بالصور.... قرية سوسيا ذاكرة المكان المسروق
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد الرفاعي: الطريق طويلة ووعرة الى قرية سوسيا الواقعة جنوب بلدة يطا بمحافظة الخليل. يختلط المكان بالآثار وبيوت الشعر والكهوف وركام البيوت الحديثة والمدمرة بفعل الاحتلال. على هذه المساحة الشاسعة من الأراضي القاحلة التي ضربها العطش وقلة الأمطار، تسيطر سلطات الاحتلال على الأرض وتمنع مد شبكة مياه وتستولي على الابار وتقيم المستوطنات ومعسكرات الجيش على أراضي المزارعين الفلسطينيين، الذين يعتمدون في حياتهم على الزراعة وتربية الماشية في ظل ظروف صعبة.
يبلغ عدد سكان قرية سوسيا 400 نسمة، يعيشون حياة قاسية مقارنة مع غيرهم، منذ ان هجّرهم الاحتلال من بلدتهم الاصلية "عراد" عام 1948 الى منطقة قريبة، يثبت حقهم فيها ما يملكونه من سجلات.
في العام 1986 ،أعلنت الإدارة المدنية الاسرائيلية عن القرية الأصلية بأنها "حديقة وطنية" يقع في مركزها موقع أثريّ و طرد الجيش السّكان من بيوتهم مرة اخرى.
ويروي السكان حكايتهم مع الاحتلال،اذ جاء في البداية بعلماء قاموا بتغيير آثار الموقع الاسلامية الى يهودية، فاستبدلوا الفسيفساء الاسلامية بما يتناسب مع روايتهم وادعاءاتهم، بعد ذلك قاموا بطردهم ليتحول المكان الى حديقة وطنية أثرية اسرائيلية. وقد قام السّكان الأصليون الممنوعون حتى من زيارة "الحديقة"، بنقل مكان سكناهم إلى الأراضي الزراعية التي يملكونها والموجودة على بعد مئات الأمتار جنوبي-شرقي القرية الأصلية.
يحاول السكان تحسين حياتهم قدر ما يستطيعون،اذ تفتقر القرية الى مقومات الحياة الأساسية، فاعتمدوا على توليد الكهرباء من خلال خلايا شمسية،وعلى نقل المياه بواسطة الصهاريج واستخدام بعض الابار القديمة .معظم بيوت القرية هي خيم وكهوف تديرها لجنة محلية من أهالي القرية التي يسكنها عوائل: النواجعة، الجبور، شتات، الهريني، ويحظر عليهم الاحتلال إقامة أي منشأة أو بناء.يحدّها من الشرق مستوطنة سوسيا ومن الغرب قرية سوسيا التي هجروا منها ومن الشمال منطقة خلة صالح والشارع الالتفافي المسمى "317" وبلدة السموع.
ومنذ العام 1995 أغلق الاحتلال الطريق بجوار المعسكر المقام على أراضي سوسيا فحرم المواطنين من الوصول بسهولة الى بلدة يطا، واضطرّهم الى سلوك طريق عبر الجبال الوعرة، إذ يصعب عليهم نقل أمتعتهم والأعلاف لأغنامهم.
منذ عام 2012، تسيطر هواجس الخوف والترقب على اهالي القرية بعد إخطار السلطات الإسرائيلية لهم بقرارها هدم جميع بيوت القرية والبالغ عددها 58 بيتا، بالإضافة إلى عيادة صحية، ومركز اجتماعي، ومنشآت لتوليد الطاقة الشمسية.اتخذت السلطات الاسرائيلية هذا القرار بحجة أمنية لحماية أمن مستوطنة إسرائيلية مقامة على أراضي القرية رغم أن أهالي قرية سوسيا يعيشون في هذه المنطقة قبل إقامة المستوطنة بسنوات طويلة.
يشار الى أن سكان القرية تظاهروا قبل اسبوعين أمام الإدارة المدنية في "بيت ايل" للنظر في قضية الطعن التي تقدموا بها ضد أمر عسكري بإخلاء السكان من القرية. بعد 17 عاما من تسجيل القضية، وما زالت الأمور عالقة الى الآن على أمل أن تبقى ذاكرة المكان المسروق تعيش في مخيلة أهلها.
