أكدت وزارة الزراعة اليوم الاربعاء، أن مشكلة نقص الدواجن وارتفاع أسعارها في السوق المحلي ستجد حلا قبل حلول شهر رمضان المبارك، في حين تتجه الوزارة  سريعا بالاتفاق مع وزارة الاقتصاد الوطني ولجان حماية المستهلك على وضع سقف أعلى لأسعاره .

جاءت هذه التصريحات على لسان المكلف من قبل وزارته بالتصريح في الموضوع طارق أبو لبن 'لوفا' وقال: 'نعمل على سياسة لتوفير الدجاج بأسعار عادلة من خلال مسارين، الأول بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الوطني ولجان حماية المستهلك بوضع حد أعلى للسعر وهو 18 شيقل لكيلو الدجاج المنظف، وحوالي 13 شيقل للدجاج بريشه، وبحيث لا يتعارض مع فكرة استمرار عمل القطاع' .

 والمسار الثاني الذي نعمل عليه توفير الدجاج للمستهلك في رمضان خاصة وأنه مصدر البروتين الأول للمواطن، ونحن ندرس آلية لإدخاله واستيراده من إسرائيل بسعر مقبول وجودة معينة حسب احتياج كل محافظة.

وأضاف' ستعمل الوزارة لحل الموضوع من خلال العودة بالإنتاج لسابق عهده، حيث كان إنتاجنا يغطي احتياجنا بالكامل، ولكن الهزات التي تعرض لها هذا القطاع  متأثرا بتقلبات السوق العالمي منذ نهاية العام 2012  حتى اليوم أثرت على إنتاجه بحيث لم يعد يكفي سوى 50% من احتياجات السوق'.

وفسر أبو لبن أسباب تراجع الإنتاج وعزاه إلى  الارتفاع في أسعار الأمهات بنسبة 30% وارتفاع أسعار الصوص بنسبة 50%، حيث وصل سعر الصوص إلى 5 شيقل مترافقا مع ارتفاع عالمي في أسعار الأعلاف، وهو ما دفع المزارعين إلى تخفيض إنتاجهم بسبب ارتفاع معدلات أسعار الإنتاج من الصوص والبيض وأمهات الدجاج'.

وأضاف 'انعكس هذا الأمر بشكل واضح على أسعار الدجاج اللاحم بسبب أن 70% من بيض التفريخ يتحول إلى دجاج لاحم، وأدى إلى تراجع الطاقة الإنتاجية للمفرخات بنسبة 50% حيث كنا ننتج 7.2 مليون بيضة في الشهر لنتراجع إلى 3.3 مليون بيضة.

وقال' نتوجه  لتوفير البيض اللازم لعمل المفرخات بما يوفر لنا العودة لطاقتنا الإنتاجية، ولن نسمح بإدخال بيض يرفع سعر الدواجن، رغم أن المؤشرات تشير إلى ارتفاع الأسعار عالميا'.

وأشار إلى أن السوق المحلي يحتاج 2.5 مليون من أمهات الدجاج شهريا، واحتياجنا الفعلي يصل إلى 5 مليون طير سنويا، لذلك كان عندنا فائض قبل هذه الأزمة.

ويرى رئيس مجلس الدواجن حلمي حنون أن العودة بالإنتاج لما كان عليه الحال لن تكون قبل شهر أيلول المقبل، لأن تربية الأمهات تحتاج إلى ستة أشهر، مع أن المعلومات المتوفرة لدينا أن بيض التفقيس في عمر يوم غير متوفرة  عندنا وفي إسرائيل.

وأعاد الأزمة في ارتفاع الدواجن للنقص  في الإنتاج والذي كنا نغطيه من إسرائيل والتي تشهد بدورها نقصا شديدا في الإنتاج.

 ويعتقد حنون أن هناك إمكانيات لتخفيض الأسعار وتحديها لأن تكلفة كيلو الدجاج المنظف 12 شيقل على المزارع، وان نسب الربح عالية، لافتا الى إعداد المجلس دراسة عن تكلفة الإنتاج بينت أن المزارع يستعيد تكلفة لإنتاج من أرباح السنة الأولى.

وأشار حنون إلى معاناة السوق الفلسطيني في السابق من سياسات الإغراق الإسرائيلي، عازيا ذلك لآليات الإنتاج الإسرائيلي والتي وصفها بالمتكاملة، موضحا أن الحلقة النهائية من الإنتاج عندنا هي الدجاج الحي، بينما الحلقة الأخيرة في الإنتاج الإسرائيلي هي الدجاج المذبوح، والفرق بين هاتين المرحلتين في إسرائيل كبير حيث يتم الانتقال من  حلقة إلى أخرى في الإنتاج بسعر التكلفة والربح في الحلقة النهائية .

ولفت حنون إلى ان انتاجنا من بيض التفقيس يصل فقط 50-60% من حاجتنا، ونستورد الباقي  من تركيا وأمريكا، بعد أن توقفت إسرائيل عن تزويدنا بها لأن إنتاجها لا يكفيها.

ويقول حنون 'الاستثمار في إنتاج بيض التفقيس مكلف للغاية، وإنتاج 60 ألف من أمهات الدجاج يحتاج لاستثمار يصل إلى 3 مليون دولار، على الرغم من انه مربح ومغر، ومن استثمر هذا العام حسب دراساتنا في إنتاج 30 ألف بيضة تفقيس  حقق أرباحا وصلت إلى 2 مليون دولار.

وأضاف 'لا يوجد أمامنا طريق للحفاظ على الأسعار إلا بزيادة الاستثمار في هذا القطاع لفترة معينة لتغطية احتياجاتنا.