قريع: ثبات الإنسان على الأرض نقطة تحد لانتزاع حقوقه وتثبيت هويته
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون القدس، أحمد قريع (أبو علاء) إن ثبات الإنسان على الأرض نقطة تحد لانتزاع حقوقه المشروعة وتثبيت هويته الوطنية وممارسة حرياته كباقي الشعوب.
جاء ذلك في كلمته خلال ندوة سياسية عقدتها دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية بعنوان 'تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني في المجالات الاجتماعية بمقر الدائرة في أبو ديس اليوم الخميس، ضمن سلسلة ندوات في تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني.
أضاف قريع أنه 'يجري التساؤل حول تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني في ظل سلطة على الأرض، لكن نقول إنه في ظل عدم الثقة بعملية السلام والتي أصبحت مزعزعة ولأن مشروع حل الدولتين آخذ بالغياب من قبل إسرائيل التي قامت بدورها بتدمير هذا الخيار وهذا المشروع، بدأنا بالتفكير في إطار منظمة التحرير الفلسطينية والمثقفين والسياسيين والنخب من المجتمع المدني في تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني على الأرض'.
وتابع: 'على سبيل الافتراض لو أن مشروع حل الدولتين انتهى ما البديل؟ البديل هو بقاء الناس على الأرض ومثال ذلك أهلنا داخل أراضي عام 1948 ونضالهم العظيم في بقائهم على أرضهم وتثبيت هويتهم وانتزاع حقوقهم التي تتصاعد يوما بعد يوم، لذلك بقاء الإنسان على الأرض يعد نقطة تحد'.
وأضاف: 'في هذا السياق عملنا مع مجموعة 'سلسلة ندوات في تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني ورقة إطار عام، وورقة اقتصادية، واقتصاد القدس، ومشروع مسودة مقترح الوثيقة الوطنية للتداول لعقد مؤتمر وطني عام كوثيقة حيفا التي تعد مثالا حقيقيا في تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني'.
وافتتحت الندوة بقراءة الفاتحة على روح الشهيد اللواء ميسرة أبو حمدية، وتولى إدارتها مدير مركز الديمقراطية وتنمية المجتمع وليد سالم الذي رحب بالحضور، مؤكدا أهمية مناقشة عملية تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني في الجانب الاجتماعي، ومناقشة الورقة الفكرية الشاملة حول رأس المال الاجتماعي وأهمية العمل به ليشكل رصيدا مهما في عملية دعم وتأمين صمود الناس على الأرض.
وعرض أستاذ الدراسات الإسرائيلية البروفسور عزيز حيدر، ورقته بعنوان 'رأس المال الاجتماعي ومهمة تثبيت الوجود الفلسطيني'، التي عالجت قضايا وأمراض ومشكلات اجتماعية عمل الاحتلال الإسرائيلي على إيجادها، قائلا 'إن رأس المال الاجتماعي هو جزء من منظومة الموارد الاقتصادية،و السياسية، والثقافية،والبشرية، ويرتبط معها جميعا بعلاقات جدلية، يتأثر بها ويؤثر عليها'.
وأضاف أن هذه الورقة الأولية تهدف إلى تقديم مساهمة في تبيان أهمية وضرورة الاعتناء ودعم وتعزيز رأس المال الاجتماعي بصفته واحدا من أهم المعايير، وهناك من يعتبره المعيار الوحيد، في تقويم ثروات المجتمع وقدرته على التنمية والتطور وتوفير مقومات الحياة بمستوى مقبول وأنماط من العلاقات والتفاعلات الإيجابية، كما أن رأس المال الاجتماعي يعتبر معيارا لقدرة المجتمع على تحمل الضغوطات الخارجية، والآفات الداخلية، والصمود أمام القوى والتطورات التي يمكن أن تتسبب في انهياره وانكساره وتشظيه.
ومن جانبها، أشادت وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري بالورقة 'التي لها خصوصية ونوعية وذات أهمية بالغة في الحالة الفلسطينية على وجه الخصوص'.
وقالت: 'نحن في وزارة الشؤون الاجتماعية أجرينا بحثا كيفيا شبيها لهذا البحث المقدم'، مشيرة إلى أن 'المواطنة لا تأتي بالمناشدة ولا بالتبشير بل هي رزمة حقوق والربيع العربي جزء أساسي من المواطنة'.
وفي مداخلته، قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير عبد الرحيم ملوح إن الأساس في النسيج الاجتماعي هو الساسة التي بدورها تلعب دورا أساسيا في بناء هذا النسيج بشكل سليم قادر على إيجاد مجتمع صالح.
من جهته، أكد مفتي القدس الشيخ محمد حسين أهمية هذه الندوة، سيما وأنها تناقش مواضيع هامة وضرورية، وهي المسارات الاجتماعية في تثبيت الوجود الفلسطيني، مشيرا إلى أنه من الضروري التركيز على القيم الأخلاقية التي تحافظ على المجتمع الفلسطيني بالذات الذي يرزح تحت احتلال.
وفي مداخلته، أشاد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير واصل أبو يوسف بالندوة وموضوعها، 'خاصة أنها ناقشت ورقة قيمة ودراسة في بالغ الأهمية'.
ومن جانبه، قال وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني 'إننا نعيش في حالة إحباط لأن المواطن الفلسطيني يستيقظ يوميا على مستوطنة جديدة ووعود شكلت إحباطا لدى الصغار قبل الكبار، ونحن ننتظر حلا منذ أعوام'، مشيرا إلى أن 'الشباب الفلسطيني لديه وفاء لا مثيل له.
وحضر الندوة وزيرة شؤون المرأة ربيحة ذياب، والمطران عطالله حنا، وعدد من السياسيين والمثقفين، وأساتذة علم الاجتماع في الجامعات الفلسطينية وأصحاب الاختصاص.