11 عاماً من الإبعاد: زوجات المبعدين إلى غزة يشاطرن أزواجهن وجع الإبعاد في حدود الوطن ويطالبن بتدويل القضية
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
قبل نحو أحد عشر عاماً بدأت حكاية ألم ولم تنته بعد حتى الآن انطلق الوجع من مهد كنيسة بيت لحم تلك الكنسية التي شهدت صموداً فلسطينياً من نوع خاص انتهى بصفقة إبعاد مجموعة من الفلسطينيين إلى غزة وإلى دول أوربية عديدة.
في حلقة عبر إذاعة الإيمان نفذها مركز شؤون المرأة بغزة في إطار برنامجه السنوي "المرأة والمجتمع"، وقدمتها الصحافية حنان أبو دغيم تم رصد أوضاع حوالي 26 مبعداً في غزة يعيشون أوضاعاً نفسية ومعيشية واقتصادية صعبة للغاية جاءت إليهم زوجاتهم وأبناءهم ليتشاركوا وجع الإبعاد في حدود الوطن فأصبحن عالقات مبعدات هن أيضاً في غزة لا يستطعن العودة إلى بيت لحم حتى لمجرد زيارة ذويهن.
فهمي كنعان، المتحدث باسم مبعدي كنيسة المهد قال:" لنا في غزة 11 عاماً منذ لحظة الإبعاد نعيش وعائلاتنا أوضاع نفسية واجتماعية واقتصادية سيئة ويكفيني عندما تسألني طفلتي لماذا لا نزور جدي وجدتي".
لكن كنعان يؤكد أن أحلام العودة في قلوب المبعدين وزوجاتهم لم تمت بل تراودهم صباح مساء وينتظرون اليوم الذي يعودن فيه إلى بيت لحم حيث ولدوا وإلى بقية مدنهم في الضفة المحتلة.
فهمي ألقى بكيل من التهم على وزارة الشؤون المدينة في رام الله والتي لم تعرهم اهتماماً حتى في موضوع التواصل مع الاحتلال لإصدار تصاريح خاصة لآبائهم وأمهاتهم لزيارتهم في غزة أو العكس، أو إعطاء تصاريح لزوجاتهم كي يزرن أهلهن في الضفة.
والدة كنعان الحاجة "أم صالح" لم تتمالك نفسها على الهواء وبكت شوقاً لفهمي ولأبنائه وزوجته الممنوعة هي أيضاً من الذهاب لزيارتهم وزيارة أهلها في بيت لحم.
قالت أم صالح:" نفسي أشوف فهمي وعيلته قبل ما أموت أنا تجاوزت السبعين قديش ضل في عمري علشان أستناهم اشتقت أخذهم بحضني"
أما أم رائد عبيدات جاءت إلى غزة مع زوجها المبعد موسى عبيدات وتوفى والدها قبل أسبوعين ولم تتمكن من الذهاب لحضور جنازته وإلقاء نظرة الوداع عليه .
وبكت أم رائد وقالت:" كان نفسي أشوف والدي قبل دفنه بس الاحتلال حرمني ورفض يعطيني تصريح للزيارة أنا صرت هنا مبعدة كمان في غزة".
وتضيف: "صحيح غزة والضفة واحد وإحنا تعرفنا على ناس كتير وتربطنا بهم علاقات ممتازة لكن بالآخر ما بقدر أشوف أهلي وإخواتي وعيلتي بنابلس".
أما كفاح حرب رئيسة "الحملة الوطنية لعودة مبعدي المهد أحياء" والتي دشنت الحملة بعد وفاة زوجها عبد الله حرب الذي أبعد من كنيسة المهد إلى الجزائر، فقالت: "إن مسؤولية عدم عودة المبعدين ملقاة على عاتق السلطة التي لا تنظر بأي اهتمام لقضية المبعدين فعندما تم توقيع صفقة الإبعاد كان الاتفاق يقضي بعودتهم في العام التالي ولكن اليوم وبعد 11 عاماً لم يعد سوى مبعد واحد هو زوجي وعاد محمولاً على الأعناق شهيداً".
وتضيف حرب:" المبعدون يعيشون أوضاعاً مزرية إذ نتواصل معهم في غزة والدول الأوربية أحياناً، فنجدهم غير قادرين على دفع إيجار الشقق أو تأمين مصاريف أبنائهم، ناهيك عن تقاعس وزارة الشؤون المدنية في التواصل مع الاحتلال لإصدار تصاريح لذويهم في الضفة لزيارتهم أو السماح لزوجاتهم بزيارة الضفة".
كفاح طالبت بتفعيل قضية الأسرى وإيصالها لمحكمة الجنايات الدولية لأن ما حدث مع مبعدي كنيسة المهد هو إهدار لحقوقهم والمطلوب التحرك الآن ليعودوا إلى بيوتهم وأهلهم في بيت لحم والضفة المحتلة ليعودوا "أحياء وليسوا محمولين على الأعناق" على حد وصفها.