سليم الزعنون في الذكرى الـ 25 لاستشهاد 'أبو جهاد'
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يرثي الشهيد بقصيدة بعنوان 'أمير الشهداء'
ودَّعتُ في دربِ الجهادِ خليلاً وحبستُ دمعَ الذِّكرياتِ الأولى
يا منْ ملكتَ من القلوب أعزَّها وأَنًرتَ بالفكرِ السديدِ عقولا
يا حمزةَ الشهداءِ يا رمزَ الفدا إنَّا فقدْنا الصارمَ المصْقولا
قد كنتَ أصغرنا وكنتَ إمامنَا نزهُو ونفخرُ إذْ تقودُ الجِيلا
وسبقْتَنَا في موكبٍ لا ينتهي شهداؤُهُ ما بدَّلوا تبديلا
ملأوا السماءَ بطيفهمْ وبنورِهمْ ولطالما اشتاقوا إليكَ طويلا
يلقاكَ عِندْ الله ِمَنْ سبقوا وهمْ قدْ أكثروا التكبيرَ والتهليلا
قد كنتَ في أفقِ الحياةِ حياتَهمْ واليومَ في الجناتِ صرْتَ وكيلا
لِمَنْ العواصِمُ نكَّستْ أعلامَها؟ عمَّ الوجومُ شآمَها والنِّيلا
المسجدُ الأقصى يَضِجّ ُبأهله والآيات فيه رُتِّلتْ ترتيلا
وترى الكنيسةَ في مهيبِ ثيابِها رُهبانُها قد رنَّموا الإنجيلا
تهتزُّ “رملتُكَ' الحبيبةُ بالأسَى يومَ اعتزمتَ عن الحياةِ رحيلا
وهي التي هاجرتَ منها عُنْوةً وشهدتَ فصْلاً للعذابِ ثقيلا
' وبغزةَ المختارِ' فيضُ مشاعرٍ ذكرتكَ عَهْداً في الشبابِ أصيلا
ما للسَّماءِ دَنتْ إليه نُجومُها وتَعاقَدتْ وتنضدَّتْ إكليلا
هذي الحياةُ بكتْ عليهِ بحُرْقَةٍ وهو الذي وَهبَ الحياةَ جميلا
لِمَنْ الصخورُ تشققتْ وتدافعتْ فوقَ الرُّؤوسِ حجارةً سِجِّيلا
وندورُ في كلِّ الدوائرِ حيرةً لمَّا فقدْنا في المسارِ 'خليلا'
كنتَ الجوابَ وكنتَ فارسَ دَرْبِنا بلْ كنتَ سيفاً للفِدَى مًسْلُولا
أُفقٌ على اليرموكِ غيَّب شمسنا وطوى حبيباً للجهادِ رسولا
يا أيها الشهداءُ هاتوا كأسكم لا عاشَ من رضي الحياةَ ذليلا
ودَّعتُ في اليرموكِ رمزًا قائدًا علماً يرفرفُ بكرةً وأصيلا
دومْاً ستبقى مُلهمًا ومعلمًا إنّ الروايةَ لمْ تتمَ فصولا
إيمانُ حرٍّ وانتصارُ إرادةٍ ونضالُ شعبٍ يَستَقيمُ طويلا
و'حنانُ' نفسٍ بل عقيدةُ مؤمنٍ لم يرضَ يوماً أنْ يموتَ قتيلا
بين الفواجعِ باسمٌ لا يرتضى رَغْمَ الوداعةِ عن حِماكَ بديلا