لن يتحول إلى "خردة".. الحلم بالعودة يمشي ملَكا !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد أبو الريش - على نحو مغاير من رموز كثيرة كرّسها الفلسطينيون الذين هجروا من بيوتهم على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948؛ للتأكيد على "حلم العودة الذي لا يموت"، لا يزال الفلسطيني "اللفتاوي" عماد حامد صفران يواظب على التمسك بسيارة من نوع "دودج500" كانت صنعت في الولايات المتحدة الأميركية قبل 8 سنوات من النكبة .
لا تزال السيارة التي تحمل رقم 428 وكان عماد اللفتاوي ورثها عن والده – لا تزال تمثل بالنسبة له رمزا خاصا لـ"العودة" لا يمكن أن يتحول إلى "خردة"، ليس فقط لأنها حملت العشرات من الفلسطينيين وهم هاربون من القرية إثر مذبحة مروعة اقترفتها العصابات الصهيونية في "مقهى الشيخ بدر"، بل لأنها "سيارة مناضلة" و"شاهدة" على نكبة إضافية حلّت بأسرته إثر اعتقاله في ثمانينيات القرن الماضي؛ وأيضا، لأنها أحد مفاتيح الذاكرة الجمعية لأسرة تواظب، برغم مرور السنين، على الإمساك بحلمها في العودة إلى قرية لفتا شمال غربي القدس .
في السيرة الموجعة للسيارة الـ"دودج" التي يحفظها عماد اللفتاوي و العائلة "عن قلب قلب"، أنها ( أي السيارة ) "شاركت في نقل الأسلحة للثوار بقيادة عبد القادر الحسيني"، و "ساهمت في إنقاذ العشرات من أهالي "لفتا" من مذابح العصابات الصهيونية"، كما أن لها الفضل في إعادة عماد إلى رام الله من الأردن؛ بعد أن نزح و العائلة من بلدة بيت اكسا شمال غربي القدس إثر الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967.. وهي، أيضا، التي واصلت البقاء كـ "كومة من الحديد" عندما هدمت قوات الاحتلال منزله في مدينة أريحا بعد اعتقاله في ثمانينات القرن الماضي والحكم عليه بالسجن مدة 20 سنة .
قال عماد اللفتاوي لـ"القدس دوت كوم"، أن حلمه في العودة إلى "لفتا" على ظهر السيارة الـ"دودج" ظل يرافقه كظله داخل السجن وخارجه، حتى أن الحلم الذي "يعيش لأجله" حفزه بعد تحرره من السجن ( قبل 23 عاما ) على أعادة تأهيلها، بالرغم من الكلفة الباهظة التي دفعها من أعصابه ووقته وأمواله، مشيرا إلى أن إعادة تأهيل السيارة التي مضى على صنعها 70 عاما ( منها ما يزيد على 30 عاما دون حركة ) تطلب رحلات صعبة لجلب قطعها النادرة من الأردن و سوريا ولبنان والعراق، حيث أن توفير أحد بابيها استلزم السفر 3 مرات إلى الأردن والبحث في المناطق الحدودية عن سيارات عسكرية مدمرة للجيش الأردني .
قال عماد صفران لـ القدس دوت كوم أنه حينما سافر إلى الأردن برفقة فني "بودي"، استأجر معدات وشاحنة قبل أن يطوفا كل البلدات الحدودية بحثا عن باب للسيارة، مشيرا إلى أنهما أرغما على دفع 170 دينارا من قبل قطاع طرق؛ مقابل السماح لهما بنقل "الباب" من بين التلال في بلدة الزريق؛ غير أن "محنة" العثور على الباب بعد توفر كل القطع الأخرى لم تنته عند هذا الحد، فقد كان لنقله من الأردن إلى فلسطين قصة أخرى ...
في سياق قصة إعادة التأهيل للسيارة الرمز بالنسبة لعائلة اللفتاوي التي وصلت تكلفتها الإجمالية نحو 50 ألف دولار على الأقل، أشار عماد إلى أنه منع من قبل سلطات الاحتلال من اجتياز "جسر الكرامة" برفقة الباب، ما اضطره إلى إعادته إلى الأردن ثم محاولة إحضاره بواسطة شركة لاستيراد البضائع، إلا أن عمال الشركة نسوا نقله مع البضائع فعاد إلى بلدة الجفر.. "وحينما حاولت إحضاره من هناك نسيه العمال أيضا وبقي في مكتب الجمارك، الأمر الذي اضطرني للعودة على الأردن مرة أخرى بغرض تأمين إحضاره بواسطة شركة نقل خاصة ... "عندما أبلغوني أن الباب وصل أخيرا .. بلغ بي الفرح حد أنني تركت عملي و توجهت إلى مكتب الشركة في رام الله و عانقته كما لو أنه كل ما تبقى لكي تعود السيارة الـ"دودج 500" حاملة أبنائي الثلاثة إلى منزل أبي في لفتا "، قال عماد "اللفتاوي" الذي كتب على مقدمة السيارة / الرمز التي تقف الآن أمام مقر "جمعية لفتا – فلسطين" ، بعد ترميمها و إعادة تأهيلها، "راجع إلك يا دار ..." !!
