برعاية رئيس الجامعة وبمشاركة نخبة من الباحثين:... "الجامعة العربية الأمريكية تنظم مؤتمر الإعلام واللغة والثقافة "
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جنين- برعاية الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس رئيس الجامعة، نظمت كلية العلوم والآداب اليوم مؤتمر "الإعلام واللغة والثقافة" في أحد مدرجات الجامعة بمشاركة نخبة من الباحثين من الجامعة والمؤسسات التعليمية الأخرى، وأراضي 1948م.
وبدأ المؤتمر بكلمة ممثل رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور نور أبو الرب نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، رحب فيها بالحضور، مؤكداً أن الجامعة معنية بتعزيز مكانة البحث العلمي، وبتعزيز التواصل الدائم مع المجتمع المحلي.
وقال أبو الرب: الجامعة العربية الأمريكية تتميز ببرامجها وتنوعها وديمقراطيتها، والديمقراطية بهذا الصرح العلمي المميز تتم على أكمل وجه، فالجامعة أنهت قريباً انتخابات مجلس اتحاد الطلبة بمشاركة جميع القوى والكتل الطلابية، كما أنها تحتضن أبناء الشعب الفلسطيني من كل الأماكن.
وأردف: هذا المؤتمر فريد من نوعه، فاللغة مكون أساسي لأية أمة، والإعلام هو السلاح للديمقراطية وإظهار الحق، متمنياً لكم التوفيق.
من جهته، أكد عميد البحث العلمي في الجامعة الأستاذ الدكتور محمد رفيق حمدان أن الجامعة العربية الأمريكية معنية بدعم الجهد الأكاديمي والبحثي في مختلف الأقسام والتخصصات.
وقال: إن الجامعة معنية بالتشبيك والتفاعل مع مجالس عمداء البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية، خدمة للوطن ومؤسساته، وبما يسهم في استثمار الجهد العلمي المشترك.
وتحدث حمدان عن تميز فكرة المؤتمر؛ كونه يبحث في مواضيع حيوية ومحور اهتمام كبير، موضحاً دور الإعلام في خلق جو ثقافي يمهد لفرض واقع ليس للشعوب الضعيفة نصيب فيه.
وتابع: قد تكون اللغة الوطنية مستهدفة إذا كانت تختزن مضمونا ثقافياً وهوية حضارية، وزخماً تاريخياً، لتصبح متغيراً مستهدفاً لخلق معادلة ثقافية طيعة.
وبدوره، أثنى د. عبد الرحمن أبو لبدة عميد كلية العلوم والآداب في الجامعة على المؤتمر، موضحاً أن تنظيمه جاء في سياق فلسفة الجامعة وحرصها على التطور والتميز والمشاركة الفاعلة في كل ما له صلة بخدمة المجتمع المحلي والقضية الفلسطينية.
وقال: إن المؤتمر يؤكد صدق النسيج المتين بين اللغة العربية والإعلام والثقافة، وهي ركائز أساسية ثلاث في بناء المجتمعات العلمية، وتجسيداً للعمل المشترك، الذي من أجله تتواصل الطاقات، وترسم السياسات، وتوثق اللبنات الأساسية في العمل والعطاء.
وقدم د.عباس المصري مقرر المؤتمر ومساعد عميد كلية العلوم والآداب شرحاً لأهم محاوره، موضحاً أن ما يميز هذا الجهد أنه يضم نخبة من الباحثين والمعنيين من مختلف أرجاء الوطن، ومن الداخل الفلسطيني.
وأكد المصري حرص الجامعة دائماً على احتضان مختلف أطياف الشعب الفلسطيني، وقيامها بدور طليعي وريادي في دعم كل ما له صلة بالثقافة والبحث العلمي والتنمية، ودعم مسيرة البناء الوطني.
وأوصى المؤتمر بضرورة التنبه للمصطلح في تقديم الرواية الفلسطينية بما يخص الاحتلال ونشر ما له صلة بحقوق الإنسان.
