نتنياهو...يبعد عن السياسة ليظهر في برنامج فكاهي اسرائيلي
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لقد أصبحت ظاهرة الزعماء في أنحاء العالم الذين يحلون ضيوفاً على برامج الترفيه والتهكم، إلى أمر مألوف ومعتاد. لم تحظ الجماهير الإسرائيلية برؤية رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو خلال السنوات الأخيرة خارج الإطار المعروف من اللقاءات المعهودة مع الشخصيات السياسية. ولكن بالأمس قرر نتنياهو تبني الفكرة، وظهر في البرنامج الكوميدي الساخر، "بلاد رائعة" (ارتس نهدريت) إلى جانب الممثل الإسرائيلي الذي يقوم بتقليد شخصيته.
بعد سنوات من الهجمات والنكت عليه، وصل بالأمس رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "بيبي" إلى مقابلة خاصة في البرنامج الكوميدي الساخر، "بلاد رائعة" الذي يبث في القناة الثانية الإسرائيلية، وذلك بمناسبة يوم الاستقلال. ولقد أظهر رئيسي الحكومة روحاً رياضية، عندما حضر في الاستوديو إلى جانب الممثل "ماريانو ايدلمن" الذي يقوم بتقليد شخصية نتنياهو وحتى أنه أبدى بعضاً من الكوميدية الذاتية.
لقد تحولت "بلاد رائعة" لتصبح في السنوات الأخيرة إلى نوع من الثقافة والترفيه المتفق عليه في الثقافة الإسرائيلية وعالم الترفيه. كذلك الرئيس الأمريكي، براك أوباما، الذي أثبت بأنه على دراية بما يجري في الثقافة الإسرائيلية، ذكرها في خطابه في إسرائيل قبل نحو شهر. وقد ذكر خلال خطابه للإسرائيليين في زيارته الأخيرة بأن "كل الدراما التي كانت بيني وبين صديقي بيبي، على مر سنوات، كانت مجرد مؤامرة لتزويد برنامج "بلاد رائعة" بمزيد من المضامين والفحوى".
يشمل البرنامج، الذي يبث في القناة 2، على الأغلب تطرق بشكل تهكمي وكوميدي لأحداث الساعة في الحلبة السياسية والاجتماعية في إسرائيل من خلال تقليد لشخصيات، مقاطع تمثيلية كوميدية ونكت. وتحاكي صيغة البرنامج نشرة أخبار تلفزيونية حيث تندمج المقاطع التمثيلية وكأنها تقارير، مقابلات وبلاغات متداخلة بشكل متناغم على طول النشرة الإخبارية.
لقد دارت الاتصالات ما بين مكتب نتنياهو وبين منتجي برنامج "بلاد رائعة" لأجل ظهور رئيس الحكومة كضيف في البرنامج، على مدى فترة طويلة وقد بدا أن الحلقة الخاصة التي بثت بالأمس بمناسبة يوم الاستقلال ال-65 لدولة إسرائيل، كفرصة ممتازة لإجراء اللقاء ما بين بيبي الحقيقي وبيبي المقلد.
وقد وصل نتنياهو إلى "استوديوهات هرتسليا" وجلس بالقرب من الممثل المقلد ماريانو، الذي يقوم بتقليد شخصيته، وأجاب على أسئلة العريف بشكل ساخر وتهكمي. ولم يتم تحاشي الأسئلة الصعبة في المواضيع الأهم والأكثر الحاحاً المطروحة على الساحة ومن بينها مستقبل المفاوضات مع الفلسطينيين، اعتذار نتنياهو لأردوغان بسبب أحداث أسطول "مرمرة"، المداولات الصعبة حول ميزانية الدولة، تعيين ليبرمان المتوقع كوزير للخارجية وحتى عن يائير لبيد وزير المالية ونفتالي بنيت وزير الاقتصاد والتجارة اللذان كانا بمثابة خصماه السياسيان حتى قبيل فترة وجيزة.
