محمد عساف يخرج سكان القطاع من كآبة الاخبار الى فضاء الاغنيات
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
بالرغم مما اعتاد عليه اهالي قطاع غزة في السنوات الأخيرة من قتل وحصار وتضييق، إلا أن الوجه الجميل لغزة لم يختف بعد وهو ما تجلى في الكثير من المناسبات التي اظهرت توق الغزيين للحياة العادية والطبيعية الخالية من القتل والرصاص وغبار المعارك وهدير الطائرات.
وخلال السنوات الاخيرة كانت مواظبة اهالي القطاع على مشاهدة التلفاز تقتصر على نشرات الاخبار التي غالبا ما كانت تتخذ من اخبار موتهم عنوانا ، غير ان سطوع نجم الفنان الصاعد محمد عساف ومشاركته المميزة في برنامج "ارب ايدول" شكل بالنسبة للكثيرين منهم فرصة لتناسي بعض همومهم الحياتية، حيث باتوا يسابقون الزمن في انتظار موعد بث حلقات هذا البرنامج عبر قناة (MBC)، الى جانب التسابق على التصويت لصالح عساف عبر هواتفهم المحمولة، فيما تجدهم يتهافتون عقب انتهاء الحلقة على شبكات التواصل الاجتماعي لكيل المديح للفنان عساف وكتابة التعليقات التي تحث على التصويت له ومساندته.
المئات من الغزيين يتركون منازلهم التي تخنقها العتمة بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة ويهرعون إلى الفنادق والمطاعم والكافتيريات المنتشرة على طول شاطئ بحر غزة في انتظار اطلالة نجمهم المحبوب على مسرح استوديو "ارب ايدول"، وما ان يصعد على خشبة المسرح ويطلق العنان لصوته حتى تنطلق الاكف بالتصفيق والحناجر بالهتاف.
تقول الفتاة مريم عادل (22 عاماً) أنها تنتظر بشغف كبير يوم الجمعة من اجل متابعة الفنان عساف الذي وصفته بـ "المتميز"، مشيرة الى أنها تشعر بالسعادة للإشادة الدائمة التي يتلقاها الفنان الفلسطيني من لجنة التحكيم.
وأضافت لـ القدس دوت كوم :"عندما تنتهي الفقرة الخاصة بعساف لا أكمل مشاهدة البرنامج فهو الوحيد الذي اهتم بمتابعته وتشجيعه".
ويقول الشاب أحمد عواد وهو صديق مقرب من عساف "أن محمد يمتلك من الثقة ما يؤهله للوصول إلى المراحل النهائية من المسابقة وهو يمضي بثبات وثقة عالية نحو الفوز باللقب "، مشيرا الى أن جميع فئات الشعب الفلسطيني تساند عساف وتقف خلفه .
وترى الصحافية وفاء أبو ظريفة " ان عساف ممثل حقيقي لطموح الشاب الفلسطيني الذي اضطهده الواقع السياسي والاقتصادي"، فيما قالت زميلتها الصحافية مرح الوادية " أن عساف حين غنى لفلسطين (ياطير الطاير) وردد الكثير من أسماء المدن الفلسطينية أحيا في قلوب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى ذكرى منسية، وأثر بالشعوب أكثر مما أحدثته مئات الخطابات السياسية".
الفتاة أميرة قديح من سكان شرق خانيونس، حيث يعيش الفنان عساف، لها وجهة نظرة مغايرة حيال مشاركته في هذا البرنامج ، حيث اعتبرت ان مشاركة عساف لا تخدم القضية الفلسطينية كما يقول محبوه فهو يقدم حسب رأيها نموذجا لا يجب الاحتذاء به.
بدوره، قال الفنان وائل اليازجي، مدير حملة دعم الفنان محمد عساف، أن الاسابيع الاخيرة شهدت تفاعلا كبيرا من قبل المواطنين مع هذه الحملة رغم ظهور بعض الأصوات المعارضة لعساف في بداية مشاركته في برنامج "ارب ايدول"، مشيراً إلى أن تلك الأصوات اختفت بعد تألق الفنان عساف والدعم الكبير الذي يحظى به على مختلف المستويات.
وأشار اليازجي إلى أن الحملة التي يشرف عليها باسم شركة "أصايل" التي يديرها، جاءت بدعم ذاتي وأن كلفتها وصلت إلى ما يقارب 30 ألف دولار، مؤكداً ثقته في قدرة الفنان عساف في الوصول لمراحل متقدمة جدا من البرنامج. وقال "محمد عساف أقوى صوت في برنامج (ارب ايدول) هذا الموسم وصوته لا يقارن ولا يقاوم وهو فنان مهذب ومثقف ومدرب ومخضرم وعاش تجربة فنية كبيرة بغزة منحته ثقل فني وإمكانات كبيرة".
وحول الأسباب التي دفعته لدعم الفنان عساف، أوضح اليازجي في حديث لـ القدس دوت كوم، "محمد فنان كبير ومنذ أن كان عمره ستة أعوام ونحن نعرفه وندعمه باستمرار وإمكاناته الفنية تشرفنا ونحن فخورين به جدا وواثقين ومؤمنين بقوة موهبته وقدراته وهو فرض نفسه علينا وعلى الشعب الفلسطيني والأولى في هذا المجال كوننا تربطنا فيه علاقات شخصية وفنية وعملية وأسرية ان نقدم كل الدعم له".
عن القدس دوت كوم