تفاصيل "ليلة الرعب" الطويلة في منزل الشهيد سمير عوض
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريراً عمّا وصفته بـ"ليلة الرعب" التي عاشتها عائلة الشهيد سمير عوض في قرية بدرس الواقعة غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وجاء في التقرير الذي أعده الصحفي اليساري جدعون ليفي "تلك هي إحدى الليالي العصيبة التي يعيشها الفلسطينيون كل ليلة في الضفة الغربية، ففي الأسبوع الماضي سيطر جنود الاحتلال على أحد المنازل في قرية بدرس لمدة ساعتين وتحت جنح الظلام، يركلون ويضربون ويهدمون- لكن هذه المرة بالغوا في الفعل- فالمنزل الذي اقتحموه هو منزل عائلة فلسطينية ثكلى، قَتَلَ جنودٌ آخرون منذ أربعة أشهر ابنهم سمير ابن الـ16 عاماً، بثلاثة عيارات حية، أطلقوها عليه من مسافة قصيرة في خاصرته ورأسه وظهره حينما حاول الهرب من كمين له قرب جدار الفصل بعد أن رشق الحجارة على الجدار، ووصف ضابط في قيادة المنطقة الوسطى التي تسيطر على الضفة الغربية، الحادثة حينها بأنها حدث سيء، لكن شيئاً آخر كان أسوأ للغاية، وهو ضحايا أبناء تلك العائلة الثكلى".
ويضيف التقرير: "من يتوقع قدراً من الحساسية في منزل عائلة لم تنتعش بعد من قتل ابنها، فجنود الاحتلال لا يعرفون كيف يتصرفون حين ينفّذون الاعتقالات بالضفة، ومن يريد أن يصدق رواية الناطق بلسان الجيش بأن الجنود اصطدموا بمقاومة عنيفة، يجب عليه أن يعرف أن في تلك الليلة كان بالمنزل نساء وأطفال".
ويقول أحد جيران عائلة عوض لـ"هآرتس": "سمعت أحد القادة يأمر جنوده قبل اقتحام المنزل، ويقول "هذا هو منزل سمير اقتحموه بدون رحمة"، يعلق ليفي بالقول "تصرف الجنود بموجب ذلك فكل شيء حدث إلا الرحمة أو على الأقل أي قدر من الإنسانية (..) لقد وصلت قوة كبيرة مشكلة من نحو 11 جيباً و30 جندياً، وبضعة كلاب في حوالي الساعة الثانية قبل الفجر، وانتشروا حول المنزل واقتحموه بالقوة، وبدأوا يرشقون مَنْ بداخله بقنابل الصوت من النوافذ ومِن داخله".
ويتابع "كان في المنزل أم العائلة صدقية، وزوجها أحمد، وثمانية من بناتها، بينهم ليندا (9 أعوام)، والابن محمود (10 أعوام)، والابن عبد في العشرينيات من العمر، واستيقظ الجميع بذهول على ضجيج إلقاء قنابل الصوت، واقتحم الجنود المنزل دون أن يقولوا شيئاً أو يشرحوا ماذا يريدون، فأصيب بالهجوم الأم صدقية بعد أن جرّها الجنود من شعرها وأوقعوها أرضاً وهم يوجّهون لها الألفاظ النابية، وأصيبت ابنتها نجلاء بقنبلة صوت في رأسها، بالإضافة لثلاثة من شقيقاتها".
ويشير الصحفي الإسرائيلي إلى أن والد الشهيد سمير، يعاني من انزلاق غضروفي ووجد صعوبة في الوقوف على قدميه، وتعرض للركل من الجنود، ورشوا غاز الفلفل على وجهه، وحين حاولت إحدى بناته إعطاءه ماءً خلال عملية الاقتحام، دفع الجنود الكأس من يدها وضربوها بعدة ركلات".
ويواصل "على سطح المنزل كان ينام الابن عبد الذي يسكن في بلعين المجاورة معظم أيام الأسبوع، حيث يعمل كنادل في بركة السباحة المحلية، ولكن في تلك الليلة نام في منزل عائلته، فالجنود صعدوا إلى السطح، ضربوه وبعد ذلك ألقوا به عن الدرج من السطح، وجروه جريحاً وشبه فاقد الوعي إلى المراحيض، وألقوا بها قنبلة صوت آثارها السوداء لا تزال ظاهرة على أرضية المكان، فالمنزل بكامله مليء بالبقع والآثار السوداء، وذلك دليل على "دزينة" قنابل الصوت التي ألقيت فيه (..) الزجاج المحطم أصلحوه ولكنهم يحتفظون بأدلة مصورة عن التخريب".
وأردف "جر الجنود عبد وهو يرتدي الملابس الداخلية فقط، نحو إحدى الجيبات بالخارج ونقلوه للمعتقل، وعلامات دمه لا تزال على سيارة أبيه التي كانت بالمكان، ولم يكلف أحد نفسه أن يشرح لأبناء العائلة لماذا اعتقل عبد وما هي الشبهات ضده، ولم تعرف العائلة مصير ومكان ابنها، فكانت بأنه معتقل في المسكوبية أو في سجن في بئر السبع أو تم نقله لمستشفى هداسا عين كارم، وكالمعتاد لم يكلف أحد نفسه عناء اطلاعهم ماذا كان مصير ابنهم المخطوف (..) فلا توجد كلمة أخرى لوصف الظروف الوحشية التي أخذ فيها من منزله".
