حكاية الأسير ضرار: اشتياق ولوعة فراق .. تنطق بكل اللغات
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد أبو عمشة
من شتاء فبراير 2011 في أوكرانيا نبدأ الحكاية .. القطار المتجه الى مدنية كييف العاصمة يسير بسرعته المعهود وسط تساقط الثلوج ، جلس المهندس في أحد حجرة القطار يقرأ كتاباً كان قد اشتراه من المكتبه أمام محطة القطارات يسلي به نفسه حتى موعد الوصول ولقاء أخيه الأكبر يوسف الذي لم يراه منذ 16 عاماً وجاء له خصيصاً من هولندا حيث يقيم يوسف وكله شوق ولهف على رؤياه ...
فُتح باب الحجرة ودخل شخص يحمل ملامحه غليظة مفتول العضلات يلبس الكثير من الملابس جلس على المقعد المجاور ولم يتحدث بكلمة واحدة ، شيء يدعو للغرابة .. اكتفى المهندس بالنظر والمتابعة ثم عاد مسرعاً للقراءة .. بعد لحظات دخل شخص أخر قصير يحمل سجارة بيده هذه المرة جلس وأغلق باب الحجرة .. وعلى عجل أخرج مسدساً من معطفه ووضعه في رأس المهندس ضرار الذي كان منشغلا بالقراءة ..
ملامح الصدمة والاستغراب ظهرت على وجه ضرار من هؤلاء والى اين سيذهبون به ... عزيزي القارئ من هنا بدأت معاناة أسيرنا المهندس ضرار أبو سيسي 43 عاماً من غزة الذي اختطف من قبل الاستخبارات الإسرائيلية من أوكرانيا ، حيث كان يقوم بعمل إجراءات حصوله على الجنسية الأوكرانية كونه متزوج من مواطنة أوكرانية ولديه ستة أبناء، ثم نقل إلى السجون الإسرائيلية بتابوت.
خطف أبو سيسي بالقوة حين أخذ القطار من مدينة خاركوف إلى كييف في أوكرانيا في 18 فبراير 2011 منذ عامين، بحجة الحصول على معلومات تقود لمكان الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط وتهمة تطوير سلاح المقاومة الفلسطينية الأمر الذي نفته فصائل المقاومة وعلاقتها بضرار أبو السيسي وأبقت سلطات الاحتلال عملية الخطف سرية ولم تعترف بوجوده في إسرائيل إلا بعد مرور أسابيع من اختطافه ...
يعانى ضرار من الإهمال الطبي في سجن عسقلان بسبب التعذيب والمعاملة اللانسانية و يعاني من مشاكل في القلب، والربو، والمرارة ومشاكل في المعدة والتنفس وألام في الظهر والدهون وفقد أبو سيسي جزءاً كبيراً من وزنه ويعاني من الصداع النصفي وتفاقمت حالته الصحية بسبب الإهمال الطبي كحال باقي الأسرى في سجون الاحتلال .
وفي حديث مع زوجته فيرونيكا وهي تتحدث العربية قليلا ولكن عند الاشتياق والآلام تنطق بكل اللغات قائلة... زوجي ضرار يتعرض إلي ضغط نفسي وجسدي كبير من قبل إدارة السجون ،يعاني من أمراض مزمنة وخطيرة للغاية يكاد أن يفقد صحته في أي وقت أو أن يصاب بإعاقات دائمة في جسده ...أنا وأولاده لن نراه منذ أن اعتقل فهو يقبع في العزل الانفرادي في مكان لا يري فيه النور ولا يعرف الليل من النهار ولا تاريخ ولا وقت يتلذذون بعزابه وينتقمون منه ويستفردون به ليقتلونه ببطء ...وعندما سألناها " لماذا ضرار لن يخوض إضرابا داخل العزل منذ اعتقاله عسي أن يرضخ الاحتلال لمطالبه ويتم الإفراج عنه " ؟ أجابت قائلة إن خيار الإضراب غير وارد في ذهن ضرار لسوء وضعه الصحي وشدة خطورة الأمراض التي يعاني منها ويتعرض لها ... ضرار أبلغ المحامي عندما زاره داخل السجن قال له لن اقبل أن ادخل في إضراب لإخراجي من مقبرة العزل إلي سجن عيادة الرملة التي هي أشبه بثلاجة الموت أوحتى للحرية بنصف إنسان وإعاقة دائمة .....
وتضيف وأبنائها من حولها والدموع والحزن يطغون على الأجواء... تعرّض ضرار أثناء اعتقاله لتعذيب قاسٍ وحرمان من النوم خلال فترة التحقيق معه، والتي امتدت قرابة 65 يوماً في مركز تحقيق بتحكفا وعسقلان، ناهيك عن التحقيق الميداني الذي أجري معه في الأراضي الأوكرانية على أيدي ضباط المخابرات الإسرائيلية واستخدموا فيه العنف الجسدي لمده تتراوح بين 5 إلى 6 ساعات.