لقد تعجب مشاهدو البرنامج من رؤية نتنياهو يتعاون مع المقلد ويرد بتهكم على أسئلة العريف، ومع مزيج من الكوميديا الذاتية ويوجه أسهم النقد الساخر إلى خصومه السياسيين ويتهرب من الأسئلة الصعبة. فبخصوص السؤال هل بحسب رأيه سينجح وزير المالية جديد العهد، يائير لبيد، في أن يمرر ميزانية للسنة القادمة، اجب نتنياهو قائلاً "هذا السؤال جدي أكثر من اللازم" وأنه يفضل "أن يناقشه في الفيسبوك" وبهذا تطرق إلى الانتقاد اللاذع الذي وُجه فب الآونة الاخيرة إلى يائير لبيد الذي قليلاَ ما يظهر في لقاءات مع وسائل الاعلام ويفضل أن يشارك متابعيه عبر الفيسبوك بتخبطاته بشان الميزانية الجديدة. كذلك في موضوع المصالحة الإسرائيلية-التركية وحديث الاعتذار الذي أجراه بيبي مع نظيره التركي، وقد طُلب من بيبي أن يتحدث عن ما سار في هذا الحديث فقال: "كنا في المطار قبل إقلاع الرئيس أوباما إلى الأردن، اتصل بأردوغان وقال له بانني أجلس إلى جانبه ومرر لي المكالمة. كان الحديث لطيفاً. ليس أكثر من ذلك..."، وضحك نتنياهو.
إضافة إلى نسبة المشاهدة المرتفعة التي حظي بها البرنامج فقد نال أيضاً نصيبه من الانتقاد من قبل نقاد التلفاز في إسرائيل. وقد نشرت صحيفة يديعوت احرونوت هذا الصباح، زاوية نقد تلفزيوني خاص الذي خاض في المقابلة الخاصة التي منحها رئيس الحكومة لبرنامج "بلاد رائعة" وهذا ما كتب في الزاوية: "برنامج يقاتل على شرعية التهكم والسخرية الخاص به لا يمكنه أن يستضيف... ضحاياه في الانتقاد والتقليد. لقد اختار برنامج "بلاد رائعة" بالأمس ان لا يضحك على نتنياهو، إنما أن يضحك معه، وهذا بالكاد أيضاً، ملمحةً للمشاهدين بأنه لا يوجد ما يخيف في شراستها المزعومة".
كما و نال نتنياهو حظه من الانتقاد التلفزيوني من خلال صحيفة "يديعوت احرونوت"، حيث كتب منتقديه بان النص قد كتب له مسبقاً مع معدي ومنتجي البرنامج وبأنه لم يمكن أي مجهود للسخرية من الشخصية أو من الطريقة: "سوف نتذكر "بيبي" على أنه نتنياهو الذي شغل هذا المنصب لأطول فترة، لكنه لم ينجح ولو للحظة حتى بأن يكون "كوول-على الموضة".
العديد من الكتابات في الفيسبوك، خاضت في مسألة الشرعية التهكمية التي فقدها البرنامج بالأمس وهذا ما كتبه أحدهم: "المقدمون الشرسون جيي لينو، مقدم برنامج المساء"The Tonight Show"، وجون ستيوارت مقدم برنامج"The Daily Show"، كانوا سيعملون "كفتة" من واحد مثل بيبي... ولكن في القناة الثانية اختاروا أن يحافظوا على رونق "رسمي" محترم ولم يمسوا برئيس الحكومة الحالي".
