أحيت الجالية الفلسطينية، ومجلس الجاليات العربية في روسيا الاتحادية اليوم الأحد، الذكرى الـ37 ليوم الأرض، بمهرجان شعبي حاشد، حضره حشد غفير من أبناء الجاليات العربية والفلسطينية والأصدقاء الروس.

واستهل المهرجان الذي نظم برعاية سفارة دولة فلسطين في موسكو، بالنشيدين الوطنيين الروسي والفلسطيني، وبالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني الأبرار.

 ودعا رئيس مجلس الجاليات العربية حسان نصر الله ومدير العلاقات الخارجية في الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية اوليغ فومين في كلمتهما إلى خلق جبهة عربية وعالمية قوية ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية لوقف انتهاكاتها وإجراءاتها ضد الشعب الفلسطيني، وإنهاء احتلالها العسكري والاستيطاني للأراضي الفلسطينية، والاستجابة لنداء وإرادة السلام العادل والشامل.

وقال رئيس الجالية الفلسطينية وفيق الشاعر خلال كلمته، "إن ذكرى يوم الأرض، يعد يوما للتضامن العربي والعالمي مع الشعب الفلسطيني، لتحقيق مطالبة المشروعة، في إقامة دولته المستقلة     وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على أساس القرار الدولي 194".

بدوره، أشار السفير الفلسطيني فائد مصطفى إلى أن الأرض كانت دائما هي عنوان الصراع مع دولة الاحتلال، معتبرا هذا اليوم هو اليوم الذي يتجدد فيه العهد بمواصلة الدفاع عن المقدسات الإسلامية في دولة فلسطين.

وتخلل الفعالية عرض فيلم وثائقي بعنوان "السرقة العظمى للكتب – تدمير للإرث الثقافي" للمخرج الهولندي بيني برونر، سلط من خلاله ما قامت به اسرائيل والتنظيمات المسلحة بسرقة ما يقارب من 70 الف كتاب ومخطوطة من بيوت ومكتبات الفلسطينيين قبيل حرب عام 1948 وخلالها، وذلك في اطار محاولات الاحتلال طمس معالم حضارتنا العربية والإسلامية وثقافة شعبنا.

كما واْحيت الجالية الفلسطينية في ليبيا، الذكرى الـ37 ليوم الأرض الخالد، وذلك بمهرجان أقامته في مسرح الكشاف بالعاصمة طرابلس، بحضور حاشد، وبمشاركة أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية.

وافتتح المهرجان سفير دولة فلسطين لدى ليبيا، المتوكل طه، بكلمة أسهب فيها بالحديث عن المعاني التي مثّلها يوم الأرض, والتي كان أهمها أن 30 آذار عام 1976 كان هو الإرهاصة الأولى التي بشّرت بالانتفاضات, معتبراً أن يوم الأرض كان الانتفاضة الأولى  للشعب الفلسطيني, التي أعادت تأكيد وحدة الشعب الفلسطيني, بعد أن عملت النكبة على تقسيمه وتشظيته.

وقال طه: إن الشعب الفلسطيني يسعى بكافة السبل المتاحة لنيل حقوقه, وأن قيادة منظمة التحرير هي التي تتمسك بالثوابت وعلى رأسها رمز الشرعية الرئيس محمود عباس, في الوقت الذي ينبغي على الشعب الفلسطيني أن يجعل كل أيام السنة أياماً للأرض, في مواجهة إجراءات الاحتلال واستيطانه الباطل.

وأكد أن المصالحة هي الردّ الواجب على التهميش والإلغاء, وتعظيم كل أشكال الرباط والتمسك بالحقوق التي ضحى من أجلها الشهداء والجرحى والأسرى.

وأوضح السفير طه أن صراعنا مع الاحتلال يتركز في ثلاثة محاور هي: الشرعية التاريخية على الأرض, والشرعية الدينية, والشرعية الوطنية الثقافية في مواجهة الاستلاب الثقافي, مع التأكيد أن فلسطين التاريخية ملك للشعب الفلسطيني, وثمة فرق واضح بين الوطن التاريخي وحدود الدولة المتاحة, وأن المواقع الدينية وعلى رأسها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والحرم الإبراهيمي هي ملك أصيل للشعب الفلسطيني.