وحث وسائل الإعلام بأن تخصص مساحة للشكاوي بما يخص حقوق الإنسان، مؤكدا ضرورة تضمين القانون الأساسي مادة أخرى تمنح وسائل الإعلام ممارسة دوره في المراقبة، والرقابة.. .
كما أوصى المؤتمر ضرورة أن تدرج كليات الإعلام والصحافة في مناهجها ما يتعلق بحقوق الإنسان، نظرا لأهمية ثقافة حقوق الإنسان في حياة الناس وأهميتها في تعريفهم بحقوقهم.
كما دعا القطاع الخاص إلى الاستثمار في الإعلام، وأن ينأى الإعلامي بنفسه عن الأطراف السياسية المتناقضة والمشاركة في تمديد عمر الانقسام على الأرض.
و شدد المؤتمر على ضرورة التنبه إلى خطورة المصطلحات الصهيونية، وأهمية الاهتمام بالتأهيل اللغوي للإعلاميين.
وتضمن المؤتمر جلستين بحثيتين، جاءت الأولى تحت عنوان اللغة والإعلام، وأدارها الدكتور محمد دوابشة أستاذ اللغة العربية في الجامعة.
وبدأت الجلسة بورقة مقدمة من د. وليد الشرفا من جامعة بيرزيت بعنوان (اللغة والسلطة في الإعلام)، ركز فيها على العلاقة المعقدة بين اللغة والإعلام، موضحاً أن الدلالات اللغوية مرتبطة باللسان ولا يمكن أن تكون بعيدة عن السلطة اللغوية والخطابية.
وأشار" الشرفا" إلى أن التطورات التكنولوجية أسهمت في تعزيز الصراع بين ثنائية العامية والفصيح، والانهيار اللغوي الذي يتضح في النشرات الإخبارية على الفضائيات العربية.
وبدوره، قدم رئيس قسم اللغة العربية والإعلام في الجامعة العربية الأمريكية د. عماد أبو الحسن ورقته التي تضمنت (العلاقات التبادلية بين اللغة والإعلام)، من خلال محاورها الأساسية والتي تشمل: مفهومها، ووظيفتها، وواقع اللغة والنص الإعلامي المنتج، والتنمية الوظائفية المشتركة فيما بينهما.
وأوضح أن لغة الإعلام والصحافة لم تصل إلى المستوى الذي يجب أن تصل إليه، فنظراً للدور الخطير الذي تلعبه وسائل الإعلام عبر استخدام اللغة بات من الضروري أن تعمل على تطوير علاقتها بها.
وحث د.أبو الحسن وسائل الإعلام للعمل على تطوير علاقتها باللغة عبر تنمية الوظائف المشتركة بينهما، وتنمية نظامها القواعدي والمعجمي والدلالي.
من جهته تحدث الكاتب أ. سلمان الناطور عن (دور إعلام فلسطيني عرب 48 في دعم الثقافة) من خلال الصحف والمجلات التي أنشئت في الداخل وكان هدفها نشر الثقافة الفلسطينية وإحيائها حيث قامت قوات الاحتلال بهدم مباني هذه الصحف لطمس الثقافة.
وأشار الناطور إلى أهمية فلسطين ومكانتها بالنسبة لكل الفلسطينيين، وقال:" بالنسبة لنا فلسطين هي كل القيم التاريخية والحضارية، ولن تتمكن الحواجز والجدران من تشتيت قيمنا الحضارية والتاريخية".
وأضاف": نريد لكل أدبنا الفلسطيني وإنتاجنا السينمائي في الداخل أن تترجم لكل اللغات الأوروبية وأن تكون جزءأً لا يتجزأ من ثقافات العالم، فنحن نريد أن ننهل من الثقافات الأخرى ونعطيها".
