فيديو- اعتداءات واعتقالات بغزة على الزي والتسريحة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عواد الجعفري - رغم نفي حكومة حماس في غزة وجود حملة ملاحقة للشبان في غزة بسبب تسريحات شعرهم، أو ارتدائهم بناطيل "خادشة للحياة"، إلا أن شهادات الضحايا وتقارير مؤسسات حقوقية تؤكد وجود مثل هذه الحملة، في إطار محاولات حماس فرض رؤيتها على مواطني غزة، بينما يحذر المراقبون من أن هذا الأمر قد يخلق ردات فعل عكسية من الشبان، فضلا عن كونه يشكل تكريسا للانقسام.
وبينما اقرت شرطة "حماس "بقيام عناصرها بقص شعر بعض الشبان، الا انها نفت ان يكون ذلك في اطار حملة على هؤلاء الشبان، في حين أظهر "فيديو" نشر على الانترنت قيام مدرس في غزة بصفع طالب أمام حشد من زملائه بسبب تسريحة شعره.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان له إن الشرطة المقالة اعتقلت عددا من الشبان خلال الأيام الماضية، وتم قص شعرهم والاعتداء على عدد منهم بالضرب، وذلك "بادعاء أن تسريحاتهم خادشة للحياء".
وجاء في شهادة أحد الشبان أن شرطة حماس احتجزته مع أكثر من 10 آخرين في سيارة، إذ تعرض بعضهم للضرب إضافة إلى الاستهزاء بهم وإهانتهم، قبل قص شعورهم بطريقة وصفت بـ"المهينة".
عوكل: حماس تتبع سياسة خطوة خطوة
يقول المحلل السياسي طلال عوكل في حديث لـدوت كوم، إنه رغم نفي حكومة حماس لوجود مثل هذه الحملة، فان خروج دوريات الأمن لايمكن ان يتم بدون وجود قرار بهذا الخصوص، وهدا ما حصل في مناسبات سابقة، لكن الحكومة تشيع اجواء من الخوف لاجبار الناس على سلوك الطريق الذي تريده، فعمليا تم تطبيق القرار، دون إعلان رسمي عنه.
وأضاف:" أن هذه الحملة تأتي ضمن مشروع حماس لأسلمة المجمتع خطوة خطوة، وفي اتجاه تغيير عادات الناس، وهو أمر ينتهك حقوقهم"، مشيرا إلى أن الأمر يأتي في إطار بناء حماس لدولتها في غزة.
وحول التأثير السياسي لهذه الحملة، قال عوكل:" لا شك ستترك الحملة أثرا سلبيا على شعبية حركة حماس، ففي يوم 4 يناير الماضي خرج الناس في غزة بمئات الآلاف للاحتفال بذكرى انطلاقة حركة فتح، وكثيرون منهم لم يكونوا فتحاويين، بل للتعبير عن اعتراضهم على سياسة حركة حماس في حكم القطاع، لاعلى مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي".
ورأى أن هذ الحملة ستكرس الانقسام الموجود في الأراضي الفلسطينية، فحماس تفرض نموذجا في قطاع غزة مختلفا تماما عما هو موجود في الضفة، كما كتلتها البرلمانية في غزة تجتمع وتصدر قوانين مختلفة عن الضفة، فهذ الإجراءات تمد جذور الانقسام وتعمقه كثيرا.
واعتبر عوكل إن الحريات العامة في غزة تراجعت كثيرا في قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه عام 2007، حيث بدأت بالتضييق على مؤسسات المجتمع المدني، واحتكار الوظيفة العامة لمناصري حركة حماس، وفرض الجلباب على طالبات جامعيات والفصل بين الجنسين في مدراس المرحلة الاساسية الدنيا، مشيرا إلى أن تجمعات صغيرة للنسوة وشبان طالبوا بالمصالحة تعرضوا للضرب والإهانة.
صلاح: العنف سيؤدي إلى ردة فعل عكسية
يقول فضيلة الشيخ محمد صلاح مفتي الأمن الوطني:"إن الحكم الشرعي بالنسبة للباس أو الزي هو أن يظهرنا بشكل جميل، ونضع عليه ما يجمله، لكن المنع فيه متعلق بالتشبه بغيرنا من الأمم".
وأضاف في حديث لـدوت كوم، " إننا كنا في السبيعنيات نربي سوالفنا، وكنا نرتدي تلك الملابس الغربية، لكن عندما وجدنا من يوجهنا بالكلمة الحسنة غيرنا تلك العادات".
وقال أنه لم يرد في الإسلام ما يدعو إلى استخدام العنف في مواجهات اللباس أو تسريحة الشعر، مستشردا بالآية الكريمة :" ادعُ إِلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربّك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين".
ورأى صلاح أن استخدام العنف والضرب للشبان بسبب زيهم أو تسريحة شعرهم سيؤدي إلى ردة فعل عسكية تجاه الدين والوطن والمجمتع، فأصعب أمر يواجهه الشاب أن تكسر كرامته، يقول سبحانه:" وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ".
الجريري: عنف ليس له ما يبرره
وتقول الباحثة الاجتماعية اعتدال الجريري إن أي تدخل من مدرس أو أي شخص آخر في نمط لباس الطالب يعتبرا عنفا غير مبرر، فالقانون جاء من أجل تنظيم الحريات لا على حسابها.
وأضافت في حديث لـدوت كوم، أن تسريحات الشعر أو لباس البنطال الساحل هي جزء من الحريات الشخصية، موضحة أن صفع الطالب الذي ظهر في الفيديو أمام زملائه الآخرين، سيترك اثار نفسية ومجتمعية سلبية على هذا الطالب.
وأوضحت أن صفع الطالب يقلل من شأنه ، فإذا كان الأب يوبخ ابنه، بعيدا عن أعين أخوته الآخرين كي لا يحط من كرامته، فما بالكم بصفع طالب أمام حشد من الطلبة، مضيفة أنه سيشعر بالعجز عن فعل أي شيء، وهذا ما قد يتسلل إلى الطلبة الآخرين، الذين يعتقدون أنهم سيكون في الموقف نفسه.
واعتبرت الجريري أن صفع الطالب أو ملاحقة شبان بسبب طريقة لباسهم، يولد ردة فعل أعنف، إذ لكل فعل رد فعل اكثر عنفا، وقد يتمثل هذا الفعل في انحرافات سلوكية أكبر، أو أن يمارسوا السلطة على آخرين، بالاعتداء عليهم، كما تمت ممارسة السلطة عليهم.