موسم النبي موسى يشحذ الهمم نحو القدس - عبد الرحمن القاسم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
shقدمت فرق دينية أناشيد ومدائح نبوية ايذانا بافتتاح موسم النبي موسى، وهو تقليد سنوي يقام في موقع المقام الذي يحمل هذا الاسم ويقع بين القدس وأريحا وينطلق هذا العام تحت عنوان 'الطريق إلى القدس'.
ويبعد المقام قرابة ألف متر عن طريق القدس- أريحا، ونحو 200 متر عن المنطقة العسكرية التي يغلقها الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967، والتي تمتد من شمال البحر الميت إلى جنوبه على حدود أراضي عام 1948، وبعمق يتراوح ما بين 10-15 كلم.
ويعود تاريخ المقام، إلى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي، وليس له علاقة بالنبي موسى، الذي لا يعرف له قبرا وفقدت آثاره على جبل نبو في الأردن، وفقا للعهد القديم، ويقع المقام في صحن البناء هو قبر 'سياسي' بناه صلاح الدين الأيوبي عندما كانت الحرب بينه وبين الصليبين سجالا، وكان يطلب من المسلمين المكوث في هذا المكان شهرا وقت أعياد الفصح لدى المسيحيين، لصد أية هجمات يمكن أن يشنها الصليبيون، ولإظهار قوة المسلمين بعد تحرير القدس عام 1187 ميلادية.
ويضم المقام الآن إضافة للقبر والمسجد 360 غرفة وإسطبلات للخيل ومخبزا قديما، وتمتد في الخلاء حوله مقبرة، وعلى بعد كيلو مترا من المقام، يوجد بناء يضم قبر حسن أحمد خليل الراعي الذي خدم المقام وتوفي قبل نحو 300 عام ويعرف باسم (مقام الراعي).
وتشير مصادر تاريخية الى ان قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية قررت في العام 1919، استثمار احتفالات موسم النبي موسى، للتحريض ضد الاحتلال البريطاني الداعم لهجرة اليهود الى فلسطين، وفي العام التالي 1920، خطب في الوفود القادمة من مختلف المناطق زعماء تلك الفترة أمثال موسى كاظم الحسيني وأمين الحسيني، وكان وصول وفد جبل الخليل إلى القدس في ذلك العام الشرارة التي أطلقت ما عرف في التاريخ الفلسطيني المعاصرة بثورة العشرين، توالت بعدها الثورات والهبات الشعبية ضد الظلم والاستبداد الذي تعرض له شعبنا وما زال.
وقال محافظ القدس عدنان الحسيني في افتتاح الفعالية، إن رمزية المكان تدل على وحدة الشعب الفلسطيني الجغرافية والدينية. لافتا إلى أن الاحتلال يحرم شعبنا وأهالنا من ابسط حقوقه بان يمارس شعائره الدينية وحق بالوصول إلى الأماكن الدينية وخاصة في مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
ولفت محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، إلى رمزية المكان الذي يعتبر مع مواسم أخرى كالنبي صالح في رام الله، والمنطار في غزة، والنبي روبين في الرملة، من المواسم التي استحدثت زمن صلاح الدين الأيوبي في نفس الفترة التي تقام فيها أعياد الفصح لدى المسيحيين.
وقال وسام الشويكي ممثل منتدى شارك الشبابي، إن المنتدى يشارك في الفعالية للعام الثاني على التوالي مشددا على أهمية ان يتسلح الشباب المنطلق لغد أفضل بتاريخه وتراثه وقيم وعادات مجتمعه.
رئيس بلدية أريحا محمد جلايطة أكد أن البلدية لن تألوا جهدا في تقديم ما يلزم المقام ضمن اختصاصها والخدمات التي تقدمها.
وكان مدير الأوقاف والشؤون الدينية في محافظة أريحا والأغوار الشيخ نوح الزغاري، قد أكد أهمية المقامات الدينية لدى عموم المسلمين ورمزيتها، وحرص وزارة الأوقاف على الحفاظ عليها وصيانتها وفق أقصى الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة.
وشدد الزغاري في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في مقام النبي موسى، على معاني الدين الحنيف وعلى قضية الأسرى وتضامن الشعب معهم، وتطرق إلى المواقع التاريخية والدينية ومسؤولية الحفاظ عليها من قبل الجميع.
وقدمت فرق البيارق من القدس، والخضر من نابلس، وبيت المقدس من القدس والمحمدية من نابلس، وأصحاب الطريقة الرفاعية والصوفية، ابتهالات دينية ومدائح نبوية، كما تخلل الفعاليات عروض كشفية لفرقة مجموعة أريحا الأولى، وعرض فيلم وثائقي عن أريحا من انتاج وزارة السياحة والآثار إلى جانب عرض مشغولات من الفسيفساء.