وداعاً فوزي النمر وتعليقات باسمة- حسن صالح
(1)
اذا فارقت السياسة لغة الوطن،
سينسى اليوم معاني الأمس
ولا يفتح اليوم افاق المجيء للغد
(2)
القدس ليست مكاناً فقط... ولا اسيرة فقط
القدس لغةٌ وقلب... وشفةٌ تشتاق الكلام
القدس معنى الحرية المكتملة
والقدس اكتمال دائرة الإنسان في اكتماله مع الحق والخير في حريته المتصاعدة الى الله
تتساءل القدس... ماذا نعمل ؟؟
(3)
بلعين
ما زالت بلعين فخرنا، مجد الحديث عن مقاومة تمتد، توحد الناس، ترفع المعنى، ترفع العلم كل جمعةٍ، وفي بلعين تفرح وانت ترى علم فلسطين، وكوفيتها المرقطة، تزنر ايادي ورقاب شباب وصبايا خضر وزرق العيون من كل الدنيا،
يهتفون لبلعين، ضد الاحتلال، ولانتصار شعب فلسطين.
وبلعين التي تنهض كل اسبوع، أما آن لنا في القرى والمدن، ان نواصل النهوض معها؟ ولنتذكر انه بالنهوض ستصبح فلسطين الحرة.. قريبة... بل الف قريبة.
فمتى ننهض، او كيف نواصل النهوض؟
(4)
بداية المعرفة قراءة او قراءات لرائعة الصديق الأديب توفيق فياض، رواية «المجموعة 778»، والتي رصدت اداء مجموعة فدائية دوخت الإسرائيليين وهي تضرب في اكثر من مكان، وخاصة في ضرب خزانات النفط في حيفا، وكنت اعتقد ان رغم الرواية، فليس ذلك إلا خيال أديب وكاتب محبٍ كتوفيق فياض. ولكن وبعد فترة وبعد تعرفي على كليهما إكتسبت الحروف لحماً ودماً وبطولة الفعل وعظمة الاداء. ذلك هو الرجل بحجم فوزي النمر، وبحجم اداء الفدائيين في تلك الفترة التي صنعت مجد الثورة الفلسطينية وقدرتها وحضورها الفاعل والآسر...
فوزي النمر، فاطمة البرناوي... جبلا نضال، بارتباطهما وزواجهما كأنهما قالا لنا، إكتمال النضال بالاستمرار والمثابرة، وبالمحبة التي تتحول الى حياةٍ مشتركة «تفرحُ حتى أسوار عكا... كيف لا وعكا بنضالها وبرايات مناضلها فوزي النمر، تتداخل مع روائح القدس الآتية بقناديل فاطمة البرناوي والتي تضيء بزيت الحرية والمجيء»
يا فاطمة، بروح المناضلة التي تتحمل خطوب الحياة، اعرف ان الحب والعشرة مع رجل بحجم فوزي تجعل من الفراق عالماً من الصعوبة بل الف صعب، لكن هو انتِ الصابرة والمتجملة بوطن يظل لكِ هو الحب الأكبر، فلك مزيداً من الصبر، ولفوزي جنة الله، يأتيها شهيداً وشاهداً، يأتيها رجلاً أدى ما عليه، صادقاً، فاضلاً، رائعاً، مخلصاً كبحر عكا... الذي علمه انه لو خاف من البحر ما سكنت عكا بجانبه... «وانتَ رجل المخاطر والثورة، لو خفت يوماً ما أحببت».
حبكما حكاية حياةٍ تستقبل الموت برضا فلسطيني خالص.
(5)
اما في الربيع فيصبح للجبال وللارض في فلسطين صوت وثوب، وموسيقى، واحاسيس، ولغة، وخضرة ووتريات، تصبح الأرض رسالة وجد عاشقة للفلسطيني الإنسان، الذي لا يملك الا ان يقول، آه هذا الجمال البدوي، الغجري، الفلسطيني، الإنساني، الرباني، المتكلم بالمغنى... يا آه ٍ، ما اجمل هذه الأرض!
ما اروع هذا المكان!
وانا... لم استطع الا ان اركض الى الخضرة، اخذ الف صورة، ولكن ضبطت قلبي فرحاً كأنه طفل البراءة في عثوره على المعنى الخالد للحياة.
الآن ادعوك لماذا تتركين سر الحياة في هذا المكان، سر الدنيا... وسر الحياة
(6)
لك
الآن... اعرف لماذا احببتك
هل من علانية بين هواك وفرح الجبل...
وضحكة الربيع في بلادي.
(7)
الأمال والناس
يحاول البعض فكراً او سلوكاً، ان يصدر لنا اننا ضعاف ولا حول لنا.. ولا قوة, ولا نملك الا ان نقبل ما يخطط لنا الآخرون؟ اقول: مثل هذا الفكر وهذا البعض، لم ولن يعرف تاريخ هذا الشعب ولا تاريخ الإنسانية، فالتاريخ يقول لنا ان لا ظلم يبقى... وان العدل والحق هما الأبقى.
وتقول تجربة فلسطين، انها تنهض كل بضع من السنوات... وانها تؤمن بأن النهوض هو دلالة الحياة...
فمن يتذكر.. يعرف ان للطريق رجالا
وان.. للأمل رجالا...
ويحضرني قول مهم للشهيد كمال عدوان في احد كتبه المهمة... «نحن نعيش بآمالنا فنحولها حقائق... وهم يعيشون بيأسهم فيستسلمون».
... يا صديقي لنعرف كيف نحيا بآمالنا...
والأهم كيف نحولها حقائق...