وعرض المحاضر في قسم اللغة العربية والإعلام د. محمود خلوف ورقة بحثية محكمة بعنوان (المصطلحات المستخدمة في الصحافة الإلكترونية الفلسطينية في وصف الاحتلال وإجراءاته: دراسة تحليلية مقارنة)، واشتملت الدراسة على تحليل مضامين ثلاثة مواقع فلسطينية وهي: وكالات وفا، و معاً الإخبارية، والرأي في غزة.
وركزت الدراسة على إظهار حجم استخدام مواقع الدراسة للمصطلحات الخاطئة والصائبة المتعلقة بالصراع العربي-الإسرائيلي، بالاعتماد على أسلوب تحليل المحتوى.
وطالب د.خلوف بأن تنجز نقابة الصحفيين الفلسطينيين دليلاً إرشادياً حول المصطلحات الواجب تجنب استخدامها؛ لتوزيعه على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.
وحث المؤسسات الإعلامية بأن تهتم بإعداد الصحفيين جيداً، ليكونوا قادرين على التعاطي مع الرسائل الواردة من الاحتلال، أو من يحالفه، وبشكل يخدم القضية الفلسطينية.
وتطرق د.خلوف إلى ضرورة قيام باحثين آخرين بدراسة درجة تغلغل المصطلحات الإسرائيلية في وسائل الإعلام الأخرى(راديو، تلفاز، صحف ورقية، مجلات ).
وعالجت الجلسة الثانية التي أدارها د.عباس المصري مقرر المؤتمر موضوع " الثقافة واللغة، حيث تحدث فيها بالبداية الباحث في العلاقات الدولية والناشط في حقوق الإنسان الأستاذ" بشار الديك " مستعرضاً واقع الحريات في فلسطين.
وتطرق الديك في الورقة التي قدمها بالنيابة عن الناشط الحقوقي د.عمر رحال، إلى أهمية الإعلام وضرورته للدفاع عن حقوق الإنسان.
وتابع: الإعلام بحاجة إلى حقوق الإنسان ليمارس على الأرض بحرية تامة، ولولا مبادئ حقوق الإنسان لما كان بالإمكان ممارسة العمل الإعلامي على أساس حرية الرأي والتعبير.
وأضاف: وسائل الإعلام يفترض أن يكون لها سلطة الرقابة، على انتهاكات حقوق الإنسان باعتبارها السلطة الرابعة.
واعتبر الديك وجود ضعف في دور نقابة الصحفيين و تحديدا في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، مشيراً إلى وجود غياب في تدريب الصحفيين على مسألة التخصصية في حقوق الإنسان.
وبدوره استعرض أ.هاني المصري المحلل السياسي في ورقته، دور الإعلام في تحقيق المصالحة، بعنوان "الإعلام والانقسام"، معتبراً أن تغطية الإعلام تتأثر كثيرا بحالة الانقسام.
وأردف المصري: الإعلام ضحية الانقسام ومساهم في إدامة عمر الانقسام، ونلمس بأنه عقب الانقسام ،تراجع منسوب الحرية إلى حد كبير وأصبح الناس يُقيَّمون على أساس التبعية إلى هذا الطرف أو ذاك .
وأضاف المصري: الانقسام كان له دور في الحد من الحريات، وعلى الإعلاميين محاربته بحياد وموضوعية.
ووجه الدعوة للقطاع الخاص إلى الاستثمار في الإعلام، لأن الشعب الفلسطيني عانى كثيرا من الاستقطاب الإعلامي.
من جهته، قدم د.جمال حنايشة رئيس قسم الثقافة العامة في الجامعة ،ورقة بحثية حول العولمة والتحديات الراهنة، موضحاً وجود تباين كبير حول تحديد مصطلح العولمة، نظرا لوجود مجموعة من الأسباب ترجع لاختلاف خلفية المُعَرِّفين: سياسيين، اقتصاديين، علماء اجتماع، إعلاميين، تربويين.