وأكملت فيرونيكا حديثها...تم اعتقال زوجي بطريقة غير اعتيادية بأن يقوم جهاز الموساد الإسرائيلي باختطافه من داخل الأراضي الأوكرانية التي دخلها بشكل رسمي، وذلك بالتنسيق مع السلطات الأوكرانية، وقاموا بترحيله إلى إسرائيل ورغم جميع الاتفاقيات التي أبرمتها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية مع قيادات الأسرى بشأن إنهاء عزل جميع الأسرى , كان أخرها "اتفاق الكرامة" إلا أن ضرار لا يزال في العزل الانفرادي وأيضا يمنع من زيارة المحامي لفترات طويلة...وصلتنا معلومات من المحامي بأن إدارة السجون ستنهي عزل ضرار وسيتم نقله إلى سجن هداريم فرحنا كثيرا أنا وأبنائي لان ذلك قد يخفف من معاناته ووفقا للمعلومات التي وصلتنا فإن الاحتلال وضع شرطا لإنهاء عزل زوجي حيث يمتنع عن الحديث في قصته وما حدث معه نهائيا لوسائل الإعلام .
خيبة أمل تراودها قائلة... إدارة السجون أبلغت جميع المعزولين في عسقلان بأنه سيتم نقلهم إلى السجون الأخرى في الأقسام العادية وتم نقلهم بالفعل إلا أن هناك مشكلة فنية بخصوص ضرار كما زعمت الإدارة فهي لا تريد أن تخرجه بأي حجة كانت فلا يزال ضرار قيد العزل الانفرادي لا زال يعاني الويلات من العزل وفي ظروف صحية صعبة للغاية .
وأضافت...أصبح ضرار يبعث برسائل مناشدة من داخل السجن عن طريق زملاء له تم الإفراج عنهم من ضمنهم الأسير المحرر نسيم مسلم الذي أوصاه ضرار بتقبيل أولاده الستة نيابة عنه خوفا من ألا يراهم مستقبلا،وحملت الرسالة في مضمونها بضرورة متابعة وضعه النفسي والصحي والعمل على إخراجه من العزل في أقرب وقت ممكن خاصة وأن اتفاق إضراب الكرامة الأخير كان ينص على إخراج المعزولين من أقسام العزل بمن فيهم هو .
وناشدت زوجة الأسير ضرار أبو السيسي كل شخص، بغض النظر عن العرق أو الدين، على بذل الجهد وإن كان يستطيع أن يساعد بكلمة أو فعل أو مظاهرة أو منشور بألا يتردد عن ذلك وحملت الحكومة الأوكرانية المسؤولية الكاملة في التقصير في حماية زوجها وبتوفير الحماية للأشخاص الذين خطفوا ضرار والسكوت المريب على اختطافه وطالبت بتقديمهم للعدالة .
zaمحمد أبو عمشة
من شتاء فبراير 2011 في أوكرانيا نبدأ الحكاية .. القطار المتجه الى مدنية كييف العاصمة يسير بسرعته المعهود وسط تساقط الثلوج ، جلس المهندس في أحد حجرة القطار يقرأ كتاباً كان قد اشتراه من المكتبه أمام محطة القطارات يسلي به نفسه حتى موعد الوصول ولقاء أخيه الأكبر يوسف الذي لم يراه منذ 16 عاماً وجاء له خصيصاً من هولندا حيث يقيم يوسف وكله شوق ولهف على رؤياه ...
فُتح باب الحجرة ودخل شخص يحمل ملامحه غليظة مفتول العضلات يلبس الكثير من الملابس جلس على المقعد المجاور ولم يتحدث بكلمة واحدة ، شيء يدعو للغرابة .. اكتفى المهندس بالنظر والمتابعة ثم عاد مسرعاً للقراءة .. بعد لحظات دخل شخص أخر قصير يحمل سجارة بيده هذه المرة جلس وأغلق باب الحجرة .. وعلى عجل أخرج مسدساً من معطفه ووضعه في رأس المهندس ضرار الذي كان منشغلا بالقراءة ..
ملامح الصدمة والاستغراب ظهرت على وجه ضرار من هؤلاء والى اين سيذهبون به ... عزيزي القارئ من هنا بدأت معاناة أسيرنا المهندس ضرار أبو سيسي 43 عاماً من غزة الذي اختطف من قبل الاستخبارات الإسرائيلية من أوكرانيا ، حيث كان يقوم بعمل إجراءات حصوله على الجنسية الأوكرانية كونه متزوج من مواطنة أوكرانية ولديه ستة أبناء، ثم نقل إلى السجون الإسرائيلية بتابوت.
خطف أبو سيسي بالقوة حين أخذ القطار من مدينة خاركوف إلى كييف في أوكرانيا في 18 فبراير 2011 منذ عامين، بحجة الحصول على معلومات تقود لمكان الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط وتهمة تطوير سلاح المقاومة الفلسطينية الأمر الذي نفته فصائل المقاومة وعلاقتها بضرار أبو السيسي وأبقت سلطات الاحتلال عملية الخطف سرية ولم تعترف بوجوده في إسرائيل إلا بعد مرور أسابيع من اختطافه ...
