ندوة في غزة تدعو لتعزيز وحدة شعبنا في معركة تمسكه بأرضه
دعا مشاركون في ندوة حوارية عقدت في كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية بغزة اليوم الإثنين، بعنوان 'يوم الأرض بين المفاوضات والمقاومة'، إلى الاحتكام إلى رؤية وبرنامج سياسي توافقي، يعيد المشروع الوطني الفلسطيني إلى بوصلته وإلى تجاهه السليم، بحيث يتم تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني في معركة تمسكه بأرضه، وهويته وصموده، ونضاله.
واعتبر المشاركون في الندوة التي عقدت في قاعة المؤتمرات بالكلية بمشاركة ممثلين للقوى الوطنية والإسلامية، ورؤساء جامعات ومؤسسات تعليمية شقيقة، وحشد من الوجهاء والشخصيات الاعتبارية، وطلبة الكلية، يوم الأرض مناسبة للدفاع عن الأرض الفلسطينية، والتأكيد على رفض الاستيطان، ورفض الاستيلاء على أراضي المواطنين لصالح جدار الفصل العنصري والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والمناطق العازلة في قطاع غزة، والتي تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية.
وقال الأكاديمي والكاتب عبد القادر حماد، إن ذكرى يوم الأرض تأتي والاحتلال الإسرائيلي يمعن في سرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى بعض الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا وأرضه، حيث استولى منذ عام 1967 على أربعة ملايين دونم من أخصب الأراضي الزراعية، وأقام عليها المستوطنات غير الشرعية وجدار الضم والتوسع، كما استولى على 86% من أراضي مدينة القدس لتهويدها وبسط سيطرته على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
ونوه إلى أن إجمالي الخسائر التي تكبدها الفلسطينيون جراء عمليات هدم مبانيهم في القدس بلغ حوالي ثلاثة ملايين دولار، وهي لا تشمل مبالغ المخالفات المالية الكثيرة التي تفرض على ما يسمى 'مخالفات البناء'.
ودعا حماد إلى الإسراع في إنهاء الانقسام، وتعزيز الوحدة الوطنية بما يعزز من إمكانية المواجهة بموقف وتحرك فلسطيني موحد سواء على المستوى الميداني بتفعيل المقاومة الشعبية بكل أشكالها وصولا للانتفاضة الشعبية الشاملة أو على المستوى السياسي والدبلوماسي بتفعيل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وضرورة المبادرة بطلب عضويتها في كافة الهيئات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة.
بدوره، قال أستاذ التاريخ الحديث المشارك في جامعة الأقصى خالد صافي، في ورقة قدمها بعنوان: 'يوم الأرض... مناسبة احتفالية أم مراجعة نقدية'، إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل الآن على استنساخ التجربة الأميركية التي نفذها بحق الهنود الحمر، ضد شعبنا بتصويره أنه مجموعة من البدو الرحل البرابرة الهمج، وأن على العالم ألا يلقي بالاً لوجودهم أو لتشردهم أو حتى لإبادتهم لأنهم خارج السياق الإنساني الحضاري.
ورأى أن الاحتفال في يوم الأرض من قبل الفصائل الفلسطينية دون مراجعة نقدية لأدائها يدخل في باب المزايدات السياسية، مشيرا إلى أن الفصائل الوطنية والإسلامية تتبارى في إصدار بيانات لها، وتصريحات لقياداتها بمناسبة يوم الأرض في الثلاثين من آذار، وكل هذه البيانات والتصريحات تعزف على وتر واحد هو أهمية الأرض، وجوهرها في المشروع الوطني.
وحث صافي على القيام بمراجعة نقدية لأداء الفصائل خلال الفترة السابقة سيما في سنوات الانقسام الأخيرة، منوها إلى أنه لا يمكن أن نستعيد الثقة بفصائلنا وقياداتها وبياناتها إلا إذا تم الاحتكام إلى رؤية وبرنامج سياسي توافقي، يعيد المشروع الوطني الفلسطيني إلى بوصلته وإلى تجاهه السليم.
في سياق متصل، أوضح الشيخ خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن يوم الأرض يشكل معلما بارزا في التاريخ النضالي لشعبنا، باعتباره اليوم الذي أعلنوا فيه تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت وما زالت تمارسها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه'.
ودعا مسؤول شؤون الطلبة في الكلية رفيق اليازجي، إلى تضافر جميع جهود أبناء شعبنا للتصدي للممارسات الإسرائيلية بحق الأرض الفلسطينية وإفشالها، والعمل على تعزيز ونشر ثقافة الوحدة الوطنية بين الجميع خاصة من الشباب.