أبو بسام وحكاية الهجرة من اسدود
الراحل ابو وسام
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بين ثياب الراحل الحاج ابو بسام حميد، لا تزال عائلته تحتفظ بعكاز بني اللون، يحفظ أسرار وخبايا الهجرة الفلسطينية من اسدود، التي يشهد عليها مفتاح الدار، وكواشين الأرض، والثياب، وكل ما ورثه الراحل أبو بسام، عن والده.
وتقول الابنة الأكبر للحاج أبو بسام، المسنة أم شحادة لـ القدس دوت كوم: حمل أبي متاع ديوان اسدود، من الكواشين، والأوراق الثبوتية لكامل أراضي اسدود، والبكارج، المحماسة، الهاون، ومفتاح الدار بعد أن كان يملك 850 دونما تعود له ولأفراد عائلته، ليستأجر الأراضي من ملاك غزة، ليزرعها وليحصد هو وأبناء عشيرته ما يكفي لقوت يومهم وأبنائهم .. قبل أن يتملكها الإسرائيليون وينهبون خيراتها.
وتضيف: بدأت حكايتنا بحكاية 450 مسلحا، من بينهم 150 من أبناء عشيرة (حميد) الذين باعوا حليَّ زوجاتهم أو بعضاً من أراضيهم ليدافعوا عما تبقى من أراضيهم التي كانت تمثل بالنسبة لهم عرضهم وشرفهم وكرامتهم.
وتشير وقد وضعت إلى جانبها عكاز والدها الذي لازمه على مدار سنوات عمره، الى نصر حققه من وصفتهم بـ "الأبطال" بعد أن نجحوا في فك الحصار عن أهالي قرية "برير" بعد قتال عنيف، وتقول: "غدر المحتلون بأبطالنا وباغتوهم على أعتاب اسدود بكمين اقامته قوات الهاجانا فاستشهد 3 شبان، ثم سقط خمسة شهداء بالقرب من دوار المجدل في كمين آخر استهدف مجموعة من التجار الذين خرجوا ليجلبوا مواد غذائية لسكان البلدة، حيث اشتد الجوع فيها والمرض مع تسارع عجلة الحرب وزيادة المهاجرين.
وحسب ام شحادة ان اسدود كانت تُعرف بين الفلسطينيين ببلدة "السبعين بئر ماء"، وقد استقبلت أكثر من 14 ألفاً من مهاجري يافا وقراها، واللد والرملة، وان كل آبار البلدة توقفت عن ضخ المياه إلا "ماتور" الماء الخاص ببيارة (حميد) الذي ما إن علمت به قوات الاحتلال حتى قصفته بالقذائف عدة مرات خلال ساعات ما أدى لاستشهاد 35 فلسطينيا، ثم هاجمنا الإسرائيليون في السادس والعشرين من تشرين اول أكتوبر عام 1948، وزحفت جموعٌ غفيرة من سكان البلدة والقرى المحيطة بها إلى غزة.
وبمرور سنوات طويلة من النكبة نجح الراحل أبو بسام ونجله، عبد البديع، الذي أصبح مختار عشيرة حميد في غزة بعد وفاة والده، من زيارة اسدود عشرات المرات، كان آخرها كان عام 1990. وفقا لما قال نجله عبد البديع" لـ القدس دوت كوم، مشيراً إلى أنه بكى حين رأى بلدته الأصلية أول مرة تمكن فيها من الدخول إليها، وأنه زارها منذ عامين لآخر مرة خلال تواجده في الضفة الغربية، بعد أن دفع أموالا لأحد السائقين من فلسطينيي الداخل لنقله الى أسدود لساعة واحدة فقط.
وقال: "انه شعور لا يمكن وصفه، أن تزور بلدك وأرضك ومنزل عائلتك الذي لا زالت جدرانه قائمة، وما زال حنينه في قلبي، ولن أنسى كل قطعة أرض زرتها في أسدود، حتى أنني نجحت في إحدى المرات التي زرتها مع والدي في التسعينات، من نقل بعض البرتقال والبطيخ لغزة، وقام أبنائي بوضعها قرب قبر جدتهم، ولا زالت قهوة (غبن) قائمة مكانها على الشارع العام في البلدة"، موضحا أن "قهوة غبن" الموجودة الآن في مخيم الشاطئ للاجئين تعود لصاحب ذات القهوة التي كانت قائمة في اسدود.
zaبين ثياب الراحل الحاج ابو بسام حميد، لا تزال عائلته تحتفظ بعكاز بني اللون، يحفظ أسرار وخبايا الهجرة الفلسطينية من اسدود، التي يشهد عليها مفتاح الدار، وكواشين الأرض، والثياب، وكل ما ورثه الراحل أبو بسام، عن والده.