عن وكالة النورس للانباء
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.639489309413199.1073742182.307190499309750&type=1
zaمحمد الرفاعي: الطريق طويلة ووعرة الى قرية سوسيا الواقعة جنوب بلدة يطا بمحافظة الخليل. يختلط المكان بالآثار وبيوت الشعر والكهوف وركام البيوت الحديثة والمدمرة بفعل الاحتلال. على هذه المساحة الشاسعة من الأراضي القاحلة التي ضربها العطش وقلة الأمطار، تسيطر سلطات الاحتلال على الأرض وتمنع مد شبكة مياه وتستولي على الابار وتقيم المستوطنات ومعسكرات الجيش على أراضي المزارعين الفلسطينيين، الذين يعتمدون في حياتهم على الزراعة وتربية الماشية في ظل ظروف صعبة.
يبلغ عدد سكان قرية سوسيا 400 نسمة، يعيشون حياة قاسية مقارنة مع غيرهم، منذ ان هجّرهم الاحتلال من بلدتهم الاصلية "عراد" عام 1948 الى منطقة قريبة، يثبت حقهم فيها ما يملكونه من سجلات.
في العام 1986 ،أعلنت الإدارة المدنية الاسرائيلية عن القرية الأصلية بأنها "حديقة وطنية" يقع في مركزها موقع أثريّ و طرد الجيش السّكان من بيوتهم مرة اخرى.
ويروي السكان حكايتهم مع الاحتلال،اذ جاء في البداية بعلماء قاموا بتغيير آثار الموقع الاسلامية الى يهودية، فاستبدلوا الفسيفساء الاسلامية بما يتناسب مع روايتهم وادعاءاتهم، بعد ذلك قاموا بطردهم ليتحول المكان الى حديقة وطنية أثرية اسرائيلية. وقد قام السّكان الأصليون الممنوعون حتى من زيارة "الحديقة"، بنقل مكان سكناهم إلى الأراضي الزراعية التي يملكونها والموجودة على بعد مئات الأمتار جنوبي-شرقي القرية الأصلية.
يحاول السكان تحسين حياتهم قدر ما يستطيعون،اذ تفتقر القرية الى مقومات الحياة الأساسية، فاعتمدوا على توليد الكهرباء من خلال خلايا شمسية،وعلى نقل المياه بواسطة الصهاريج واستخدام بعض الابار القديمة .معظم بيوت القرية هي خيم وكهوف تديرها لجنة محلية من أهالي القرية التي يسكنها عوائل: النواجعة، الجبور، شتات، الهريني، ويحظر عليهم الاحتلال إقامة أي منشأة أو بناء.يحدّها من الشرق مستوطنة سوسيا ومن الغرب قرية سوسيا التي هجروا منها ومن الشمال منطقة خلة صالح والشارع الالتفافي المسمى "317" وبلدة السموع.
ومنذ العام 1995 أغلق الاحتلال الطريق بجوار المعسكر المقام على أراضي سوسيا فحرم المواطنين من الوصول بسهولة الى بلدة يطا، واضطرّهم الى سلوك طريق عبر الجبال الوعرة، إذ يصعب عليهم نقل أمتعتهم والأعلاف لأغنامهم.
منذ عام 2012، تسيطر هواجس الخوف والترقب على اهالي القرية بعد إخطار السلطات الإسرائيلية لهم بقرارها هدم جميع بيوت القرية والبالغ عددها 58 بيتا، بالإضافة إلى عيادة صحية، ومركز اجتماعي، ومنشآت لتوليد الطاقة الشمسية.اتخذت السلطات الاسرائيلية هذا القرار بحجة أمنية لحماية أمن مستوطنة إسرائيلية مقامة على أراضي القرية رغم أن أهالي قرية سوسيا يعيشون في هذه المنطقة قبل إقامة المستوطنة بسنوات طويلة.
يشار الى أن سكان القرية تظاهروا قبل اسبوعين أمام الإدارة المدنية في "بيت ايل" للنظر في قضية الطعن التي تقدموا بها ضد أمر عسكري بإخلاء السكان من القرية. بعد 17 عاما من تسجيل القضية، وما زالت الأمور عالقة الى الآن على أمل أن تبقى ذاكرة المكان المسروق تعيش في مخيلة أهلها.
عن وكالة النورس للانباء
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.639489309413199.1073742182.307190499309750&type=1