"نحو ساعتين بقي الجنود في المنزل، حتى الساعة الرابعة صباحاً، أجروا تفتيشات واقتلعوا بعضاً من الأبواب، وبدأ أبناء القرية يتجمعون في الشارع وفرقهم الجنود بالغاز المسيل للدموع، ووصل صدقي، شقيق الأم صدقية إلى المكان، قلقاً على سلامتهم، فدفعه الجنود بالقوة، وكسر الجنود يد لينا، واستدعى الفلسطينيون سيارة إسعاف فلسطينية إلى المكان، ولم يُسمح لها بالاقتراب لإخلاء المصابين من بنات العائلة الجريحات، والوالد أحمد كان يستلقي كل هذا الوقت شبه فاقد الوعي على الأرضية بعد أن غادر الجنود، تم نقل أربع من بنات العائلة على عَجَل، تميمة، ونجلاء، ونجوى ولينا إلى المستشفى في رام الله لتلقي العلاج الطبي".
ويضيف التقرير "يوم الثلاثاء فوجئت العائلة أن ابنها عبد- الذي لم يعتقل من قبل- أمرت محكمة عسكرية في عوفر بتمديد اعتقاله بتهمة خرق النظام ورشق الحجارة ومدّدت اعتقاله إلى 14 يوماً، والمحامي الذي مثله قرر الاستئناف على مجرد تمديد الاعتقال، ولاحظ الرضوض الشديدة في كافة أنحاء جسده، وأُرسل عبد إلى فحص "سي تي" في رأسه ولكن النيابة رفضت أن تضم المادة الطبية لملفه، حتى لا تتمكن المحكمة والدفاع من أخذ الانطباع عن خطورة حالته".
وختم ليفي التقرير بالقول "صور سمير، الابن الشهيد، معلقة في كل مكان في المنزل تقريبا.. على جدران الصالون.. على الثلاجة في المطبخ وفي كل غرفة.. خاله صدقي سألني (على ماذا يتربى جنودكم؟ لنفترض أن طفلاً رشق حجارة على الجدار، فأي رأس يدفعهم لأن يطلقوا النار الحي عليه؟) أسئلته بقيت معلقة في فضاء المنزل، دون جواب، فالواقع مؤلم جداً".
عن القدس
zaنشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريراً عمّا وصفته بـ"ليلة الرعب" التي عاشتها عائلة الشهيد سمير عوض في قرية بدرس الواقعة غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وجاء في التقرير الذي أعده الصحفي اليساري جدعون ليفي "تلك هي إحدى الليالي العصيبة التي يعيشها الفلسطينيون كل ليلة في الضفة الغربية، ففي الأسبوع الماضي سيطر جنود الاحتلال على أحد المنازل في قرية بدرس لمدة ساعتين وتحت جنح الظلام، يركلون ويضربون ويهدمون- لكن هذه المرة بالغوا في الفعل- فالمنزل الذي اقتحموه هو منزل عائلة فلسطينية ثكلى، قَتَلَ جنودٌ آخرون منذ أربعة أشهر ابنهم سمير ابن الـ16 عاماً، بثلاثة عيارات حية، أطلقوها عليه من مسافة قصيرة في خاصرته ورأسه وظهره حينما حاول الهرب من كمين له قرب جدار الفصل بعد أن رشق الحجارة على الجدار، ووصف ضابط في قيادة المنطقة الوسطى التي تسيطر على الضفة الغربية، الحادثة حينها بأنها حدث سيء، لكن شيئاً آخر كان أسوأ للغاية، وهو ضحايا أبناء تلك العائلة الثكلى".
ويضيف التقرير: "من يتوقع قدراً من الحساسية في منزل عائلة لم تنتعش بعد من قتل ابنها، فجنود الاحتلال لا يعرفون كيف يتصرفون حين ينفّذون الاعتقالات بالضفة، ومن يريد أن يصدق رواية الناطق بلسان الجيش بأن الجنود اصطدموا بمقاومة عنيفة، يجب عليه أن يعرف أن في تلك الليلة كان بالمنزل نساء وأطفال".
ويقول أحد جيران عائلة عوض لـ"هآرتس": "سمعت أحد القادة يأمر جنوده قبل اقتحام المنزل، ويقول "هذا هو منزل سمير اقتحموه بدون رحمة"، يعلق ليفي بالقول "تصرف الجنود بموجب ذلك فكل شيء حدث إلا الرحمة أو على الأقل أي قدر من الإنسانية (..) لقد وصلت قوة كبيرة مشكلة من نحو 11 جيباً و30 جندياً، وبضعة كلاب في حوالي الساعة الثانية قبل الفجر، وانتشروا حول المنزل واقتحموه بالقوة، وبدأوا يرشقون مَنْ بداخله بقنابل الصوت من النوافذ ومِن داخله".
