رافات يطويها النسيان ... ما بين تـأثير المستوطنات والتهميش يعيش سكانها
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يحتلون المنطقة ذات الموقع الإستراتيجي ...ويستولون بالقوة والعنجهية على بقعة من الأرض... يخططون ويرسمون ومن ثم يباشرون بالبناء لتتشكل بؤرة إستيطانية فيها البيوت والمدارس، تشق الطرق الإلتفافية يحيطها سياج من النوع القوي هكذا تقام المستوطنات الاسرائيلية " بالعنف والإضهاد... لا بالحق ولا بالرضا ولا بالتاريخ ...إنها عقلية من لا يملك شيئاً ... فيكون سبباً في القهر وقلة راحة البال لأصحاب الأرض الفلسطينية، بشكل عام وأراضي محافظة سلفيت بشكل خاص ...ليكون يوما جديدا مشؤوما على أراضٍ جديدة وهذه المرة على قرية وادعة ... رافات غربي مدينه سلفيت .
لا يكتفي الإحتلال بالسرقة والإستيلاء على الأرض لتُشكل للفلسطينين ألما وغصة في القلب ليزداد شعورهم بالحسرة عندما يرون البيوت قد شيدت أمام بيوتهم ليرافقها إزعاجا يدق نواقيسهم، لا يعرفون للنوم مكاناً بسبب أصوات الجرافات، والخراب الذي يصيب جدران بيوتهم بسبب الألغام التي تفتت الصخور لتهتز الأرض من تحتهم وكأنها تنذر بحدوث زلزال لتتشكل أكوام من الحجارة يتصاعد منها الغبار المتطاير في السماء، لتقف المواطنة أم إبراهيم بحيرةٍ من أمرها لتحدثنا بصوت بعلوه نبرة الحسرة قائلة": من يوم ما بدأوا ببناء بيوت مقابل بيوتنا قلبت حياتنا رأسا على عقب، اصوات التفجيرات والجرافات ليلا نهارا سرقت النوم من عيوننا وخصوصا اطفالي يبقون في حاله هلع وخوف وصراخ دائم ، وليس بإستطاعتنا عمل شيئا،"
المواطن فراس عياش يتحدث إلينا عن المعاناة التي رسمها الإحتلال الإسرائيلي بريشة الحقد والعنصرية قائلاً: "منذ أن بدأ الاحتلال ببناء بؤرة استيطانية وانقلبت حياتنا رأساً على عقب، أصوات الجرافات التي لا تهدأ ليلاً نهاراً سرقت منا الراحة والأمان وحرماننا من النوم، علاوة على ذلك التشققات التي تحدث في أساسيات وجدران المنازل القريبة من البؤرة الاستيطانية والتي تسمى بمنطقة الراس، وتسبب هذه التشققات مشاكل في المنزل وعدم القدرة على تطويره، إضافة إلى ذلك الرطوبة والتي تجد مكانها لتنتشر في جميع أنحاء المنزل وبالتالي تسبب تسرب مياه الأمطار من خلال التشققات، إضافة الى ذلك شكل الجدران وإزالة الدهان عنها.
ويضيف فراس للزميلة عهود الخفش: "وما يزيد من الطين بلةً أصوات الألغام والتي تخرج بين الفينة والأخرى وأصواتها تسبب هلعا وخوفاً ليس فقط للصغار وإنما للكبار أيضاً، "تغيرت نبرة صوته ليضيف لا أحد يهتم بقريتنا، سواء كانت مؤسسات السلطة أو مؤسسات حقوق الإنسان التي من دورها معالجة مثل هذه الأمور التي يتسببها الإحتلال الإسرائيلي " .
رافات ما بين التهميش وتأثير الاحتلال:
توجهنا إلى رئيس مجلس قروي رافات جمال عياش ليطلعنا على معاناة أهالي القرية ليحدثنا بلهفة الحزن لما أصاب قريته قائلاً : " الاحتلال الاسرائيلي حول حياة 2500 نسمة إلى جحيم لا يطاق بسبب التوسع العمراني للمستوطنات القائمة على أراضي بلدة دير بلوط وكفر الديك المحاذية للقرية والتوسع تحديداً في مستوطنة "علي زهاف"، والتي تبعد عن منازل المواطنين بمسافه 500 كيلو متر هوائي، فالضرر يطال البشر والحجر وكل شيء في القرية .
