الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

المسحّراتي أبو الفول يقرع طبله غير آبه بالغارات الإسرائيلية

وفا- سامي أبو سالم
 
وسط أزيز طائرات الاستطلاع وهدير الطائرات المروحية، يخرج المسحراتي، سليم أبو الفول، في شوارع مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، غير آبه بصوت الانفجارات الناجمة عن الغارات الجوية الإسرائيلية في أرجاء القطاع، بما فيها المنطة الشمالية منه.
 
يواصل أبو الفول (36 عاما) قرع طبله بين الأزقة، غير ملتفت إلى صوت انفجار وقع في بيت لاهيا هز أركان المنطقة، وقال: "اللي كاتبه ربنا بيصير، ممكن أموت في الدار، كتير ناس ماتت وهم قاعدين في الدار، اليوم طفل استشهد وهو في بيته".
 
وقبل خروج المسحراتي بوقت قصير، استشهد الطفل محمود أبو سمرة (13 عاما) وأصيب 17 مواطنا آخرين بجروح مختلفة غالبيتهم من النساء والأطفال، في غارة إسرائيلية، استهدفت منزلا في غزة فجر اليوم.
 
وواصلت طائرات الاحتلال سلسلة غاراتها ليلة أمس وفجر اليوم على قطاع غزة، ليرتفع عدد الشهداء إلى سبعة بينهم طفلان بجانب سقوط عشرات الجرحى.
 
ويجوب أبو الفول منطقته بين جباليا وبيت لاهيا يقرع طبله المعلق في رقبته والعرق يغطي وجهه، وهو ينادي موشحه المشهود بمناداته على قاطني الحارة بأسمائهم.
 
"اصحى يا نايم وحّد الدايم... اصحى يا محمود وحّد المعبود، اصحى يا محمد وصلي على مُحمد، اصحى يا عبد الله ووحد الله، اصحى يا كريم واذكر الكريم..."
 
ووسط عتمة الليل والظلام الدامس، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، يطل الأطفال من نوافذ منازلهم المعتمة، كل ينتظر سماع اسمه، فيما وقف بعضهم على الأبواب حفاة بأقدامهم الغضة، ليحظوا بفرصة مشاهدة المسحّراتي وطبله.
 
وعلى شرفة منزله وقف المواطن وليد عطا يرقب المسحراتي وأطفاله من حوله يتزاحمون الشرفة الضيقة،
 
وقال عطا: إن أطفاله ينتظرون المسحّراتي كل ليلة ليروه أو ليسمعوه ينشد أسماءهم.
 
وأضاف: "أطفالي يوصونني قبل النوم أن أوقظهم عند قدوم المسحراتي، وأنا أيضاً أحب هذه الظاهرة وأحب أن يشاركني أطفالي هذه اللحظة الجميلة."
 
ويختص المسلمون بظاهرة المسحراتي المرتبطة بشهر رمضان فقط ،حيث يجوب المسحّرون في هذا الشهر شوارع وأزقة المدن والقرى والمخيمات يقرعون طبولهم وينشدون ابتهالاتهم لإيقاظ المواطنين لتناول وجبة السحور قبل الإمساك عن الطعام فجرا، حيث يواصلوا صيامهم حتى مغيب الشمس.
 
ويقول أبو الفول، إنه أحد ضحايا البطالة في قطاع غزة، وإنه يعمل في هذه "المهنة" منذ سبع سنوات، إلا أنه لا يعتمد عليها في عيشه، بل يعتمد على أشغال قصيرة الأمد أو فرص عمل في نظام "البطالة" لمدة 3 شهور، في ظل شح فرص العمل في غزة.
 
ويشير المسحّراتي إلى أنه وغيره من "زملاء المهنة"، يتخصص كل منهم لمنطقة معينة، فهو يغطي بلوكي 7 و8 في مخيم جباليا، ومنطقة مشروع العلمي بين بيت لاهيا وجباليا، ومنطقة مسجد الرباط في مشروع بيت لاهيا.
 
ويقول أبو الفول، إنه لا يأبه لا بصوت الطائرات ولا بصوت الانفجارات، فأي مكان من الممكن أن يتم استهدافه في غزة، ما يعني أن لا مكان آمن، سيما أنه يقطن بجوار مسجد المقادمة الذي تعرض للقصف قبل ذلك، وسقط في منطقته عدد من الشهداء والجرحى، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع المحاصر.
 
وكانت قوات الاحتلال شنت حربا استمرت 21 يوما على قطاع غزة في كانون أول (ديسمبر) 2008– كانون ثاني (يناير) 2009) سقط خلالها زهاء 1500 شهيد معظمهم من النساء والأطفال، وسقط آلاف الجرحى، ودُمرت آلاف المنازل والمنشآت العامة والخاصة.
 
وأشار المسحّراتي أبو الفول إلى أنه لا يتقاضى أجراً من أحد لا من جهة حكومية أو غير حكومية.
 
وقال وهو يمسح عرقه بمنشفة مدلاة على كتفه: "لا أتقاضى أجرا سوى من الله، إضافة إلى "العيدية" التي يمنحني إياها المواطنون في آخر ليلة في رمضان."
 
ويطوف المسحّرون في ليلة عيد الفطر (آخر ليلة في شهر رمضان) على المنازل في الجهة المخصصة لهم، يطرقون البواب لجمع ما يُعرف بـ"العيدية" وهي عبارة عن مبلغ من المال كل حسب قدرته.
 
وانتشرت ظاهرة المسحراتي في البلاد الإسلامية حيث ظهرت مع فرض الدين الإسلامي الصيام على المسلمين في شهر رمضان (أحد الشهور القمرية) من كل عام، وانتعشت هذه الظاهرة من جديد في العهد المملوكي وازدهرت في العصرين الفاطمي والعباسي، كما يعتقد بعض المؤرخين.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025