ويتابع "كان في المنزل أم العائلة صدقية، وزوجها أحمد، وثمانية من بناتها، بينهم ليندا (9 أعوام)، والابن محمود (10 أعوام)، والابن عبد في العشرينيات من العمر، واستيقظ الجميع بذهول على ضجيج إلقاء قنابل الصوت، واقتحم الجنود المنزل دون أن يقولوا شيئاً أو يشرحوا ماذا يريدون، فأصيب بالهجوم الأم صدقية بعد أن جرّها الجنود من شعرها وأوقعوها أرضاً وهم يوجّهون لها الألفاظ النابية، وأصيبت ابنتها نجلاء بقنبلة صوت في رأسها، بالإضافة لثلاثة من شقيقاتها".
ويشير الصحفي الإسرائيلي إلى أن والد الشهيد سمير، يعاني من انزلاق غضروفي ووجد صعوبة في الوقوف على قدميه، وتعرض للركل من الجنود، ورشوا غاز الفلفل على وجهه، وحين حاولت إحدى بناته إعطاءه ماءً خلال عملية الاقتحام، دفع الجنود الكأس من يدها وضربوها بعدة ركلات".
ويواصل "على سطح المنزل كان ينام الابن عبد الذي يسكن في بلعين المجاورة معظم أيام الأسبوع، حيث يعمل كنادل في بركة السباحة المحلية، ولكن في تلك الليلة نام في منزل عائلته، فالجنود صعدوا إلى السطح، ضربوه وبعد ذلك ألقوا به عن الدرج من السطح، وجروه جريحاً وشبه فاقد الوعي إلى المراحيض، وألقوا بها قنبلة صوت آثارها السوداء لا تزال ظاهرة على أرضية المكان، فالمنزل بكامله مليء بالبقع والآثار السوداء، وذلك دليل على "دزينة" قنابل الصوت التي ألقيت فيه (..) الزجاج المحطم أصلحوه ولكنهم يحتفظون بأدلة مصورة عن التخريب".
وأردف "جر الجنود عبد وهو يرتدي الملابس الداخلية فقط، نحو إحدى الجيبات بالخارج ونقلوه للمعتقل، وعلامات دمه لا تزال على سيارة أبيه التي كانت بالمكان، ولم يكلف أحد نفسه أن يشرح لأبناء العائلة لماذا اعتقل عبد وما هي الشبهات ضده، ولم تعرف العائلة مصير ومكان ابنها، فكانت بأنه معتقل في المسكوبية أو في سجن في بئر السبع أو تم نقله لمستشفى هداسا عين كارم، وكالمعتاد لم يكلف أحد نفسه عناء اطلاعهم ماذا كان مصير ابنهم المخطوف (..) فلا توجد كلمة أخرى لوصف الظروف الوحشية التي أخذ فيها من منزله".
"نحو ساعتين بقي الجنود في المنزل، حتى الساعة الرابعة صباحاً، أجروا تفتيشات واقتلعوا بعضاً من الأبواب، وبدأ أبناء القرية يتجمعون في الشارع وفرقهم الجنود بالغاز المسيل للدموع، ووصل صدقي، شقيق الأم صدقية إلى المكان، قلقاً على سلامتهم، فدفعه الجنود بالقوة، وكسر الجنود يد لينا، واستدعى الفلسطينيون سيارة إسعاف فلسطينية إلى المكان، ولم يُسمح لها بالاقتراب لإخلاء المصابين من بنات العائلة الجريحات، والوالد أحمد كان يستلقي كل هذا الوقت شبه فاقد الوعي على الأرضية بعد أن غادر الجنود، تم نقل أربع من بنات العائلة على عَجَل، تميمة، ونجلاء، ونجوى ولينا إلى المستشفى في رام الله لتلقي العلاج الطبي".
ويضيف التقرير "يوم الثلاثاء فوجئت العائلة أن ابنها عبد- الذي لم يعتقل من قبل- أمرت محكمة عسكرية في عوفر بتمديد اعتقاله بتهمة خرق النظام ورشق الحجارة ومدّدت اعتقاله إلى 14 يوماً، والمحامي الذي مثله قرر الاستئناف على مجرد تمديد الاعتقال، ولاحظ الرضوض الشديدة في كافة أنحاء جسده، وأُرسل عبد إلى فحص "سي تي" في رأسه ولكن النيابة رفضت أن تضم المادة الطبية لملفه، حتى لا تتمكن المحكمة والدفاع من أخذ الانطباع عن خطورة حالته".
وختم ليفي التقرير بالقول "صور سمير، الابن الشهيد، معلقة في كل مكان في المنزل تقريبا.. على جدران الصالون.. على الثلاجة في المطبخ وفي كل غرفة.. خاله صدقي سألني (على ماذا يتربى جنودكم؟ لنفترض أن طفلاً رشق حجارة على الجدار، فأي رأس يدفعهم لأن يطلقوا النار الحي عليه؟) أسئلته بقيت معلقة في فضاء المنزل، دون جواب، فالواقع مؤلم جداً".
عن القدس