فيديو- بعد 27 عاماً خلف القضبان.. يروي عذابات السجن وقهر السجان
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد الأسطل - لم يكد يصدق نفسه وهو يسير بين أقاربه وأصدقائه ورفاق دربه خارج أسوار السجون، فالمشهد بدا غريباً عليه وهو يرى المئات من أحبائه يقبلونه، وينتقلون به من حضن صديق إلى أخت إلى أم أعياها الشوق والحنين، فالكل يبكي فرحة كما بكوه حرقة، أما هو فالفرحة جعلته صامتاً مبتسماً وباكياً في ذات الوقت.
هكذا كانت اللحظات الأولى للأسير المحرر إبراهيم بارود (50 عاماً) بعد خروجه من معبر بيت حانون "إيرز" صباح اليوم، إثر الإفراج عنه من سجون الاحتلال، بعد 27 عاماً قضاها خلف القضبان، منها 7 سنوات مضت عليه في عزله الانفرادي، من دون أن تفت سنوات القيد هذه في عضده، فخرج مرفوع الهامة، أكثر إصراراً على إكمال المشوار، معتبراً سجنه بمثابة وسام شرف يحمله أينما حل وارتحل.
وبدا المحرر بارود كلماته الأولى بالحث على الوقوف خلف الأسرى ومساندتهم في محنتهم التي تشتد يوماً بعد آخر، خصوصاً في ظل تصاعد التضييق عليهم من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية، مؤكداً أن أوضاع من تركهم خلف القضبان "بائسة وصعبة".
وقال لـ دوت كوم: "وصيتهم أن يموتوا بين أبنائهم لا خلف القضبان، هكذا كانت أمنية ميسرة أبو حميدة التي لم تتحق، وهو الأمل الذي لم يغادر من يخوضون معركة الأمعاء الخاوية".
وأضاف: "المعتقلون يتعرضون لعمليات قمع منظمة، فقط لأنهم يعبرون عن رفضهم لإذلال مصلحة السجون".
ودعا القيادات الفلسطينية إلى البحث بجدية عن وسائل خارج إطار التفاوض لإطلاق سراح الأسرة، معتبراً أن خطف الجنود هو البديل الأمثل لسياسية "الاستجداء".
وحول الـ 27 سنة التي قضاها في السجن، أكد بارود أن الاستقبال الذي حظي به، والتفاف الشعب حوله أزاح عن صدره آلام هذه السنوات الطوال، لافتاً إلى أنه تجرع مرارة السجن بكل معني الكلمة وعاني من عذابات السجان الذي لا يلتزم بأي معايير إنسانية.
أما أم إبراهيم المعروفة بعميدة أمهات الأسرى، فأصرت على اصطحابه في ساعة حريته الأولى، إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، للمشاركة في الاعتصام الأسبوعي لذوي الأسرى، لتفي بتعهد قطعته على نفسها، بأن تكون لحظات الإفراج الأولى لفلذة كبدها بين أمهات وآباء الأسرى وليست في بيتها، إذ تعتبر أن الصليب هو بيت أهالي الأسرى وليس بيوتهم التي يسكونها.
وبدت الأم في فرحة كبيرة وهي تستقبل أمهات الأسرى، اللواتي علت زغاريدهن في المكان، بينما لم يفارقنها منذ لحظة استقباله في معبر بيت حانون وتنقله من منزله إلى الصليب الأحمر وبالعكس، كما رافقه عشرات المسلحين الذين أطلقوا الرصاص في السماء ابتهاجاً بالإفراج عنه.
وقالت أم إبراهيم لـ دوت كوم : "شعوري لا يوصف، اليوم فقط شعرت بالراحة بعد 27 سنة من المعاناة والألم، زوجت أبنائي وبناتي لم أشعر بما أحس به في هذه اللحظات".
وأضافت الأم التي استخدمت الحناء في يديها وشعرها ابتهاجاً بحرية فلذة كبدها: "من اليوم سأبحث له عن عروس، ضاع عمره دفاعاً عن وطنه، إخوانه أصبحوا أجداداً وهو لم يدخل الدنيا بعد، إن شاء الله سأعوضه عن سني عذابه".
وأشارت أم إبراهيم إلى أنها منذ أكثر من عام وهي تجهز له شقته، وتبحث له عن عروس، أما الآن فلن تمضي أيام إلا وقد دخل بيت الزوجية، معتبرة أن أملها الوحيد أن ترى أولاده أمام عينيها، وأن بقية الأسرى بالحرية، حتى تشعر الأمهات والزوجات بما تشهر به الآن.
أما بسمة بارود شقيقة إبراهيم، فكانت الأكثر تأثراً وهي تذرف الدموع من غير توقف، فهي كبرت وترعرعت محرومة من شقيقها، الذي قضى في السجن أكثر مما عاش معها، مصرة على الاستمرار في احتضانه وتقبيل رأسه، حتى أثارت استغراب الجميع.
