صور- "المسخوطون" .. أسطورة الخليل المجهولة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
الحال": "كنت صغيراً حينما قصت علينا أمي حكاية "المسخوطين" الذين تجرؤوا وأهانوا (الخبز)، فحولهم الله إلى حجارة لا زالت قائمة حتى الآن في منطقة سميت باسمهم في قرية الصرة14 كم إلى الجنوب من مدينة الخليل.
من يومها وأنا أحترم الخبز بطريقة مختلفة عن احترامي لأي "نعمة" أخرى، خوفاً من سخط الله".
هذه الكلمات كانت شبه متكررة عند أغلب شباب الصرة الجامعيين، عند سؤالهم عن "المسخوطين".
جريدة "الحال" الصادرة في جامعة بيرزيت، زارت المنطقة التي يعتقد أهل قرية الصرة أن الله سخط قوماً فيها، وقابلت مجموعة من أهلها للتعرف على المسخوطين وقصتهم.
تقول الرواية الشفوية أن جماعة قبل مئات السنين كانوا يزفون أحد أبنائهم إلى ابنة من قرية مجاورة. وكعادة أهل القرية في ذلك العصر، فقد جلست العروس في هودجها على ظهر جمل، وتبعتها النساء بزغاريدهن، وأهازيجهن.
كان العرس سيتم على خير لو لم تقدم إحدى النساء المشاركات في العرس على تنظيف ابنها الصغير بقطعة من الخبز؛ لأنها لم تجد شيئا آخر تنظف به صغيرها.
ما إن فعلت المرأة فعلتها، حتى أنزل الله غضبه على كل من كان موجوداً في العرس، فحولهم إلى صخورٍ ضخمة بقيت حتى اليوم شاهدة على جريمة انتهاك حرمة وقيمة الخبز والنعمة.
هذا ملخص القصة التي يتناقلها أهل "الصرة"، من جيل لأخر. وهذا ما تخوف به النساء في القرية أطفالهن؛ فيا ويل طفل إن لم يحترم رغيف الخبز أو حتى قطعة الخبز مهما كانت صغيرة.
إمام المسجد في القرية الشيخ أبو علي، قال إنه لا يؤمن بهذه "الخرافة"، فالله لا يمكن أن "يسخط" قوما لا ذنب لهم إلا أن صاحبتهم أهانت الخبز، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية صون النعمة وتقديرها.
وقال الشيخ: "ما يستفاد من هذه الخرافة هو حض الأطفال على احترام الخبز لأنه من المقومات الأساسية للحياة، وقديماً كانت العائلة تتمنى أن تشبع من الخبز، لقلة ما باليد، ولصعوبة الحال، فكان الأهل يقسمون رغيف الخبز بين أطفالهم، ولا يكاد الطفل يشبع حتى من رغيف الخبز".
الحاج أبو ياسر، صاحب قطعة الأرضالتي تحتوي على تماثيل "المسخوطين" قال إن قصتهم حقيقية، وقد تناقلها أجداده وحدثه بها والده، لذلك فهو لن يسمح لأحد بالمساس بهؤلاء المسخوطين لكي يبقوا عبرة لغيرهم.
وقال الحاج أبو ياسر: "حاولنا تكسير بعض الصخور لتعمير الأرض ولكن لم تنجح كل محاولاتنا، لذلك فقد زاد إيماني بهذه القصة".
الشاب محمود في الصف الأول الثانوي العلمي، قال إن قصة "المساخيط" حقيقية، وإن شكل الحجارة يدلل على ذلك، إذ أن إحدى الحجارة يشبه الجمل، وبعضها يشبه البشر، حتى أن شكل العروس والعريس واضحين.
وقال محمود إن كل المحاولات لإزاحة "المسخوطين" باءت بالفشل، ولم تتمكن أي آلية من تدمير الصخور، وهو ما يدلل على أن هذه الصخور ما هي إلا تماثيل للمسخوطين.
رائد سلامة، طالب جامعي يدرس الرياضيات، قال إنه لا يفكر بحقيقة هذه القصة، طالما أن الدرس المستفاد منها قد تحقق، فبعد رسوخ قصة المساخيط في عقول الأطفال والشباب في القرية فإنهم حتما سيحترمون نعمة الخبز وأي نعمة أخرى. وأضاف رائد أن عدم احترام النعمة سيجلب سخط الله، وليس شرطا أن يكون بتحويل المذنب إلى حجر، فيمكن أن يحرمنا الله من النعمة، وهذا من أشد العقاب.
أحد سكان البيوت المجاورة للمسخوطين قال إن صخور المسخوطين لا مثيل لها في المنطقة كلها، وهي عملاقة ولا يمكن لأحد إزاحتها، وهذا دليل آخر على أن هناك شيئاً غريباً وأن هذه الصخور لها قصة عجيبة.