يعانى ضرار من الإهمال الطبي في سجن عسقلان بسبب التعذيب والمعاملة اللانسانية و يعاني من مشاكل في القلب، والربو، والمرارة ومشاكل في المعدة والتنفس وألام في الظهر والدهون وفقد أبو سيسي جزءاً كبيراً من وزنه ويعاني من الصداع النصفي وتفاقمت حالته الصحية بسبب الإهمال الطبي كحال باقي الأسرى في سجون الاحتلال .
وفي حديث مع زوجته فيرونيكا وهي تتحدث العربية قليلا ولكن عند الاشتياق والآلام تنطق بكل اللغات قائلة... زوجي ضرار يتعرض إلي ضغط نفسي وجسدي كبير من قبل إدارة السجون ،يعاني من أمراض مزمنة وخطيرة للغاية يكاد أن يفقد صحته في أي وقت أو أن يصاب بإعاقات دائمة في جسده ...أنا وأولاده لن نراه منذ أن اعتقل فهو يقبع في العزل الانفرادي في مكان لا يري فيه النور ولا يعرف الليل من النهار ولا تاريخ ولا وقت يتلذذون بعزابه وينتقمون منه ويستفردون به ليقتلونه ببطء ...وعندما سألناها " لماذا ضرار لن يخوض إضرابا داخل العزل منذ اعتقاله عسي أن يرضخ الاحتلال لمطالبه ويتم الإفراج عنه " ؟ أجابت قائلة إن خيار الإضراب غير وارد في ذهن ضرار لسوء وضعه الصحي وشدة خطورة الأمراض التي يعاني منها ويتعرض لها ... ضرار أبلغ المحامي عندما زاره داخل السجن قال له لن اقبل أن ادخل في إضراب لإخراجي من مقبرة العزل إلي سجن عيادة الرملة التي هي أشبه بثلاجة الموت أوحتى للحرية بنصف إنسان وإعاقة دائمة .....
وتضيف وأبنائها من حولها والدموع والحزن يطغون على الأجواء... تعرّض ضرار أثناء اعتقاله لتعذيب قاسٍ وحرمان من النوم خلال فترة التحقيق معه، والتي امتدت قرابة 65 يوماً في مركز تحقيق بتحكفا وعسقلان، ناهيك عن التحقيق الميداني الذي أجري معه في الأراضي الأوكرانية على أيدي ضباط المخابرات الإسرائيلية واستخدموا فيه العنف الجسدي لمده تتراوح بين 5 إلى 6 ساعات.
وأكملت فيرونيكا حديثها...تم اعتقال زوجي بطريقة غير اعتيادية بأن يقوم جهاز الموساد الإسرائيلي باختطافه من داخل الأراضي الأوكرانية التي دخلها بشكل رسمي، وذلك بالتنسيق مع السلطات الأوكرانية، وقاموا بترحيله إلى إسرائيل ورغم جميع الاتفاقيات التي أبرمتها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية مع قيادات الأسرى بشأن إنهاء عزل جميع الأسرى , كان أخرها "اتفاق الكرامة" إلا أن ضرار لا يزال في العزل الانفرادي وأيضا يمنع من زيارة المحامي لفترات طويلة...وصلتنا معلومات من المحامي بأن إدارة السجون ستنهي عزل ضرار وسيتم نقله إلى سجن هداريم فرحنا كثيرا أنا وأبنائي لان ذلك قد يخفف من معاناته ووفقا للمعلومات التي وصلتنا فإن الاحتلال وضع شرطا لإنهاء عزل زوجي حيث يمتنع عن الحديث في قصته وما حدث معه نهائيا لوسائل الإعلام .
خيبة أمل تراودها قائلة... إدارة السجون أبلغت جميع المعزولين في عسقلان بأنه سيتم نقلهم إلى السجون الأخرى في الأقسام العادية وتم نقلهم بالفعل إلا أن هناك مشكلة فنية بخصوص ضرار كما زعمت الإدارة فهي لا تريد أن تخرجه بأي حجة كانت فلا يزال ضرار قيد العزل الانفرادي لا زال يعاني الويلات من العزل وفي ظروف صحية صعبة للغاية .
وأضافت...أصبح ضرار يبعث برسائل مناشدة من داخل السجن عن طريق زملاء له تم الإفراج عنهم من ضمنهم الأسير المحرر نسيم مسلم الذي أوصاه ضرار بتقبيل أولاده الستة نيابة عنه خوفا من ألا يراهم مستقبلا،وحملت الرسالة في مضمونها بضرورة متابعة وضعه النفسي والصحي والعمل على إخراجه من العزل في أقرب وقت ممكن خاصة وأن اتفاق إضراب الكرامة الأخير كان ينص على إخراج المعزولين من أقسام العزل بمن فيهم هو .
وناشدت زوجة الأسير ضرار أبو السيسي كل شخص، بغض النظر عن العرق أو الدين، على بذل الجهد وإن كان يستطيع أن يساعد بكلمة أو فعل أو مظاهرة أو منشور بألا يتردد عن ذلك وحملت الحكومة الأوكرانية المسؤولية الكاملة في التقصير في حماية زوجها وبتوفير الحماية للأشخاص الذين خطفوا ضرار والسكوت المريب على اختطافه وطالبت بتقديمهم للعدالة .