مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

حدث في مدينة غزة... "خميس" يرقص بعزاء زوجته ويلقي أطفاله بالشارع ليتزوج من أخرى

صورة توضيحية - ليست لها علاقة بالحدث القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رقص في بيت عزاء زوجته و ألقى بُعيد وفاتها بأطفاله الثلاثة إلى الشارع وراح يتزوج من أخرى ، قصة حقيقة حدثت في قطاع غزة لرجل يدعى "خميس" لديه من الأطفال ثلاثة، أكبرهم "سارة" بنت الخمسة أعوام، وأصغرهم الرضيع "عمّار".
"خميس" هذا توفيت زوجته جراء جلطة دماغية وعمرها 27 عامًا، "وكانت لا تكاد تمر ليلة إلا ويسمع صراخ المسكينة من بطشه" وفقا لرواية أمه .
في اليوم الثاني من العزاء، أقدم هذا المجنون -بوصف أهل الحي- على إزالة خيمة العزاء، ليستدرك أقاربه الموقف سريعًا، ويعمدوا إلى نصبها مجددًا في ظلام الليل الدامس هربًا من ألسنة الناس.
"خميس" اشتاط غضبًا ولم يكتف بما فعل تضيف امه "  ليأتي في اليوم الثالث للعزاء والناس يعمرون الخيمة، وقد أحضر فرقة "فدعوس" وراح يرقص أمام الناس الذين تملكتهم الدهشة، بعضهم أستاء من فعلته، وآخرون انسحبوا من المكان، بمن فيهم الفرقة التي انخدعت من البداية وظنت انها خيمة " فرح " . "بالفعل هو مجنون". صار الجميع يقول.
مر أسبوعان على وفاة زوجته، ولأن "خميس" لا يقيم للعيب وزنًا، أراد أن يرتبط بأخرى، فعقد قرانه على امرأة توافقه في السن (30 عامًا) وقد ساعده في هذه رفقاء وشهداء زور.
هذه المرأة اشترطت أن يرسل "خميس" أطفاله إلى إحدى أخواته أو أقاربه أول شهرين من زواجهما؛ بحجة أنها عروس جديدة. "خميس" عمل  بشروطها ، لكنه لم يتوجه بالأطفال لأقاربه، إنما أراد التخلص منهم بطريقة شنيعة ولا تمت للإنسانية بصلة.
أراد "خميس" أن يلقي بالصغار إلى الشارع، وما أن أسدل الليل ستاره، حتى أمسك بهم بعدما "شبع" فيهم ضربًا، وراح يهرول على غير العادة، يبحث عن مكان يتخلص فيه من أطفاله.
الطفلة البكر "سارة" تسأل والدها بكل براءة "وين رايحيين يابا؟"، ليجيبها بصوته الغليظ: "اخرسي الله يعدمني اياك"، وعلى مفترق طرق مزدحم بالسيارات، لم توقفه نداءات البراءة "بابا استنى شوي"، ليلتفت إليها غاضبًا: "أمشي سيارة تخبطك وتخلصنا منك".
خفت صوتها، ولم يخفت دمعها الذي بدأ ينهمر، تتشبث بذكريات حنينها المختطف مع أمها التي سرقها الموت سريعًا، تستحضر وقت أن جاءت تُقبِّل والدتها وهي جثة هامدة، ليصرخ فيها والدها قائلًا: "خلصونا بدنا ندفنها".
وصلت القسوة إلى أبعد حدها، حينما صرخت سارة "بدي ماما، خديني معك يا ماما"، لتوقفها يد غليظة بصوت غليظ أيضًا: "روحي هناك انقلعي" !
بكاء العوائل والأمهات لم يسعفها، ووالدة خميس اكتفت بالدعاء على ولدها: "يغضب عليك بكل يوم مضى من عمرك".
على قارعة الطريق بجوار دكان لشيخ طاعن في السن على ناصية السوق، انتهت رحلة سارة وأخويها، فألقى بهما "خميس" هنالك دونما قلب أو رحمة، وخاطب الشيخ: "اسمع يا حج انت ما بتخلف.. خلي هدول عندك".
صُدِم الشيخ لفعلة "خميس"، وتعددت علامات الاستفهام أمام ناظريه.. ماذا يفعل؟
حمل الشيخ نفسه فورًا وأخذ يسأل عن ذوي الأطفال، ليهتدي في نهاية المطاف لعائلة "خميس" وأخبرهم بالحادثة "وكانت الفاجعة الجديدة".
بدأت بعدها حرب مفتوحة بين "خميس" وأم تندب حظها على عقوق ولدها، فأخذت الجدة الأطفال وأرسلتهم لأهل أمهم المتوفاة.
"سارة" الطفلة بعيناها الزرقاوين كانت تتحدث بجرأة كبيرة، وقد هزَّت مشاعر الحاضرين عندما وقفت على رأس أخيها تداعبه، وتقول: "بدي أخدوا معي على الروضة، لأني بخاف عليه من بابا".
"بتحبي بابا يا سارة؟" تسألها جدتها في محاولة منها لاستفزازها، فتجيب سريعًا: "ابنك رمانا في السوق، وبدوش ايانا، وقتل ماما".
سارة حكاية طفلة تشردت بفعل قسوة الأب وشروط زوجة الأب كذلك، فكم سارة في مجتمعنا، وكم طفلة قد تتحول لسارة إن استمرت القسوة وغاب الضمير؟!.
* نقلا عن "الرسالة"

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024