موسم الخيار موعد الرزق - لورين زيداني
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
تجالس أم نزار أحفادها، في ظل خيمة نصبتها مع باقي أفراد عائلتها الستة، ليستقروا فيها مدة ستين يوما متتالية، قادمين من قرية اليامون في جنين، للعمل في قطف ثمار الخيار في سهل سميط بنابلس.
تحدثنا أم نزار وفي حجرها حفيدها الرضيع قائلة: 'جئنا من قضاء جنين لنقطف الخيار. ماذا سنفعل ؟ نحتاج مصروفا للأولاد، نعمل من أجل توفير لقمة العيش'.
مع بداية شهر نيسان (أبريل) تبدأ حوالي خمسة الآف عائلة بالتوافد إلى السهل، للمشاركة في موسم قطف الخيار على مدار شهرين، أي حتى نهاية شهر حزيران (يونيو)، فتصبح تجمعات خيام العاملين في السهل حتى نهاية الموسم متناثرة في جوانب مساحة أكثر من ثلاثة الآف دونم مزروعة بمحصول الخيار.
يتنقل لؤي السمودي بين شتلات الخيار الخضراء اليانعة، يختار الصغير منها وينقلها من أحضان الأرض إلى أكياس التجميع بكل العناية الممكنة، فهو يعمل مع أسرته في موسم الخيار للسنة الرابعة على التوالي، ويشكل هذا الموسم مصدراً أساسيا للدخل، حيث يحصل على ما نسبته 30 % من المحصول.
يقول السمودي: 'نحن من اليامون، نمكث في هذا السهل مدة شهرين، ننصب خياما ونعمل في جني محصول الخيار، نرتب أمورنا ونحضر كل ما يلزمنا من حاجيات قبل القدوم'.
ينتج الخيار ما يقدر بـ 4 إلى 6 أطنان يوميا للدونم الواحد، أي ما مجموعه 125 ألف طن سنويا، يخصص جله لمصانع التخليل، تذهب 10 % منها إلى المصانع الفلسطينية، وما يتبقى يرسل إلى المصانع الإسرائيلية داخل الخط الأخضر.
سمير الحمود من قرية واد الفارعة في نابلس، يرى أن الخيار أحد أبرز المحاصيل الاستراتيجية في المنطقة، فالطقس ملائم لزراعته في تربة سهل سميط الخصبة، وهذا كفيل بجعل المحصول مناسباَ لصناعة المخلل، ومقبولا سواء في السوق المحلية أو الخارجية.
ويعتقد الحمود الذي يمتلك ما يزيد على 1000 دونم من أراضي السهل؛ أن التجار الوسطاء مع الجانب الإسرائيلي يتلاعبون بالأسعار.
من جهته يؤكد مدير زراعة نابلس محمد فطاير، أن دور مديرية الزراعة قائم على جولات الإرشاد المستمرة إلى المنطقة، توجيها للمزارعين ضد الآفات وفي مجالات الري والتسميد.
ويعتبر الخيار واحدا من ثلاثة محاصيل زراعية إلى جانب البطاطا و البصل، ما يجعل منطقة سهل سميط في منطقة الأغوار الوسطى البالغ مساحتها أكثر من 12 ألف دونم؛ جزءا أساسيا من سلة فلسطين الغذائية.