لقد اتخذ برنامج "بلاد رائعة"، الذي ينسب إليه الكثير في إسرائيل كونه برنامجاً تهكميا شرساً الذي ينتقد بشدة كافة الشخصيات على مستوى البلاد، على مستوى الدول العربية (مثل تقليد لشخصيات نصر الله أو بشار الأسد) أو حتى على المستوى العالمي، قراراً بان يبث المقابلة مع رئيس الحكومة بيبي مع المجازفة: هل يستمر البرنامج بشراسته، منتقداً في مسائل الجمهور أو أنه يغير مسلكه ودربه ليصبح برنامجاً يسخر مع الشخصيات السياسية ومنتخبي الجمهور بصدد كل ما يحدث في إسرائيل؟
haلقد أصبحت ظاهرة الزعماء في أنحاء العالم الذين يحلون ضيوفاً على برامج الترفيه والتهكم، إلى أمر مألوف ومعتاد. لم تحظ الجماهير الإسرائيلية برؤية رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو خلال السنوات الأخيرة خارج الإطار المعروف من اللقاءات المعهودة مع الشخصيات السياسية. ولكن بالأمس قرر نتنياهو تبني الفكرة، وظهر في البرنامج الكوميدي الساخر، "بلاد رائعة" (ارتس نهدريت) إلى جانب الممثل الإسرائيلي الذي يقوم بتقليد شخصيته.
بعد سنوات من الهجمات والنكت عليه، وصل بالأمس رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "بيبي" إلى مقابلة خاصة في البرنامج الكوميدي الساخر، "بلاد رائعة" الذي يبث في القناة الثانية الإسرائيلية، وذلك بمناسبة يوم الاستقلال. ولقد أظهر رئيسي الحكومة روحاً رياضية، عندما حضر في الاستوديو إلى جانب الممثل "ماريانو ايدلمن" الذي يقوم بتقليد شخصية نتنياهو وحتى أنه أبدى بعضاً من الكوميدية الذاتية.
لقد تحولت "بلاد رائعة" لتصبح في السنوات الأخيرة إلى نوع من الثقافة والترفيه المتفق عليه في الثقافة الإسرائيلية وعالم الترفيه. كذلك الرئيس الأمريكي، براك أوباما، الذي أثبت بأنه على دراية بما يجري في الثقافة الإسرائيلية، ذكرها في خطابه في إسرائيل قبل نحو شهر. وقد ذكر خلال خطابه للإسرائيليين في زيارته الأخيرة بأن "كل الدراما التي كانت بيني وبين صديقي بيبي، على مر سنوات، كانت مجرد مؤامرة لتزويد برنامج "بلاد رائعة" بمزيد من المضامين والفحوى".
يشمل البرنامج، الذي يبث في القناة 2، على الأغلب تطرق بشكل تهكمي وكوميدي لأحداث الساعة في الحلبة السياسية والاجتماعية في إسرائيل من خلال تقليد لشخصيات، مقاطع تمثيلية كوميدية ونكت. وتحاكي صيغة البرنامج نشرة أخبار تلفزيونية حيث تندمج المقاطع التمثيلية وكأنها تقارير، مقابلات وبلاغات متداخلة بشكل متناغم على طول النشرة الإخبارية.
لقد دارت الاتصالات ما بين مكتب نتنياهو وبين منتجي برنامج "بلاد رائعة" لأجل ظهور رئيس الحكومة كضيف في البرنامج، على مدى فترة طويلة وقد بدا أن الحلقة الخاصة التي بثت بالأمس بمناسبة يوم الاستقلال ال-65 لدولة إسرائيل، كفرصة ممتازة لإجراء اللقاء ما بين بيبي الحقيقي وبيبي المقلد.
وقد وصل نتنياهو إلى "استوديوهات هرتسليا" وجلس بالقرب من الممثل المقلد ماريانو، الذي يقوم بتقليد شخصيته، وأجاب على أسئلة العريف بشكل ساخر وتهكمي. ولم يتم تحاشي الأسئلة الصعبة في المواضيع الأهم والأكثر الحاحاً المطروحة على الساحة ومن بينها مستقبل المفاوضات مع الفلسطينيين، اعتذار نتنياهو لأردوغان بسبب أحداث أسطول "مرمرة"، المداولات الصعبة حول ميزانية الدولة، تعيين ليبرمان المتوقع كوزير للخارجية وحتى عن يائير لبيد وزير المالية ونفتالي بنيت وزير الاقتصاد والتجارة اللذان كانا بمثابة خصماه السياسيان حتى قبيل فترة وجيزة.