عن القدس
zaمحمد أبو الريش - على نحو مغاير من رموز كثيرة كرّسها الفلسطينيون الذين هجروا من بيوتهم على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948؛ للتأكيد على "حلم العودة الذي لا يموت"، لا يزال الفلسطيني "اللفتاوي" عماد حامد صفران يواظب على التمسك بسيارة من نوع "دودج500" كانت صنعت في الولايات المتحدة الأميركية قبل 8 سنوات من النكبة .
لا تزال السيارة التي تحمل رقم 428 وكان عماد اللفتاوي ورثها عن والده – لا تزال تمثل بالنسبة له رمزا خاصا لـ"العودة" لا يمكن أن يتحول إلى "خردة"، ليس فقط لأنها حملت العشرات من الفلسطينيين وهم هاربون من القرية إثر مذبحة مروعة اقترفتها العصابات الصهيونية في "مقهى الشيخ بدر"، بل لأنها "سيارة مناضلة" و"شاهدة" على نكبة إضافية حلّت بأسرته إثر اعتقاله في ثمانينيات القرن الماضي؛ وأيضا، لأنها أحد مفاتيح الذاكرة الجمعية لأسرة تواظب، برغم مرور السنين، على الإمساك بحلمها في العودة إلى قرية لفتا شمال غربي القدس .
في السيرة الموجعة للسيارة الـ"دودج" التي يحفظها عماد اللفتاوي و العائلة "عن قلب قلب"، أنها ( أي السيارة ) "شاركت في نقل الأسلحة للثوار بقيادة عبد القادر الحسيني"، و "ساهمت في إنقاذ العشرات من أهالي "لفتا" من مذابح العصابات الصهيونية"، كما أن لها الفضل في إعادة عماد إلى رام الله من الأردن؛ بعد أن نزح و العائلة من بلدة بيت اكسا شمال غربي القدس إثر الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967.. وهي، أيضا، التي واصلت البقاء كـ "كومة من الحديد" عندما هدمت قوات الاحتلال منزله في مدينة أريحا بعد اعتقاله في ثمانينات القرن الماضي والحكم عليه بالسجن مدة 20 سنة .
قال عماد اللفتاوي لـ"القدس دوت كوم"، أن حلمه في العودة إلى "لفتا" على ظهر السيارة الـ"دودج" ظل يرافقه كظله داخل السجن وخارجه، حتى أن الحلم الذي "يعيش لأجله" حفزه بعد تحرره من السجن ( قبل 23 عاما ) على أعادة تأهيلها، بالرغم من الكلفة الباهظة التي دفعها من أعصابه ووقته وأمواله، مشيرا إلى أن إعادة تأهيل السيارة التي مضى على صنعها 70 عاما ( منها ما يزيد على 30 عاما دون حركة ) تطلب رحلات صعبة لجلب قطعها النادرة من الأردن و سوريا ولبنان والعراق، حيث أن توفير أحد بابيها استلزم السفر 3 مرات إلى الأردن والبحث في المناطق الحدودية عن سيارات عسكرية مدمرة للجيش الأردني .
قال عماد صفران لـ القدس دوت كوم أنه حينما سافر إلى الأردن برفقة فني "بودي"، استأجر معدات وشاحنة قبل أن يطوفا كل البلدات الحدودية بحثا عن باب للسيارة، مشيرا إلى أنهما أرغما على دفع 170 دينارا من قبل قطاع طرق؛ مقابل السماح لهما بنقل "الباب" من بين التلال في بلدة الزريق؛ غير أن "محنة" العثور على الباب بعد توفر كل القطع الأخرى لم تنته عند هذا الحد، فقد كان لنقله من الأردن إلى فلسطين قصة أخرى ...
في سياق قصة إعادة التأهيل للسيارة الرمز بالنسبة لعائلة اللفتاوي التي وصلت تكلفتها الإجمالية نحو 50 ألف دولار على الأقل، أشار عماد إلى أنه منع من قبل سلطات الاحتلال من اجتياز "جسر الكرامة" برفقة الباب، ما اضطره إلى إعادته إلى الأردن ثم محاولة إحضاره بواسطة شركة لاستيراد البضائع، إلا أن عمال الشركة نسوا نقله مع البضائع فعاد إلى بلدة الجفر.. "وحينما حاولت إحضاره من هناك نسيه العمال أيضا وبقي في مكتب الجمارك، الأمر الذي اضطرني للعودة على الأردن مرة أخرى بغرض تأمين إحضاره بواسطة شركة نقل خاصة ... "عندما أبلغوني أن الباب وصل أخيرا .. بلغ بي الفرح حد أنني تركت عملي و توجهت إلى مكتب الشركة في رام الله و عانقته كما لو أنه كل ما تبقى لكي تعود السيارة الـ"دودج 500" حاملة أبنائي الثلاثة إلى منزل أبي في لفتا "، قال عماد "اللفتاوي" الذي كتب على مقدمة السيارة / الرمز التي تقف الآن أمام مقر "جمعية لفتا – فلسطين" ، بعد ترميمها و إعادة تأهيلها، "راجع إلك يا دار ..." !!
عن القدس