مؤرخ عالمي: لا أحد يمنح إسرائيل ومواطنيها الشرعية إلا الفلسطينيون
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
sh أقامت سفارة فلسطين، بالتعاون مع البيت العربي في العاصمة الإسبانية مدريد، ندوة فكرية للمؤرخ ايلان بابيه رئيس المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية في جامعة إكستر– بريطانيا، تحت عنوان 'محاكاة للسلام في فلسطين'، ضمن فعاليات إحياء الذكرى الخامسة والستين للنكبة الفلسطينية.
وقام مدير عام البيت العربي السفير إدواردو لوبيث بتقديم المؤرخ بابيه واستعرض سيرته الذاتية، تلاه سفير فلسطين كفاح عودة، الذي قال إننا في فلسطين نريد سلاما عادلا ودائما، ونحن لسنا ضد اليهود بل ضد الصهيونية والسياسة الاستعمارية والاستيطانية التي تقوم بها دولة إسرائيل، ونحن في فلسطين نعيش منذ الأزل، يهود ومسيحيون ومسلمون، في تناغم وانسجام لولا هذه الهجمة الاستيطانية التي تمثلها الحركة الصهيونية في أيامنا هذه.
وعن سيرة المؤرخ بابيه، قال إنها غنية بالكتب والمؤلفات التي وصل عددها إلى 15 كتابا، منها 'التطهير العرقي في فلسطين' الذي يتحدث عن النكبة والتطهير العرقي عام 1948، وهو من وحي الوثائق التي تعود لدولة إسرائيل وأرشيفها وليس من عندنا، وكتابه الذي يحمل عنوان 'تاريخ فلسطين الحديث: أرض واحدة وشعبان'، وكتاب آخر يحمل عنوان 'غزة في أزمة' قام بتأليفه مع المفكر ناعوم تشومسكي، وغيرها من الكتب والمؤلفات.
وأضاف السفير عودة: إن شهادة البروفسور بابيه تعتبر مثالا حيا على ما يجري وما جرى ضد شعبنا الفلسطيني من ظلم واضطهاد، مشيرا في الوقت نفسه إلى المخاطر التي تحف بحل الدولتين نتيجة السياسات الإسرائيلية الحالية، وأن هذا الحل أصبح في خطر.
من جانبه، قام المؤرخ بابيه بتحليل للجهود التي تبذل منذ العام 1967 من أجل السلام، والادّعاءات الكاذبة التي تجاهلتها الإستراتيجية الإسرائيلية فيما يتعلق بالأرض الفلسطينية.
وقال: إن مؤسسي إسرائيل أرادوها دولة يهودية وديمقراطية، فهل يستوي هذان الأمران؟ مشيرا في الوقت نفسه إلى أن العلاقة القائمة حاليا بين نظام الحكم في إسرائيل والفلسطينيين ليست موضوع ترف علوم سياسية من حيث حل دولة واحدة أو دولتين، بل يكمن في أن هذا النظام هو استعماري عنصري واحتلالي يقوم على التطهير العرقي للسكان الأصليين، ويجب أن يكون هناك تغيير في هذه العلاقة والتركيبة حتى يتم التوصل لحل.
وأضاف المؤرخ بابيه: إن الوحيد الذي يمنح إسرائيل ومواطنيها الشرعية هو الفلسطيني فقط ولا أحد غيره، لا الأمم المتحدة ولا الولايات المتحدة ولا حتى العالم أجمع، خاصة أن سياسات الحكومات الإسرائيلية وخاصة حكومة بنيامين نتنياهو أوصلتهم إلى العزلة وحالة من عدم الطمأنينة بأن وجودهم شرعي.
واستعرض بابيه بشكل مفصل الأحداث منذ العام 1948، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت تركز في سياستها منذ إنشائها ومن خلال حروبها التي خاضتها، على حلول جغرافية دون ديمغرافيا، أي أنها تريد التوسع دون أن يكون هناك سكان في الأراضي التي تستولي عليها، أي أنها تلجأ إلى التطهير العرقي وطرد الفلسطينيين إلى الدول المجاورة.
وقال: لم أرَ على مر التاريخ مظلمة مثل هذه، حيث إن أقل من ثُلث السكان قبل عام 1948 يطرد أكثر من 90 بالمائة من السكان الأصليين ويحل محلهم.
وأشار إلى حل الدولتين الذي ولد قبل أوسلو بسنوات، قائلا إنه مات منذ زمن، وأنا وعدد كبير من المثقفين ومؤسسات المجتمع المدني والنشطاء نؤمن بحل دولة واحدة ديمقراطية وعلمانية تقوم على العدل والمساواة، تضمن حقوق كافة مواطنيها ودون عنصرية، هو ما نسعى له، حيث إننا نؤسس لمجتمع مدني وقواعد ثابتة له.
وأشار إلى أنه بصدد إعداد كتاب عن حرب عام 1967، وخاصة بعد أن تم فتح وثائق هذه الحقبة أمام الجميع. وفي إشارته إلى حق العودة للاجئين، قال إنه حق فردي ولا يستطيع أي أحد التنازل عنه مهما طال الزمان.
وتناول المؤرخ في معرض حديثه المضايقات والصعاب التي يتعرض لها هو وغيره ممن يرفضون الفكر الصهيوني في إسرائيل، وكيف تم تضييق الخناق عليهم ومنعهم حتى من التدريس في الجامعات.
وحضر الندوة أعضاء السلك الدبلوماسي العربي، وأبناء الجالية الفلسطينية، وكوادر السفارة، بالإضافة إلى عدد من منظمات المجتمع المدني، وممثلي الأحزاب وجمهور غفير من المهتمين بالشأن الفلسطيني.