لقد تعجب مشاهدو البرنامج من رؤية نتنياهو يتعاون مع المقلد ويرد بتهكم على أسئلة العريف، ومع مزيج من الكوميديا الذاتية ويوجه أسهم النقد الساخر إلى خصومه السياسيين ويتهرب من الأسئلة الصعبة. فبخصوص السؤال هل بحسب رأيه سينجح وزير المالية جديد العهد، يائير لبيد، في أن يمرر ميزانية للسنة القادمة، اجب نتنياهو قائلاً "هذا السؤال جدي أكثر من اللازم" وأنه يفضل "أن يناقشه في الفيسبوك" وبهذا تطرق إلى الانتقاد اللاذع الذي وُجه فب الآونة الاخيرة إلى يائير لبيد الذي قليلاَ ما يظهر في لقاءات مع وسائل الاعلام ويفضل أن يشارك متابعيه عبر الفيسبوك بتخبطاته بشان الميزانية الجديدة. كذلك في موضوع المصالحة الإسرائيلية-التركية وحديث الاعتذار الذي أجراه بيبي مع نظيره التركي، وقد طُلب من بيبي أن يتحدث عن ما سار في هذا الحديث فقال: "كنا في المطار قبل إقلاع الرئيس أوباما إلى الأردن، اتصل بأردوغان وقال له بانني أجلس إلى جانبه ومرر لي المكالمة. كان الحديث لطيفاً. ليس أكثر من ذلك..."، وضحك نتنياهو.
إضافة إلى نسبة المشاهدة المرتفعة التي حظي بها البرنامج فقد نال أيضاً نصيبه من الانتقاد من قبل نقاد التلفاز في إسرائيل. وقد نشرت صحيفة يديعوت احرونوت هذا الصباح، زاوية نقد تلفزيوني خاص الذي خاض في المقابلة الخاصة التي منحها رئيس الحكومة لبرنامج "بلاد رائعة" وهذا ما كتب في الزاوية: "برنامج يقاتل على شرعية التهكم والسخرية الخاص به لا يمكنه أن يستضيف... ضحاياه في الانتقاد والتقليد. لقد اختار برنامج "بلاد رائعة" بالأمس ان لا يضحك على نتنياهو، إنما أن يضحك معه، وهذا بالكاد أيضاً، ملمحةً للمشاهدين بأنه لا يوجد ما يخيف في شراستها المزعومة".
كما و نال نتنياهو حظه من الانتقاد التلفزيوني من خلال صحيفة "يديعوت احرونوت"، حيث كتب منتقديه بان النص قد كتب له مسبقاً مع معدي ومنتجي البرنامج وبأنه لم يمكن أي مجهود للسخرية من الشخصية أو من الطريقة: "سوف نتذكر "بيبي" على أنه نتنياهو الذي شغل هذا المنصب لأطول فترة، لكنه لم ينجح ولو للحظة حتى بأن يكون "كوول-على الموضة".
العديد من الكتابات في الفيسبوك، خاضت في مسألة الشرعية التهكمية التي فقدها البرنامج بالأمس وهذا ما كتبه أحدهم: "المقدمون الشرسون جيي لينو، مقدم برنامج المساء"The Tonight Show"، وجون ستيوارت مقدم برنامج"The Daily Show"، كانوا سيعملون "كفتة" من واحد مثل بيبي... ولكن في القناة الثانية اختاروا أن يحافظوا على رونق "رسمي" محترم ولم يمسوا برئيس الحكومة الحالي".
لقد اتخذ برنامج "بلاد رائعة"، الذي ينسب إليه الكثير في إسرائيل كونه برنامجاً تهكميا شرساً الذي ينتقد بشدة كافة الشخصيات على مستوى البلاد، على مستوى الدول العربية (مثل تقليد لشخصيات نصر الله أو بشار الأسد) أو حتى على المستوى العالمي، قراراً بان يبث المقابلة مع رئيس الحكومة بيبي مع المجازفة: هل يستمر البرنامج بشراسته، منتقداً في مسائل الجمهور أو أنه يغير مسلكه ودربه ليصبح برنامجاً يسخر مع الشخصيات السياسية ومنتخبي الجمهور بصدد كل ما يحدث في إسرائيل؟