وذكرت في حديثها مع دوت كوم : أن شعورها اليوم مختلف عن أي موقف آخر، فشقيقها أمام ناظريها حياً يتنفس ويتحدث، "هذا نعمة من الله عز وجل"، مؤكدة أنها وأمها لن تتوقف عن المشاركة في اعتصام الأسرى الأسبوعي رغم تحرر إبراهيم، فالأسرة قضية واحد لا تتجزأ على حد قولها.
zaمحمد الأسطل - لم يكد يصدق نفسه وهو يسير بين أقاربه وأصدقائه ورفاق دربه خارج أسوار السجون، فالمشهد بدا غريباً عليه وهو يرى المئات من أحبائه يقبلونه، وينتقلون به من حضن صديق إلى أخت إلى أم أعياها الشوق والحنين، فالكل يبكي فرحة كما بكوه حرقة، أما هو فالفرحة جعلته صامتاً مبتسماً وباكياً في ذات الوقت.
هكذا كانت اللحظات الأولى للأسير المحرر إبراهيم بارود (50 عاماً) بعد خروجه من معبر بيت حانون "إيرز" صباح اليوم، إثر الإفراج عنه من سجون الاحتلال، بعد 27 عاماً قضاها خلف القضبان، منها 7 سنوات مضت عليه في عزله الانفرادي، من دون أن تفت سنوات القيد هذه في عضده، فخرج مرفوع الهامة، أكثر إصراراً على إكمال المشوار، معتبراً سجنه بمثابة وسام شرف يحمله أينما حل وارتحل.
وبدا المحرر بارود كلماته الأولى بالحث على الوقوف خلف الأسرى ومساندتهم في محنتهم التي تشتد يوماً بعد آخر، خصوصاً في ظل تصاعد التضييق عليهم من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية، مؤكداً أن أوضاع من تركهم خلف القضبان "بائسة وصعبة".
وقال لـ دوت كوم: "وصيتهم أن يموتوا بين أبنائهم لا خلف القضبان، هكذا كانت أمنية ميسرة أبو حميدة التي لم تتحق، وهو الأمل الذي لم يغادر من يخوضون معركة الأمعاء الخاوية".
وأضاف: "المعتقلون يتعرضون لعمليات قمع منظمة، فقط لأنهم يعبرون عن رفضهم لإذلال مصلحة السجون".
ودعا القيادات الفلسطينية إلى البحث بجدية عن وسائل خارج إطار التفاوض لإطلاق سراح الأسرة، معتبراً أن خطف الجنود هو البديل الأمثل لسياسية "الاستجداء".
وحول الـ 27 سنة التي قضاها في السجن، أكد بارود أن الاستقبال الذي حظي به، والتفاف الشعب حوله أزاح عن صدره آلام هذه السنوات الطوال، لافتاً إلى أنه تجرع مرارة السجن بكل معني الكلمة وعاني من عذابات السجان الذي لا يلتزم بأي معايير إنسانية.
أما أم إبراهيم المعروفة بعميدة أمهات الأسرى، فأصرت على اصطحابه في ساعة حريته الأولى، إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، للمشاركة في الاعتصام الأسبوعي لذوي الأسرى، لتفي بتعهد قطعته على نفسها، بأن تكون لحظات الإفراج الأولى لفلذة كبدها بين أمهات وآباء الأسرى وليست في بيتها، إذ تعتبر أن الصليب هو بيت أهالي الأسرى وليس بيوتهم التي يسكونها.
وبدت الأم في فرحة كبيرة وهي تستقبل أمهات الأسرى، اللواتي علت زغاريدهن في المكان، بينما لم يفارقنها منذ لحظة استقباله في معبر بيت حانون وتنقله من منزله إلى الصليب الأحمر وبالعكس، كما رافقه عشرات المسلحين الذين أطلقوا الرصاص في السماء ابتهاجاً بالإفراج عنه.
وقالت أم إبراهيم لـ دوت كوم : "شعوري لا يوصف، اليوم فقط شعرت بالراحة بعد 27 سنة من المعاناة والألم، زوجت أبنائي وبناتي لم أشعر بما أحس به في هذه اللحظات".
وأضافت الأم التي استخدمت الحناء في يديها وشعرها ابتهاجاً بحرية فلذة كبدها: "من اليوم سأبحث له عن عروس، ضاع عمره دفاعاً عن وطنه، إخوانه أصبحوا أجداداً وهو لم يدخل الدنيا بعد، إن شاء الله سأعوضه عن سني عذابه".
وأشارت أم إبراهيم إلى أنها منذ أكثر من عام وهي تجهز له شقته، وتبحث له عن عروس، أما الآن فلن تمضي أيام إلا وقد دخل بيت الزوجية، معتبرة أن أملها الوحيد أن ترى أولاده أمام عينيها، وأن بقية الأسرى بالحرية، حتى تشعر الأمهات والزوجات بما تشهر به الآن.
أما بسمة بارود شقيقة إبراهيم، فكانت الأكثر تأثراً وهي تذرف الدموع من غير توقف، فهي كبرت وترعرعت محرومة من شقيقها، الذي قضى في السجن أكثر مما عاش معها، مصرة على الاستمرار في احتضانه وتقبيل رأسه، حتى أثارت استغراب الجميع.
وذكرت في حديثها مع دوت كوم : أن شعورها اليوم مختلف عن أي موقف آخر، فشقيقها أمام ناظريها حياً يتنفس ويتحدث، "هذا نعمة من الله عز وجل"، مؤكدة أنها وأمها لن تتوقف عن المشاركة في اعتصام الأسرى الأسبوعي رغم تحرر إبراهيم، فالأسرة قضية واحد لا تتجزأ على حد قولها.