما يتحلق فلسطينيون حولها لمشاهدة ملك الغابة في غابة مصطنعة أقيمت قبل نحو 27 عاما في قلقيلية.
والأسود الأربعة السعيدة الموجودة داخل حديقة الحيوانات اليتيمة في الأراضي الفلسطينية، تنام لساعات طويلة، قد تصل إلى 18، لذلك يظن الفتية القادمون من جنوب الضفة الغربية أنها اسود كسولة. لكن الأمر بعد لحظات لا يبدو كذلك، إذ تنهض وتتحرك بنشاط داخل عرينها ما يعطي جوا فرحا للزوار.
وثمة 180 حيوان وطائر وزاحف في الحديقة المسوّرة، وثمة المئات من الفلسطينيين يدخلون عبر بوابات حديدية، وثمة عاملين يظهرون يعملون بحذر داخل الحديقة.
وكان آخر أسد شوهد في فلسطين التاريخية عام 1630 في منطقة 'الشريعة' على الحدود الشرقية.
واقفا، على بعد أمتار من شبك الأسود قال سامي خضر وهو الطبيب البيطري الوحيد، المشرف على سلامة الحيوانات الأليفة والمفترسة' هذه حالة الأسود الطبيعية. إنها سعيدة وتستريح الآن. لكنها ستفيق بعد قليل'.
وليس أية خطورة من اقتراب الزوار إلى الشبك. لكن هنا في قلقيلية المدينة القريبة جدا من الساحل الفلسطيني وتميزت بحديقتها الحيوانية، الكل يريد رؤية الحيوانات المفترسة داخل أقفاصها.
لذلك يمكن لمشرف مراقب مثل ماجد الحاج حسن ان يعطي ولو نبذه مختصره عن أماكن تواجد الحيوانات في الحديقة التي اقتربت من الانضمام لمنظمة حدائق الحيوانات الدولية.
كانت قلقيلية مركزا لبيارات الحمضيات والجوافة، لكن المدينة التي تحيطها الجدران من كل ناحية، تتميز أيضا باحتوائها على حيوانات من مختلف بقاع العالم، لذلك ذاته الطبيب المتمرس خضر، خاض من قبل دورات تعليمية في كل من مصر وإسرائيل للتعامل مع هذه الحيوانات.
كان أول حيوان تم إحضاره إلى الحديقة الضبع عام 1986، وآخر حيوان فرس النهر. وثمة إقبال من زائرين كثيرين على أماكن تواجد القردة. إنها الحيوانات المفضلة للأطفال.
والسياسة الغائبة عن أذهان الزوار، حاضرة هنا. فمعظم الحيوانات الموجودة في الحديقة تم إحضارها من حدائق إسرائيلية، إذ تمنع الدولة المحتلة الفلسطينيين من استيراد حيوانات من الخارج.
ذاتها الحديقة، أقيمت مكان مقاطعة عسكرية دمرتها القوات الإسرائيلية أثناء العدوان الثلاثي على مصر وظل ركامها حتى أقيمت النواة الأولى للحديقة.
'إسرائيل التي دمرت المكان تمنعنا من جلب الحيوانات' قال سعيد جعيدة المسؤول الإداري في الحديقة.
وفي الحديقة، التي أسستها بلدية المدينة، 40 عاملا يخضعون لقوانين صارمة في التعامل مع الحيوانات الشرسة والقاتلة. ذاته الطبيب سامي تعرض للدغة أفعى قاتلة قبل يوم عندما اخطأ في غرفة نورها خافت، في تناول أفعى سامة.
لكن ليس كل شيء قد يظهر العداء هنا داخل الأقفاص مثل 'ديبو' الدب السوري الذي قتل زوجته والتهم نصفها قبل سنوات، لأنها لم تعد تبادله الحب كما قال الطبيب.
هناك عائلة القردة التي تحب الطبيب الذي ارضعها في طفولتها. وعائلة قردة البابون الصخري المكونة من ريتا ورز وروبين، التي تحب التفاح والشاي وتلتهمها بفرح.
'انظر. إنها تحبني. إنها تفلّي شعري.' قال الطبيب السعيد بالقردة.
ويقدم عاملون التفاح للقردة، لكن عندما اخذ منها العامل حسين مطر عبوة كولا كان قدمها لها احد الزوار بدأت تصيح. 'ربما أصيب بالاحباط' كما قال .
والعمل في الحديقة التي افتتح فيها مركز طبي لمعالجة الحيوانات ليس دائما أمرا سهلا. فثمة خطورة قائمة دائمة، رغم ان الطبيب سامي يرى ان نسبة الخطأ يجب ان لا تتعدى صفرا، إلا انه قبل سنوات تعرض لضربة من ذيل تمساح عندما كان يحاول حقنه.
وترقد أربعة تماسيح ضخمة في ظل أشجار وارفة حول بركة ماء. وأمكن الدخول الى حديقتها والخروج بسرعة وحذر، فمن يوقظ التماسيح يعرف أن حركتها السريعة قد تكون مؤذية.
وتختلط أصوات الحيوانات داخل حديقة قلقيلية، لكن ثمة ما هو مضحك حقا، فهناك ببغاء لا يتحدث الا اللغة العبرية. وقد احضر هذا الببغاء من داخل اسرائيل قبل أشهر معدودة وما زال غير قادر على تعلم العربية.
وفي بيت الطيور نحو16 صنفا من الطيور.
لكن حياة الحيوانات التي لا تبذل جهدا للحصول على غذائها ليست جميلة تحت هذه الظلال، فقد تعرضت الحديقة لنكبة خلال اجتياح القوات الاسرائيلية للمدينة خلال انتفاضة الاقصى، عندما لم يستطع العاملون الوصول اليها لإطعامها، وفي تلك السنة فقدت الحديقة أجمل حيواناتها وهي الزرافة.