بدوره أكد مثل دولة ليبيا في هذه المناسبة، الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني الليبي، عمر حميدان, وقوف ليبيا حكومة وشعباً مع فلسطين وحقوقها, وأعتبر أن يوم الأرض يمثّل جوهر القضية الفلسطينية وحقوقه التاريخية.

وأشار إلى أن المؤتمر الوطني يتابع عن كثب كل ما يدور في فلسطين, داعياً المجتمع الدولي إلى الاصطفاف خلف فلسطين, ليتمكن شعبها من العيش بكرامة وسلام.

وفي المهرجان الذي حضره ونقلته القنوات الفضائية على الهواء مباشرة, ألقيت العديد من الكلمات والقصائد الشعرية, ورفعت فيه الأعلام والصور, وقدمت فيه العديد من الأغاني والدبكات الشعبية.    

يذكر أن قناة العاصمة الأكثر انتشارا في ليبيا قد بثت الفيلم الوثائقي الفلسطيني "حلم تحقق" احتفاءً بيوم الأرض

وفي السياق ذاته أطلق حزب التجمع الوطني المغربي للأحرار اسم "دورة يوم الأرض" على مجلسه الوطني الذي التأم في قصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات القريبة من الرباط، وذلك ضمن فعاليات إحياء يوم الأرض.

ووقف المكتب السياسي والأعضاء الـ800 لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين، وقدم رئيس الحزب صلاح مزوار مداخله أكد فيها عمق ارتباط المغاربة بفلسطين والدفاع عنها، مستذكراً مواقف حزبه الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.

من جانبه أكد سفير دولة فلسطين أحمد صبح أهمية يوم الأرض بالتاريخ المعاصر لنضال شعبنا، مستعرضاً آخر المستجدات المتعلقة بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، وزيارة الرئيس أوباما، ونتائج القمة العربية، مؤكداً ثبات الموقف الفلسطيني بمواجهة الاحتلال من خلال بناء المؤسسات والمقاومة الشعبية

 والإصرار على إنهاء الانقسام واستمرار التحرك الدولي، مقدراً للحزب وللمغرب ملكاً وحكومة وشعباً وأحزاباً موقفهم المبدئي بنصرة فلسطين وأهلها.

وفي سياق إحياء يوم الأرض نظمت السفارة الفلسطينية احتفالاً بمقرها بالرباط ركزت فيه على دور المرأة ونشاطاتها من خلال الجالية الفلسطينية، وألقت سميرة قاسم كلمه أكدت فيها انخراط المرأة في نضالات شعبها، شارحة ظروف المرأة الفلسطينية في المغرب مدرسة وطالبة وناشطة وأما وأختا وزوجة خلال العقود الأربعة الماضية.

واستعرض صبح أهمية الأرض والمرأة في كفاح شعبنا مركزاً على مسيرة بناء مؤسسات الجالية من خلال الانتخابات وتكامل عملها مع السفارة .

وجرى تكريم سيدات من الجالية وكذلك خريجات من أبناء الجالية حيث قدمت لهم السفارة جوائز تقديرية، وتخلل الاحتفال وصلات مسرحية وغنائية لفلسطين من أبناء وطلاب الجالية.

وأقامت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطذيني تسع خيام في ساحة البريد بوسط العاصمة الرباط، حيث يوجد معرض تراثي بالتنسيق مع السفارة مع عرض للوحات ورسومات مغربية لفلسطين، لمناسبة يوم الأرض، مع شرح موثق بالصور للقرى المهدمة، وخيمة خاصة بالأسرى المضربين عن الطعام، وقد افتتح السفير ورئيس الجمعية هذه الفعاليات المستمرة لثلاثة أيام ومفتوحة للجمهور.

كما أقامت جمعية مغرب الغد للتنمية بالرباط فعالية تضامنية إحياءً للذكرى، حيث تم تقديم برنامج وفقرات تضامنية من أشعار وطنية، وشرح مستشار أول في السفارة ثائر أبو بكر أبعاد وأهمية يوم الأرض والمقاومة الشعبية في الحفاظ عليها من الاستيطان والجدار.

من جهة أخرى أحيت مدينة تازة المغربية شمال شرق الرباط المناسبة بمهرجان تضامني وتراثي أقامته السفارة بالتنسيق مع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني..