'طابو شمسي' تحول لكرت لجوء أبدي - أسيل الأخرس
الحاج محمد عليان وشاهر الخطيب
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لم يتركوا لي شيئا أورثه لأحفادي سوى قصص نضال هذا الشعب، ورسم صورة عن البلاد التي أتمنى أن ينعموا بالحياة فيها'، هذا ما قاله الحاج محمد عليان (87 عاما) من قرية البرج بمحافظة اللد، والتي بنت إسرائيل على أراضيها مستوطنة 'مودعيم'.
shلم يتركوا لي شيئا أورثه لأحفادي سوى قصص نضال هذا الشعب، ورسم صورة عن البلاد التي أتمنى أن ينعموا بالحياة فيها'، هذا ما قاله الحاج محمد عليان (87 عاما) من قرية البرج بمحافظة اللد، والتي بنت إسرائيل على أراضيها مستوطنة 'مودعيم'.
عايش عليان النكبة وكان في عامه 22 ويقول 'انضممت أنا و9 من شبان القرية للقتال إلى جانب 30 من القوات العربية رغم شح السلاح والذخيرة، وقالوا لنا لن نستطيع الصمود أمام الإسرائيليين ولا نملك السلاح دعونا نستسلم'.
ويضيف، 'لقد كنا نملك الكثير من الأراضي، وقسمت أراضي البلدة البالغة مساحتها 10800 دونم على الفلاحين في القرية بطابو شمسي'.
وأضاف عليان، 'لقد كنا نسمع عن المجازر التي تقترفها العصابات الإسرائيلية في القرى والمدن المجاورة والتي يبلغ عددها 531 بمحافظة اللد، ما دفع الأسر في القرية إلى المغادرة بحثا عن الأمان وبأمل أن تنجح القوات العربية في صد الهجوم التي تتعرض له قرانا، فيما رفض 4 من كبار السن مغادرتها واستشهدوا فيها'.
ويقول عليان والذي تستطيع أن ترى فلسطين كلها في عيونه، 'كانت أياما جميلة، في يوم جاء القائد عبد القادر الحسيني وخطب بالمقاتلين في قرية جمزو بمحافظة الرملة، وحثنا على الصمود والدفاع عن فلسطين'.
ويقول الحاج عليان الذي رسمت النكبة واللجوء تجاعيد وجهه، 'غادرت عائلتي البرج واتجهت إلى كفر نعمة ورمون والطيبة ثم إلى مخيم قلنديا'.
ويضيف، 'بعد 5 سنوات من الهجرة زرت البرج وكانت إسرائيل قد أحرقت الأراضي الزراعية والمنازل ودمرتها تدميرا شاملا بعد مغادرتنا لها بأربعة أعوام'، ويواصل قائلا 'أذهب الآن لأرى البرج من تلال صفا المطلة عليها'.
'وبما أنني لم أعش في البرج فأنا أتمنى أن أدفن بها فلا أعرف غيرها وطنا'، هكذا اختتم عليان حديثه عن قريته وعن ماض مؤلم لا يمكن لكلمة نكبة أن تختزله .
أما شاهر الخطيب 72 عاما، فهو أب لـ11 ابنا وابنة وجد لأربعين حفيدا من ذات القرية والذي غادرها قسرا وهو في الثامنة من العمر، ويقطن على بعد أمتار من الحاج محمد عليان، يصف لنا رحلة شقائه، 'إسرائيل قامت بإغلاق ثلاث جهات من القرية وفتحوا جهة واحدة وهي جهة الأردن فخرجنا إلى بيت عور، التي تقف عندها الحرب بحسب الهدنة، سكنا تحت الأشجار في عين عريك وعندما حل الشتاء دخلنا الكهوف حيث جاورنا الحيوانات البرية وكانت المأساة عندما غادرنا لعين كينيا فكانت مياه الأمطار والصرف تنزل الوادي فارتفعنا في الجبال فلاحقنا البعوض والحشرات ثم انتقلنا لمخيم قلنديا'.
وعن البرج يقول، 'لم أزرها بعد هجرة 48 بل مررت بها خلال زيارتي لحفيدي المعتقل في سجن مجدو، والغريب أنني لم أجد بها إلا نباتات الصبر وثلاثة قبور لأهل القرية'.
والجدير بالذكر أن عصابات 'الاتسل والارغون والهاغاناه' الإسرائيلية ارتكبت ما يقارب الستين مجزرة هاجر على إثرها 531 قرية وحولتهم للاجئين، وتشير سجلات وكالة الغوث (الأونروا) إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين قد بلغ في نهاية عام 2009 نحو 4.8 مليون لاجئ، وهذه الأرقام تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في 58 مخيما تتوزع بواقع 12 مخيما في لبنان، و10 في الأردن، و9 في سوريا، و27 في الأراضي الفلسطينية، موزعة بواقع 19 في الضفة الغربية و8 في قطاع غزة