أخذ صوته يختنق تدريجياً ومع هذا يواصل عياش حديثه الى الزميلة عهود الخفش قائلا": "علاوة على التوسع العمراني أصوات التفجيرات المتواصلة ليلاً نهاراً لتفتيت الصخور والتي تؤدي إلى هلع وخوف السكان بكافة أعمارهم، وخصوصاً الأطفال الذين يأخذون بالصراخ والاختباء في أي مكان عند خروج الأصوات، كذلك الكبار الذين يكونوا في سهوة وغفلة وإذا بصوت انفجار يخرج للملأ وهذا يسبب ارباكا جسدياً ونفسياً لهم وخصوصاً في الليل، علاوة على ذلك الأضرار التي تحدث للمباني وخصوصاً الموجودة في الجهة الشرقية الجنوبية من القرية فتسبب الانفجارات تشققات في الجدران وأسقف المنازل وهذا يكون بداية لمشاكل جسيمة في المستقبل، وعدم قدرة صاحب المنزل على البناء لعدة طوابق، إضافة إلى ذلك تسرب مياه الأمطار والرطوبة وكذلك تشويه للمنظر العام للجدران من الداخل والخارج وبالتالي هناك صعوبة في إصلاحها " .
ويكمل عياش حديثه قائلا": لم يكتف الإحتلال الاسرائيلي بالتوسع العمراني في المنطقة بل قام بضم أكثر من 50% من أراضي القرية في الجهة الغربية خلف الجدار، وهناك أراض قريبة من الجدار غير مشجرة ولا يستفيد منها أصحابها ، فهي بحاجة إلى استصلاح وتشجير من أجل حمايتها من الضم وسيطرة الاحتلال عليها، ومن ناحيتنا قمنا بمراسلة عدة مؤسسات منها وزارة الزراعة ومكتب محافظة سلفيت، من أجل إعطاءها لفتة واستصلاح هذه الاراضي وبالتالي يكون سببا في حمايتها، ولغاية الآن لم يكن هناك تجاوب لهذه الكتب والمراسلات
وبصوت متشرج يواصل عياش حديثه للزميلة عهود الخفش " أصبحنا نخاف على هذه الأراضي لإن الاحتلال أصبح يعمل قاعدة تأسيسية لبنية تحتية مقدمة لبناء بؤرة استيطانية بمحاذاة الجدار، فقاموا بشق طريق وبناء حفر، وتركيب أعمدة كهرباء .
وبعيداً عن الإحتلال وممارساته التعسفية بحق أهالي قرية رافات يتحدث عياش إلى الزميلة عهود الخفش عن وضع القرية من ناحية البنية التحتية قائلا" : لم يكتفي سكان القرية بالمعاناة الواقعة عليهم من قبل الاحتلال الاسرائيلي، لتتفاقم معاناتهم بعدم الاهتمام بهم من قبل المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة من ناحية إحتياجهم لأساسيات البنية التحتية من شوارع وإستصلاحها وشق الطرق الزراعية واستصلاح الاراضي المحاذية لجدار الفصل العنصري من الجهة الغربية, علاوة على ذلك شبكة المياه التالفة والتي تسبب إرهاقا من الناحية المادية ليس فقط للقرية بل للمحافظة ككل ، حيث أن المياه تتسرب في الأرض وتبلغ نسبة المياه الفاقد 48 ألف كوب في السنة اي ما يقارب 10 الآف شيقل شهرياً.
مناشدة إلى المؤسسات:
وبلهفة ينهي عياش حديثه بمناشدته قائلا" : أناشد جميع المؤسسات الحكومية والخاصة أن تعطي لفتة جدية لقرية رافات ودعمها بالمشاريع وخصوصاً مشاريع تخص البنية التحتية من إصلاح لشبكة المياه والتي ترهق الميزانية، وتعبيد الشوارع واستصلاح الأراضي المحاذية للجدار وشق الطرق الزراعية، وما بين التهميش والاستيطان ... وعدم إهتمام المؤسسات وإهمال الكتب والمراسلات يعيش أهالي قرية رافات وحدهم علَّ مناشدتهم تصل إلى أحد المسؤولين لزيارتهم والوقوف على مشاكلهم وحلها ... علها تكون قريبا .