غداً..الذكرى الـ11 لمجزرة مخيم جنين
علي سمودي- يحيي المواطنون في محافظة جنين غدا الاربعاء، الذكرى الحادية عشرة لمعركة ومجزرة مخيم جنين التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال حملة "السور الواقي" عام 2002، والتي شنها ارئيل شارون انذاك للقضاء على المقاومة والانتفاضة وتدمير البنية التحتية للسلطة الوطنية واعادة احتلال الضفة الغربية.
ويستذكر اهالي مخيم جنين، الهجوم الاسرائيلي الواسع الذي شنته قوات الاحتلال على المخيم والمدينة بعد حصارهما وعزلهما عن العالم الخارجي على مدار اسبوعين منذ فجر الثالث من نيسان حتى السابع عشر من نيسان 2002، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة عندما تصدى لها اهالي المخيم الذين رفضوا اخلاء منازلهم.
وشهد المخيم معارك عنيفة بين المقاومين من كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، اضافة لضباط وعناصر من الامن الوطني بقيادة ابو جندل، ومتطوعين من البلدات والقرى المجاورة وعدة مناطق.
وامام ثبات المقاومة، ارسلت قوات الاحتلال "البلدوزرات" الضخمة الى ازقة المخيم لتبدأ، عملية هدم وتدمير المباني التي دفن تحت انقاضها عددا من المواطنين والجرحى، ما ادى لاستشهادهم، واستمرت عمليات الهدم حتى ارغم الاحتلال المئات من المواطنين على مغادرة منازلهم، بينما اعتقلت كافة الذكور من سن 15 عاما وما فوق.
وانتهت معركة مخيم جنين، بمجزرة اسرائيلية قتلت قوات الاحتلال خلالها 63 مواطنا، بينهم 23 مقاتلا منهم العديد من قادة المعركة والاجنحة العسكرية، ونساء واطفال وشبان ومسنون وذوو احتياجات خاصة، بعضهم نزف حتى استشهد بسبب منع نقلهم للمستشفى، واخرون عثر عليهم تحت الانقاض بعد انتهاء المجزرة التي اسفرت عن هدم 455 منزلا بشكل كامل وتشريد سكانها الى جنين والقرى المجاورة، كما دمرت 800 منزل بشكل جزئي.
اسرائيل التي اغلقت المخيم ومنعت الطواقم الطبية والاسعاف والصليب الاحمر ووكالة الغوث والامم المتحدة ووسائل الاعلام من دخول المخيم خلال وبعد المجزرة، وعرقلت عمليات ازالة الانقاض حتى انهت عمليتها العسكرية، اعترفت بمقتل 23 جنديا واصابة العشرات خلال معركة المخيم، الامر الذي اعتبرته اكبر خسارة تتعرض لها في معاركها وعملياتها وحربها ضد الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال.
ورفضت اسرائيل السماح للجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة بدخول المخيم الذي اعلن منطقة مكنوبة بعدما شرد اهله، واعيد بناؤه على نفقة الامير الاماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان، وقدم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين دعما وتعويضا للمئات من اهالي المخيم وذوي الشهداء.
احياء الذكرى
وأعلنت القوى الوطنية والاسلامية في مخيم جنين، تنظيم سلسلة من الفعاليات والانشطة لتجديد العهد والوفاء لشهداء المعركة، غدا، بينها مهرجان جماهيري حاشد تحت عنوان "اسطورة المقاومة".