وأضاف: هناك وجه مشرق للعولمة ووجه آخر قاتم، وبكل الأحوال العولمة لها تأثير في اللغة والمسلك، والملبس والمأكل.
وطالب حنايشة بضرورة التفكير بطبيعة العلاقة بين الدول في ظل العولمة، من خلال التفكير بالسؤال: هل ننعزل أم ننفتح في حوار ثقافي؟.
كما استعرض العوامل التي أسهمت في انتشار ظاهرة العولمة كانهيار المعسكر الشرقي، وتزايد نفوذ الشركات متعددة الجنسية، والثورة المعلوماتية، وإنشاء منظمة التجارة العالمية وغيرها.
من جهته، قدم د.أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة، ورقة بحثية بعنوان "إعادة تعريف مصطلح السيادة في زمن العولمة والإعلام الجديد: مضامين فلسطينية".
واعتبر أن السيادة في ظل العولمة أصبحت "رخوة في ظل الانفتاح"، مضيفاً: عندما نتحدث عن السيادة نتحدث عن الدولة الوطنية، والسيادة إحدى العناصر الأساسية للدولة الحديثة، و تعني قدرة الدولة على سيطرة الجغرافية والسكان، وأن هناك دولة وقانوناً نافذاً على الأرض والجغرافيا والسكان.
وأضاف يوسف: إن أكبر عنصر صراع مع الاحتلال هو السيادة؛ لأن الاحتلال يغتصب الأرض ويطرد السكان، ويرى بأنه في ضوء المعطيات وموازين القوى من الصعب أن تتحقق السيادة الفعلية على الأرض، ما يتطلب بالتركيز على المبادرات المتعلقة بالهوية والمصالحة، بما يؤدي إلى تحقيق السيادة التضامنية بوجود شعور تضامني بين 11 مليون فلسطيني في العالم...
وقال: التضامن مع إضراب الأسرى هو شكل من أشكال السيادة التضامنية، وبناء رواية فلسطينية ،يتغنى فيها الفلسطيني في مختلف دول العالم، هو شكل من أشكال السيادة، وللأسف هذا جهد ما زال قليلاً.
zaجنين- برعاية الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس رئيس الجامعة، نظمت كلية العلوم والآداب اليوم مؤتمر "الإعلام واللغة والثقافة" في أحد مدرجات الجامعة بمشاركة نخبة من الباحثين من الجامعة والمؤسسات التعليمية الأخرى، وأراضي 1948م.
وبدأ المؤتمر بكلمة ممثل رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور نور أبو الرب نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، رحب فيها بالحضور، مؤكداً أن الجامعة معنية بتعزيز مكانة البحث العلمي، وبتعزيز التواصل الدائم مع المجتمع المحلي.
وقال أبو الرب: الجامعة العربية الأمريكية تتميز ببرامجها وتنوعها وديمقراطيتها، والديمقراطية بهذا الصرح العلمي المميز تتم على أكمل وجه، فالجامعة أنهت قريباً انتخابات مجلس اتحاد الطلبة بمشاركة جميع القوى والكتل الطلابية، كما أنها تحتضن أبناء الشعب الفلسطيني من كل الأماكن.
وأردف: هذا المؤتمر فريد من نوعه، فاللغة مكون أساسي لأية أمة، والإعلام هو السلاح للديمقراطية وإظهار الحق، متمنياً لكم التوفيق.
من جهته، أكد عميد البحث العلمي في الجامعة الأستاذ الدكتور محمد رفيق حمدان أن الجامعة العربية الأمريكية معنية بدعم الجهد الأكاديمي والبحثي في مختلف الأقسام والتخصصات.
وقال: إن الجامعة معنية بالتشبيك والتفاعل مع مجالس عمداء البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية، خدمة للوطن ومؤسساته، وبما يسهم في استثمار الجهد العلمي المشترك.