وتقول الابنة الأكبر للحاج أبو بسام، المسنة أم شحادة لـ القدس دوت كوم: حمل أبي متاع ديوان اسدود، من الكواشين، والأوراق الثبوتية لكامل أراضي اسدود، والبكارج، المحماسة، الهاون، ومفتاح الدار بعد أن كان يملك 850 دونما تعود له ولأفراد عائلته، ليستأجر الأراضي من ملاك غزة، ليزرعها وليحصد هو وأبناء عشيرته ما يكفي لقوت يومهم وأبنائهم .. قبل أن يتملكها الإسرائيليون وينهبون خيراتها.
وتضيف: بدأت حكايتنا بحكاية 450 مسلحا، من بينهم 150 من أبناء عشيرة (حميد) الذين باعوا حليَّ زوجاتهم أو بعضاً من أراضيهم ليدافعوا عما تبقى من أراضيهم التي كانت تمثل بالنسبة لهم عرضهم وشرفهم وكرامتهم.
وتشير وقد وضعت إلى جانبها عكاز والدها الذي لازمه على مدار سنوات عمره، الى نصر حققه من وصفتهم بـ "الأبطال" بعد أن نجحوا في فك الحصار عن أهالي قرية "برير" بعد قتال عنيف، وتقول: "غدر المحتلون بأبطالنا وباغتوهم على أعتاب اسدود بكمين اقامته قوات الهاجانا فاستشهد 3 شبان، ثم سقط خمسة شهداء بالقرب من دوار المجدل في كمين آخر استهدف مجموعة من التجار الذين خرجوا ليجلبوا مواد غذائية لسكان البلدة، حيث اشتد الجوع فيها والمرض مع تسارع عجلة الحرب وزيادة المهاجرين.
وحسب ام شحادة ان اسدود كانت تُعرف بين الفلسطينيين ببلدة "السبعين بئر ماء"، وقد استقبلت أكثر من 14 ألفاً من مهاجري يافا وقراها، واللد والرملة، وان كل آبار البلدة توقفت عن ضخ المياه إلا "ماتور" الماء الخاص ببيارة (حميد) الذي ما إن علمت به قوات الاحتلال حتى قصفته بالقذائف عدة مرات خلال ساعات ما أدى لاستشهاد 35 فلسطينيا، ثم هاجمنا الإسرائيليون في السادس والعشرين من تشرين اول أكتوبر عام 1948، وزحفت جموعٌ غفيرة من سكان البلدة والقرى المحيطة بها إلى غزة.
وبمرور سنوات طويلة من النكبة نجح الراحل أبو بسام ونجله، عبد البديع، الذي أصبح مختار عشيرة حميد في غزة بعد وفاة والده، من زيارة اسدود عشرات المرات، كان آخرها كان عام 1990. وفقا لما قال نجله عبد البديع" لـ القدس دوت كوم، مشيراً إلى أنه بكى حين رأى بلدته الأصلية أول مرة تمكن فيها من الدخول إليها، وأنه زارها منذ عامين لآخر مرة خلال تواجده في الضفة الغربية، بعد أن دفع أموالا لأحد السائقين من فلسطينيي الداخل لنقله الى أسدود لساعة واحدة فقط.
وقال: "انه شعور لا يمكن وصفه، أن تزور بلدك وأرضك ومنزل عائلتك الذي لا زالت جدرانه قائمة، وما زال حنينه في قلبي، ولن أنسى كل قطعة أرض زرتها في أسدود، حتى أنني نجحت في إحدى المرات التي زرتها مع والدي في التسعينات، من نقل بعض البرتقال والبطيخ لغزة، وقام أبنائي بوضعها قرب قبر جدتهم، ولا زالت قهوة (غبن) قائمة مكانها على الشارع العام في البلدة"، موضحا أن "قهوة غبن" الموجودة الآن في مخيم الشاطئ للاجئين تعود لصاحب ذات القهوة التي كانت قائمة في اسدود.