'الحرايق' مغلق و'سنجر' مستهلك
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
حمزة الحطاب
جنود، حجارة، مياه عادمة، مسيل دموع، هذا على جانب، وعلى الجانب الآخر مواطنون يكابدون همهم اليومي في التواصل مع مدينتهم.
مواطنو دورا، ويطا، والسموع، والظاهرية، ومخيم الفوار، وقرى الرماضين، والريحية، والحدب، ويقدر عددهم بـ350 ألفاً؛ محرومون منذ 13 عاماً من استخدام الطريق المسماة 'الحرايق' للاتجاه شمالاً نحو مدينة الخليل.
تلك الطريق التاريخية التي تربط عشرات التجمعات السكانية بالمدينة؛ أغلقتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، بحجة توفير الأمن لمستوطنة 'حاجاي' المقامة على أراضي المحافظة الجنوبية، ما اضطر المواطنين للسير مسافة مضاعفة بسلوك طريق 'سنجر' الرابط بين دورا والخليل، والذي بدوره بحاجة لترميم منذ العام 2009.
هشام شرباتي من لجنة الدفاع عن الخليل أوضح أن إغلاق طريق 'الحرايق' يكبّد 150 ألف مواطن فلسطيني مشقة إضافية، لدى سفرهم لأعمالهم ومقاصدهم في مدينة الخليل يومياً، وهو ما يبرر استمرار الاحتجاجات الشعبية على إغلاقه منذ عدة أشهر.
وأضاف: 'قطع مسافة إضافية لا تقل عن 12 كيلو متراً، يزيد من استهلاك الوقود والوقت فضلاً عن العناء البشري. الاحتلال يستخدم الأمن كحجة لإغلاق هذا الطريق، بينما يسمح للمواطنين بالسفر في سياراتهم على الطريق الآخر الالتفافي المحاذي لمدخل مستوطنة (حاجاي). هذه الإجراءات فقط للتنغيص على الفلسطينيين، وجعل حياتهم أصعب وأكثر كلفة، أملاً في أن يصلوا لحالة يأس يضطروا على إثرها لترك المنطقة'.
المستوى الرسمي شكك أيضاً في حجة إسرائيل للاستمرار في إغلاق الطريق، سيما أن البديل الالتفافي متاح للاستخدام.
وقال محافظ الخليل كامل حميد: 'في أكثر من اجتماع رسمي تم مع الجانب الإسرائيلي، ومنها حضرها رئيس الإدارة المدنية؛ تم تسليم كتب ومطالبات بفتح الطريق، وفي إحدى اللقاءات حصلنا على موافقة مبدئية لفتح الحاجز. أعتقد أن القرار سياسي وليس أمنيا، ولا علاقة لحاجز (حاجاي) بالموضوع الأمني. إنه حاجز اقتصادي سياسي لمعاقبة المواطنين'.
نائب رئيس بلدية دورا أحمد سلهوب، اعتبر بدوره أن طريق 'سنجر' شكّل بعد العام 2001 رئة تربط مناطق جنوب الخليل بالمدينة وباقي المحافظات الشمالية، وبات حتى يومنا معبرا استراتيجيا للنقل البشري والتجاري، يخدم ما يقارب 850 ألف مواطن بتقديرات آخر الإحصائيات الرسمية.
الكمّ الهائل لمستخدمي طريق دورا - الخليل، باعتبارها البديل الوحيد الآمن من خطر اعتداءات المستوطنين؛ أنهك الطريق، وأصابها بعشرات الحفر والتشققات، ما أعيى المركبات وضاعف مشقة المسافرين.
وهنا يعلق سلهوب بالقول: 'منذ العام 2009، كان هناك قرار من الحكومة الفلسطينية وتحديدا من وزارة الأشغال، وبالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بإعادة تعبيد هذا الشارع، وإقامة بنى تحتية له ضمن مواصفات ومقاييس عالية، بما يشمل الصرف الصحي وتمديدات الاتصالات والمياه والكهرباء، على أرضية أن يكون هذا الشارع شارعا استراتيجيا ومدخلا رئيسياً لمنطقة الجنوب'.
وزارتا الحكم المحلي والأشغال العامة، بررتا التأخر في صيانة طريق دورا – الخليل، بوقف المساعدات الخارجية بعد توجه القيادة للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية.
المهندس معتصم عناني مدير دائرة البنى التحتية في وزارة الحكم المحلي يعلق قائلاً: 'هناك عدة مشاريع توقف تنفيذها بسبب توقف (USAID) عن طرح عطاءات الكثير من المشاريع، ومن ضمنها مشروع طريق دورا الخليل (سنجر). قريباً سيجري استئناف هذه المشاريع من قبل الوكالة الأمريكية، وسيتم طرح عطاء الطريق في أسرع وقت ممكن، وسيشهد هذا العام المباشرة بتنفيذ المشروع'.