وتحدث حمدان عن تميز فكرة المؤتمر؛ كونه يبحث في مواضيع حيوية ومحور اهتمام كبير، موضحاً دور الإعلام في خلق جو ثقافي يمهد لفرض واقع ليس للشعوب الضعيفة نصيب فيه.
وتابع: قد تكون اللغة الوطنية مستهدفة إذا كانت تختزن مضمونا ثقافياً وهوية حضارية، وزخماً تاريخياً، لتصبح متغيراً مستهدفاً لخلق معادلة ثقافية طيعة.
وبدوره، أثنى د. عبد الرحمن أبو لبدة عميد كلية العلوم والآداب في الجامعة على المؤتمر، موضحاً أن تنظيمه جاء في سياق فلسفة الجامعة وحرصها على التطور والتميز والمشاركة الفاعلة في كل ما له صلة بخدمة المجتمع المحلي والقضية الفلسطينية.
وقال: إن المؤتمر يؤكد صدق النسيج المتين بين اللغة العربية والإعلام والثقافة، وهي ركائز أساسية ثلاث في بناء المجتمعات العلمية، وتجسيداً للعمل المشترك، الذي من أجله تتواصل الطاقات، وترسم السياسات، وتوثق اللبنات الأساسية في العمل والعطاء.
وقدم د.عباس المصري مقرر المؤتمر ومساعد عميد كلية العلوم والآداب شرحاً لأهم محاوره، موضحاً أن ما يميز هذا الجهد أنه يضم نخبة من الباحثين والمعنيين من مختلف أرجاء الوطن، ومن الداخل الفلسطيني.
وأكد المصري حرص الجامعة دائماً على احتضان مختلف أطياف الشعب الفلسطيني، وقيامها بدور طليعي وريادي في دعم كل ما له صلة بالثقافة والبحث العلمي والتنمية، ودعم مسيرة البناء الوطني.
وأوصى المؤتمر بضرورة التنبه للمصطلح في تقديم الرواية الفلسطينية بما يخص الاحتلال ونشر ما له صلة بحقوق الإنسان.
وحث وسائل الإعلام بأن تخصص مساحة للشكاوي بما يخص حقوق الإنسان، مؤكدا ضرورة تضمين القانون الأساسي مادة أخرى تمنح وسائل الإعلام ممارسة دوره في المراقبة، والرقابة.. .
كما أوصى المؤتمر ضرورة أن تدرج كليات الإعلام والصحافة في مناهجها ما يتعلق بحقوق الإنسان، نظرا لأهمية ثقافة حقوق الإنسان في حياة الناس وأهميتها في تعريفهم بحقوقهم.
كما دعا القطاع الخاص إلى الاستثمار في الإعلام، وأن ينأى الإعلامي بنفسه عن الأطراف السياسية المتناقضة والمشاركة في تمديد عمر الانقسام على الأرض.
و شدد المؤتمر على ضرورة التنبه إلى خطورة المصطلحات الصهيونية، وأهمية الاهتمام بالتأهيل اللغوي للإعلاميين.
وتضمن المؤتمر جلستين بحثيتين، جاءت الأولى تحت عنوان اللغة والإعلام، وأدارها الدكتور محمد دوابشة أستاذ اللغة العربية في الجامعة.
وبدأت الجلسة بورقة مقدمة من د. وليد الشرفا من جامعة بيرزيت بعنوان (اللغة والسلطة في الإعلام)، ركز فيها على العلاقة المعقدة بين اللغة والإعلام، موضحاً أن الدلالات اللغوية مرتبطة باللسان ولا يمكن أن تكون بعيدة عن السلطة اللغوية والخطابية.
وأشار" الشرفا" إلى أن التطورات التكنولوجية أسهمت في تعزيز الصراع بين ثنائية العامية والفصيح، والانهيار اللغوي الذي يتضح في النشرات الإخبارية على الفضائيات العربية.