حكاية "المسخوطين" ستبقى راسخة في عقول أهل الصرة ومؤثرة على تصرفاتهم واحترامهم للخبز، حتى ولو اقتنعوا بأن الصخور التي يشاهدونها لا تمت لما سمعوه من أجدادهم بشيء.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.630734236955373.1073742102.307190499309750&type=1
zaالحال": "كنت صغيراً حينما قصت علينا أمي حكاية "المسخوطين" الذين تجرؤوا وأهانوا (الخبز)، فحولهم الله إلى حجارة لا زالت قائمة حتى الآن في منطقة سميت باسمهم في قرية الصرة14 كم إلى الجنوب من مدينة الخليل.
من يومها وأنا أحترم الخبز بطريقة مختلفة عن احترامي لأي "نعمة" أخرى، خوفاً من سخط الله".
هذه الكلمات كانت شبه متكررة عند أغلب شباب الصرة الجامعيين، عند سؤالهم عن "المسخوطين".
جريدة "الحال" الصادرة في جامعة بيرزيت، زارت المنطقة التي يعتقد أهل قرية الصرة أن الله سخط قوماً فيها، وقابلت مجموعة من أهلها للتعرف على المسخوطين وقصتهم.
تقول الرواية الشفوية أن جماعة قبل مئات السنين كانوا يزفون أحد أبنائهم إلى ابنة من قرية مجاورة. وكعادة أهل القرية في ذلك العصر، فقد جلست العروس في هودجها على ظهر جمل، وتبعتها النساء بزغاريدهن، وأهازيجهن.
كان العرس سيتم على خير لو لم تقدم إحدى النساء المشاركات في العرس على تنظيف ابنها الصغير بقطعة من الخبز؛ لأنها لم تجد شيئا آخر تنظف به صغيرها.
ما إن فعلت المرأة فعلتها، حتى أنزل الله غضبه على كل من كان موجوداً في العرس، فحولهم إلى صخورٍ ضخمة بقيت حتى اليوم شاهدة على جريمة انتهاك حرمة وقيمة الخبز والنعمة.
هذا ملخص القصة التي يتناقلها أهل "الصرة"، من جيل لأخر. وهذا ما تخوف به النساء في القرية أطفالهن؛ فيا ويل طفل إن لم يحترم رغيف الخبز أو حتى قطعة الخبز مهما كانت صغيرة.
إمام المسجد في القرية الشيخ أبو علي، قال إنه لا يؤمن بهذه "الخرافة"، فالله لا يمكن أن "يسخط" قوما لا ذنب لهم إلا أن صاحبتهم أهانت الخبز، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية صون النعمة وتقديرها.
وقال الشيخ: "ما يستفاد من هذه الخرافة هو حض الأطفال على احترام الخبز لأنه من المقومات الأساسية للحياة، وقديماً كانت العائلة تتمنى أن تشبع من الخبز، لقلة ما باليد، ولصعوبة الحال، فكان الأهل يقسمون رغيف الخبز بين أطفالهم، ولا يكاد الطفل يشبع حتى من رغيف الخبز".
الحاج أبو ياسر، صاحب قطعة الأرضالتي تحتوي على تماثيل "المسخوطين" قال إن قصتهم حقيقية، وقد تناقلها أجداده وحدثه بها والده، لذلك فهو لن يسمح لأحد بالمساس بهؤلاء المسخوطين لكي يبقوا عبرة لغيرهم.
وقال الحاج أبو ياسر: "حاولنا تكسير بعض الصخور لتعمير الأرض ولكن لم تنجح كل محاولاتنا، لذلك فقد زاد إيماني بهذه القصة".
الشاب محمود في الصف الأول الثانوي العلمي، قال إن قصة "المساخيط" حقيقية، وإن شكل الحجارة يدلل على ذلك، إذ أن إحدى الحجارة يشبه الجمل، وبعضها يشبه البشر، حتى أن شكل العروس والعريس واضحين.
وقال محمود إن كل المحاولات لإزاحة "المسخوطين" باءت بالفشل، ولم تتمكن أي آلية من تدمير الصخور، وهو ما يدلل على أن هذه الصخور ما هي إلا تماثيل للمسخوطين.
رائد سلامة، طالب جامعي يدرس الرياضيات، قال إنه لا يفكر بحقيقة هذه القصة، طالما أن الدرس المستفاد منها قد تحقق، فبعد رسوخ قصة المساخيط في عقول الأطفال والشباب في القرية فإنهم حتما سيحترمون نعمة الخبز وأي نعمة أخرى. وأضاف رائد أن عدم احترام النعمة سيجلب سخط الله، وليس شرطا أن يكون بتحويل المذنب إلى حجر، فيمكن أن يحرمنا الله من النعمة، وهذا من أشد العقاب.
أحد سكان البيوت المجاورة للمسخوطين قال إن صخور المسخوطين لا مثيل لها في المنطقة كلها، وهي عملاقة ولا يمكن لأحد إزاحتها، وهذا دليل آخر على أن هناك شيئاً غريباً وأن هذه الصخور لها قصة عجيبة.
حكاية "المسخوطين" ستبقى راسخة في عقول أهل الصرة ومؤثرة على تصرفاتهم واحترامهم للخبز، حتى ولو اقتنعوا بأن الصخور التي يشاهدونها لا تمت لما سمعوه من أجدادهم بشيء.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.630734236955373.1073742102.307190499309750&type=1