إفطار رمضاني على أنقاض مسجد صرفند
صرفند -ألف- كتب محمود أبو عطا- على بعد أمتار من البحر وفي موقع جميل على الساحل الفلسطيني، تقع قرية صرفند المهجرة عام 1948م، احدى قرى قضاء مدينة حيفا، نبتة الصبر منتشرة هنا وهناك، وشجرة تين، ومقبرة القرية، وأنقاض مسجدها الذي هدم عام 2000م، على إثر قيام الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني و"مؤسسة الأقصى" بترميم المسجد بعد أن كان مهجوراً ومتروكا لعشرات السنين، في حلكة الظلمة يومها أقدمت الجرافات الإسرائيلية على هدم المسجد، وبقيت منه الأنقاض، وبقايا المحراب والمصطبة ، ومنذ ذلك اليوم يحرص أبناء الحركة الإسلامية في قرية الفريديس والقرى المجاورة وفي قرى أخرى و"مؤسسة الأقصى" على التواصل مع المسجد بإقامة صلاة الجمعة وصلوات أخرى ، الأمر الذي أزعج المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها، فأقدمت على جرف وتخريب الطريق الترابية المؤدية الى المسجد وسرقة سجاّد الصلاة، مرات ومرات، وكان المنظر رائعا يوم أمس الأربعاء، خلال تنظيم فعالية إفطار رمضاني وصلاة مغرب وعشاء وتراويح على أنقاض المسجد المهدوم.
يتكئ على عكازته، وقبل صلاة المغرب بساعات، وعلى بعد عشرات الأمتار يصعد عبر طريق ترابي شاق الى قمة الهضبة المقام عليها المسجد، إنه الحاج "أبو جميل"، ابن قرية الطنطورة المجاورة، والناجي من مجزرتها المشهورة، ارتبط قلبه وروحه وجسده في هذه الأرض الطيبة، وهو يتنسم هواءها الطلق ونسيم شهدائها الأبطال، إعتاد على المشاركة في كل فعالية تواصل ونصرة لمسجد صرفند، يرافقه "أبو عبادة" ومعه طفلته الصغيرة أفنان، وما هي إلاّ دقائق حتى يصل سمير درويش "ابو حذيفة" – عضو إدارة "مؤسسة الأقصى" ومندوبها المحلي في الفريديس – ومعه العديد من الشباب الذين يحملون معدات الكهرباء والإضاءة، وكلهم من قرية الفريديس المجاورة، أخذوا يعملون ويجتهدون على إضاءة الطريق والمسجد، والتحضير لاستقبال أخوة لهم من أبناء واهل مدينة شفاعمرو الجليلية، الذين يقومون اليوم على الإفطار الرمضاني، ويتعاون الجميع على توزيع الطعام على أرضية المسجد والطاولات، استعدادا لتناول وجبات الإفطار، وإداء الصلوات على أرضية المسجد المهدوم، في الأثناء نفسها يتمّ تسجيل حلقة خاصة من برنامج "بالفلسطيني" والتي ستبث على فضائية القدس الخميس.
يقول سمير درويش: "في مثل هذه الفعالية تبقى قضية مسجد صرفند حية في القلوب عبر هذا التواصل، ويبقى المسجد عامراً بالمصلين، ويزداد هذا التواصل بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان المبارك".
الشيخ أحمد المشهدواي يقول: " كل وسائل التضييق من قبل المؤسسة الإسرائيلية، لم تمنع الأهل من مواصلة رباطهم وصلاتهم في المسجد، ومطلوب تكاتف الجهود من أجل المحافظة على مقدساتنا وأوقافنا في الداخل".
ويقول الحاج يوسف داود، من مدينة شفاعمرو: "اعتدنا سنويا ان ننظم إفطاراً رمضانيا في مسجد صرفند، ونشارك في الصلوات فيه في شهر رمضان المبارك، لما في ذلك من تعزيز النشاط المناصر لقضية مسجد صرفند، وهناك الكثير من البلدات التي تنظم إفطارا ونشاطا مماثلاً ".