وبدوره، قدم رئيس قسم اللغة العربية والإعلام في الجامعة العربية الأمريكية د. عماد أبو الحسن ورقته التي تضمنت (العلاقات التبادلية بين اللغة والإعلام)، من خلال محاورها الأساسية والتي تشمل: مفهومها، ووظيفتها، وواقع اللغة والنص الإعلامي المنتج، والتنمية الوظائفية المشتركة فيما بينهما.
وأوضح أن لغة الإعلام والصحافة لم تصل إلى المستوى الذي يجب أن تصل إليه، فنظراً للدور الخطير الذي تلعبه وسائل الإعلام عبر استخدام اللغة بات من الضروري أن تعمل على تطوير علاقتها بها.
وحث د.أبو الحسن وسائل الإعلام للعمل على تطوير علاقتها باللغة عبر تنمية الوظائف المشتركة بينهما، وتنمية نظامها القواعدي والمعجمي والدلالي.
من جهته تحدث الكاتب أ. سلمان الناطور عن (دور إعلام فلسطيني عرب 48 في دعم الثقافة) من خلال الصحف والمجلات التي أنشئت في الداخل وكان هدفها نشر الثقافة الفلسطينية وإحيائها حيث قامت قوات الاحتلال بهدم مباني هذه الصحف لطمس الثقافة.
وأشار الناطور إلى أهمية فلسطين ومكانتها بالنسبة لكل الفلسطينيين، وقال:" بالنسبة لنا فلسطين هي كل القيم التاريخية والحضارية، ولن تتمكن الحواجز والجدران من تشتيت قيمنا الحضارية والتاريخية".
وأضاف": نريد لكل أدبنا الفلسطيني وإنتاجنا السينمائي في الداخل أن تترجم لكل اللغات الأوروبية وأن تكون جزءأً لا يتجزأ من ثقافات العالم، فنحن نريد أن ننهل من الثقافات الأخرى ونعطيها".
وعرض المحاضر في قسم اللغة العربية والإعلام د. محمود خلوف ورقة بحثية محكمة بعنوان (المصطلحات المستخدمة في الصحافة الإلكترونية الفلسطينية في وصف الاحتلال وإجراءاته: دراسة تحليلية مقارنة)، واشتملت الدراسة على تحليل مضامين ثلاثة مواقع فلسطينية وهي: وكالات وفا، و معاً الإخبارية، والرأي في غزة.
وركزت الدراسة على إظهار حجم استخدام مواقع الدراسة للمصطلحات الخاطئة والصائبة المتعلقة بالصراع العربي-الإسرائيلي، بالاعتماد على أسلوب تحليل المحتوى.
وطالب د.خلوف بأن تنجز نقابة الصحفيين الفلسطينيين دليلاً إرشادياً حول المصطلحات الواجب تجنب استخدامها؛ لتوزيعه على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.
وحث المؤسسات الإعلامية بأن تهتم بإعداد الصحفيين جيداً، ليكونوا قادرين على التعاطي مع الرسائل الواردة من الاحتلال، أو من يحالفه، وبشكل يخدم القضية الفلسطينية.
وتطرق د.خلوف إلى ضرورة قيام باحثين آخرين بدراسة درجة تغلغل المصطلحات الإسرائيلية في وسائل الإعلام الأخرى(راديو، تلفاز، صحف ورقية، مجلات ).
وعالجت الجلسة الثانية التي أدارها د.عباس المصري مقرر المؤتمر موضوع " الثقافة واللغة، حيث تحدث فيها بالبداية الباحث في العلاقات الدولية والناشط في حقوق الإنسان الأستاذ" بشار الديك " مستعرضاً واقع الحريات في فلسطين.
وتطرق الديك في الورقة التي قدمها بالنيابة عن الناشط الحقوقي د.عمر رحال، إلى أهمية الإعلام وضرورته للدفاع عن حقوق الإنسان.
وتابع: الإعلام بحاجة إلى حقوق الإنسان ليمارس على الأرض بحرية تامة، ولولا مبادئ حقوق الإنسان لما كان بالإمكان ممارسة العمل الإعلامي على أساس حرية الرأي والتعبير.
