بالعربية- محمود درويش
في مركز خليل السكاكيني وحيث كان شاعر الشعراء محمود درويش يراجع يوميا ديوان العرب الذي هو الشعر، ويتفحص سلامة القصيدة بالدفاع الابداعي عن جمالياتها وسلامة لغتها الهوية والثقافة والتاريخ، في هذا المركز الذي يريده السكاكيني قبل درويش كما اعتقد حصنا من حصون الثقافة واللغة العربية، افتتحت احتفالية فلسطين للآداب لهذا العام اولى فعالياتها قبل ثلاثة ايام باللغة الانجليزية ...!!!
ومع احترامي الشديد لكل لغات العالم، ليس بوسعي ان افهم او اتقبل مثل هذه الافتتاحية وفي مثل هذا المكان، الامر يتعلق بالهوية واحترامها، لا لأن محمود درويش قال «لغتي هويتي» بل لأن الجراح هنا كلها واضرحة الشهداء تتحدث بالعربية، وقبلها ومعها وبعدها الارض ذاتها لا تتكلم بغير العربية، وكذلك الاحلام والتطلعات ومواعيد الحقول والطرقات والمقاهي وكل شيء هنا لا يعرف احاديث من القلب بغير العربية .
آداب فلسطين في المكتبة العربية علامة فارقة في الابداع والبلاغة، ولهذا كان من حق هذه الاداب ان تحضر لغتها بقوة في احتفاليتها وكان من الممكن جدا ان تكون الترجمة لضيوف الاحتفالية الاجانب الاعزاء، من اللغة العربية الى الانجليزية لا ان يحدث العكس، نقول هذا مع تأكيد تقديرنا العالي لهؤلاء الضيوف من كتاب ومبدعين والذين قدموا الى فلسطين تضامنا معها ومحبة لها ولنضالاتها، وموقفا ضد عنصرية الاحتلال وسياساته التعسفية وجدران الحصار التي يفرضها على شعب فلسطين .
وما من شك عندي ان ضيوفنا الاعزاء سيتفهمون ما نرمي اليه هنا، لو تسنى لهم قراءة هذه المقالة، فالمبدع يعرف مقدار اللغة وضرورتها في التعبيرعن الهوية اولا وقبل كل شيء ويعرف اهمية ان تكون اللغة الام حاضرة في هذا الاطار، المعضلة، كيف فات هذا الامر على منظمي هذه الاحتفالية ..؟؟؟