سمك فوق سطح البحر في جنين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عاطف أبو الرب - لم يعد البحر ملجأ السمك الوحيد، ففي سهول جنين استطاع عدد من المزارعين من إنتاج كميات بسيطة من السمك، ضمن مشروع نفذته وزارة الزراعة بتمويل هولندي، مستفيدة من تجارب الآخرين في هذا المجال. وسخرت الوزارة التمويل الهولندي لتدريب عدد من المزارعين على تربية الأسماك، وتقديم الاحتياجات اللازمة لإنتاجه السمك، اضافة للإشراف على الأسماك.
في جنين استفاد خمسة مزارعين من المشروع، واستطاعوا تحقيق نتائج متفاوتة في تجربتهم الأولى. هذا النجاح دفعهم للمطالبة باستمرار المشروع، وابدوا استعدادا للتوسع في مشاريعهم، بعد أن اكتسبوا خبرات من تجربتهم الأولى.
صادق نزال واحد من بين المزارعين الخمسة يقول: «أنا مزارع عندي مشتل، وجاءت فكرة الأسماك على هامش مشروع تشرف عليه وزارة الزراعة، حيث تم تقدير احتياجات تربية الأسماك، وتبين أن شروط واحتياجات ذلك متوفرة عندي أكثر من غيري. وبعد أكثر من جولة اقتنعت بإمكانية تربية السمك، خاصة بعد أن تبين لي توفر كل شروط نجاح المشروع، وبدأت أبحث في الانترنت عن معلومات حول الموضوع، وحصلت على بركة صغيرة ضمن تسع وعشرين بركة في خمس محافظات».
وعن تجربته بعد انتهاء دورة تربية الأسماك الأولى قال: لا بد من استمرار المشروع، وعمل جماعي لتوفير متطلبات تربية الأسماك بكميات تجارية، وتوفير أسماك طازجة للمستهلك بمواصفات جيدة. ويضيف: «بعد هذه التجربة أصبح لدي طموح أن يكون حوض سمك في كل بيت، وهذا أمر ممكن، فتربية حوض سمك ليست معقدة، ودليل ذلك وجود أحواض سمك زينة في المنازل».
وعن قدرته على منافسة المنتج الإسرائيلي والمستورد قال: «مع أننا أنتجنا كميات بسيطة، إلا أنني اكتشفت أن ما يعانيه القطاع الزراعي من تحد، سيواجه مربي الأسماك، حيث ان المنتج الإسرائيلي يغرق الأسواق بأسعار منافسة، وبتسهيلات كبيرة لا يقدر عليها مربو الأسماك الفلسطيني».
وأشار إلى نقص الخبرة في أنواع الأسماك، وانتاجيتها، والظروف التي تناسبها. وقال: هذه أمور يمكن التغلب عليها بالتدريب، ويبقى التحدي المتعلق بسياسات الاحتلال تجاه السوق الفلسطينية، حيث ينظر الإسرائيليون لنا على أننا مجرد مستهلكين. وقال نزال: لا بد من توفير اصبعيات تحت تصرف الفلسطيني للخروج من عباءة التبعية للاحتلال.
أسامة أبو الرب، الذي استفاد من المشروع، وعانى من بعض المشاكل في الدورة الأولى يقول: «أفكر بتطوير مشروع السمك، حيث إن الأرض والمياه متوفرة، والمشروع يحتاج لتراكم الخبرات أكثر من أي شيء آخر، والخبرة شيء مكتسب، والمزارع الفلسطيني لديه إمكانية للتطور».
ويرى أبو الرب أن المعيق الرئيس في تربية الأسماك يتمثل توفير الإصبعيات (الأسماك الصغير)، حيث إن مصدرها إسرائيل.
ويضيف: واجهنا العديد من المشاكل في الدورة الأولى مثل عدم مطابقة الإصبعيات للمواصفات، وتأخير توصيلها لنا، ما أثر على الانتاجية
ويتفق أسامة مع صادق بامكانبة تربية الأسماك في جنين ، مشيرا إلى أن الأمر بحاجة في مراحله الأولى لرعاية وعناية من قبل الجهات المختصة لتوفير متطلبات التربية السليمة.