وأضاف: وسائل الإعلام يفترض أن يكون لها سلطة الرقابة، على انتهاكات حقوق الإنسان باعتبارها السلطة الرابعة.
واعتبر الديك وجود ضعف في دور نقابة الصحفيين و تحديدا في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، مشيراً إلى وجود غياب في تدريب الصحفيين على مسألة التخصصية في حقوق الإنسان.
وبدوره استعرض أ.هاني المصري المحلل السياسي في ورقته، دور الإعلام في تحقيق المصالحة، بعنوان "الإعلام والانقسام"، معتبراً أن تغطية الإعلام تتأثر كثيرا بحالة الانقسام.
وأردف المصري: الإعلام ضحية الانقسام ومساهم في إدامة عمر الانقسام، ونلمس بأنه عقب الانقسام ،تراجع منسوب الحرية إلى حد كبير وأصبح الناس يُقيَّمون على أساس التبعية إلى هذا الطرف أو ذاك .
وأضاف المصري: الانقسام كان له دور في الحد من الحريات، وعلى الإعلاميين محاربته بحياد وموضوعية.
ووجه الدعوة للقطاع الخاص إلى الاستثمار في الإعلام، لأن الشعب الفلسطيني عانى كثيرا من الاستقطاب الإعلامي.
من جهته، قدم د.جمال حنايشة رئيس قسم الثقافة العامة في الجامعة ،ورقة بحثية حول العولمة والتحديات الراهنة، موضحاً وجود تباين كبير حول تحديد مصطلح العولمة، نظرا لوجود مجموعة من الأسباب ترجع لاختلاف خلفية المُعَرِّفين: سياسيين، اقتصاديين، علماء اجتماع، إعلاميين، تربويين.
وأضاف: هناك وجه مشرق للعولمة ووجه آخر قاتم، وبكل الأحوال العولمة لها تأثير في اللغة والمسلك، والملبس والمأكل.
وطالب حنايشة بضرورة التفكير بطبيعة العلاقة بين الدول في ظل العولمة، من خلال التفكير بالسؤال: هل ننعزل أم ننفتح في حوار ثقافي؟.
كما استعرض العوامل التي أسهمت في انتشار ظاهرة العولمة كانهيار المعسكر الشرقي، وتزايد نفوذ الشركات متعددة الجنسية، والثورة المعلوماتية، وإنشاء منظمة التجارة العالمية وغيرها.
من جهته، قدم د.أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة، ورقة بحثية بعنوان "إعادة تعريف مصطلح السيادة في زمن العولمة والإعلام الجديد: مضامين فلسطينية".
واعتبر أن السيادة في ظل العولمة أصبحت "رخوة في ظل الانفتاح"، مضيفاً: عندما نتحدث عن السيادة نتحدث عن الدولة الوطنية، والسيادة إحدى العناصر الأساسية للدولة الحديثة، و تعني قدرة الدولة على سيطرة الجغرافية والسكان، وأن هناك دولة وقانوناً نافذاً على الأرض والجغرافيا والسكان.
وأضاف يوسف: إن أكبر عنصر صراع مع الاحتلال هو السيادة؛ لأن الاحتلال يغتصب الأرض ويطرد السكان، ويرى بأنه في ضوء المعطيات وموازين القوى من الصعب أن تتحقق السيادة الفعلية على الأرض، ما يتطلب بالتركيز على المبادرات المتعلقة بالهوية والمصالحة، بما يؤدي إلى تحقيق السيادة التضامنية بوجود شعور تضامني بين 11 مليون فلسطيني في العالم...
وقال: التضامن مع إضراب الأسرى هو شكل من أشكال السيادة التضامنية، وبناء رواية فلسطينية ،يتغنى فيها الفلسطيني في مختلف دول العالم، هو شكل من أشكال السيادة، وللأسف هذا جهد ما زال قليلاً.