استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

هل باتت تواريخ ميلاد الفلسطينيين علامات على طرق الشقاء؟

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
 ماهر عثمان - من السهل ان يصاب المرء بالخدر ازاء ذكرى معينة تتكرر منذ عقود من الزمن ربما لأن التكرار يضفي عليها طابعاً من الرتابة قد يوحي بان ليس في الامر جديد في عودة هذه الذكرى هذه السنة.
لكن واقع الحال مختلف في ما يتعلق بذكرى حرب 5 حزيران (يونيو) 1967 التي مضى عليها اليوم 46 عاماً.
 فقد استفحل الاستيطان اليهودي في اراضينا، وتتخذ الحكومة الاسرائيلية يومياً اجراءت عملية على الارض لجعل حل الدولتين مستحيلاً فيما هي توطد اركان نظام تفرقة عنصرية بات مجسماً وشغالاً وله قسمات شبيهة بقسمات نظام الابارتايد في جنوب افريقيا قبل استتاب حكم غالبية اهل البلاد الاصليين.
انتقلت عادة احتفال الناس باعياد من الغرب الى الشرق مثلما تنتقل عادات وتقاليد، في عصور مختلفة، من الامم المسيطرة في العالم الى الامم المسيطر عليها. ولا بأس في عادات تنتقل من هنا الى هناك اذا كانت تشكل مناسبات فرح وسعادة.
اما في فلسطين فان تواريخ الميلاد تعني، خصوصاً على الصعيد الوطني العام – والى حد ما على الصعيد الشخصي – اشياء مختلفة. فاذا اخذنا من ولدوا في 5 حزيران (يونيو) 1967 او منذ ذلك التاريخ، وجدنا انهم لم يعرفوا سوى الشقاء الناجم عن الاحتلال الاسرائيلي متمثلاً بسرقة اراضيهم واراضي اهلهم وتعريضهم للمذلة والاهانة عند حواجز جيش الاحتلال الاسرائيلي، بل وتعرضهم للقتل والاعتداء من جانب جيش اسرائيل وقطعان مستوطنيها الذين يتشبه بعضهم برعاة البقر فاتحي الغرب الاميركي.
اما من كانوا احياء في العام 1948، عام الحرب والنكبة الفلسطينية الكبرى، فقلما يحتفل الاحياء منهم الآن باعياد ميلادهم بسعادة غير مشوبة بالحزن، وذكريات التشرد الاليم، وفَقْدِ احباب في الحرب خلال مجازر التطهير العرقي على ايدي العصابات الارهابية الصهيونية. ينطبق هذا على من يسمون الآن فلسطينيي العام 1948 – اي الذين يعيشون في اسرائيل وارغموا على ان يصبحوا مواطنين فيها كي يستطيعوا البقاء حيث كانوا، مثلما ينطبق على من هاجروا الى قطاع غزة او الضفة الغربية او المنافي الاخرى في الجوار العربي او اصقاع العالم الاخرى.
لكن ماذا سيجد من يولدون الآن، في الذكرى الـ46 لحرب 1967 وسيطرة اسرائيل على رقعة فلسطين التاريخية باكملها (رغم انسحابها من قطاع غزة الذي تحاصره وتتحكم في الكثير من وارداته) في الواقع الذي سيشهدونه بعد عشر سنوات من الآن، على سبيل المثال؟
قبل النظر في البلورة السحرية او قراءة علامات القهوة على فنجان يجدر بنا التذكير ببعض الثوابت في سياسات اسرائيل وسياسات الولايات المتحدة لئلا نكون منجمين ممارسين للحزر الذكي:
* لم تكف الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ 1967 عن بناء المستوطنات وتوسيعها ولا عن تضييق الخناق على الفلسطينيين لحملهم إما على الهجرة او الاذعان للعيش في معازل سكانية يصعب وصلها لتشكل دولة قابلة للحياة.
* عمدت الحكومات الاسرائيلية على مدى الاعوام الـ46 الماضية الى اتخاذ كل الاجراءات الممكنة لعرقلة قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 حزيران 1967 وسخرت لتحقيق ذلك الهدف البناء الاستيطاني بوتيرة جنونية وزرع مستوطنين في الاراضي المحتلة، وبناء طرق التفافية خاصة باليهود وتطويق المدن والقرى الفلسطينية بهذه الطرق وبالمستوطنات والحواجز العسكرية بحيث تحولها الى معازل سكانية اشبه بالبنتوستونات في جنوب افريقيا في ظل نظام الابارتايد.
* باتت اسرائيل تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تطالب ضحاياها الفلسطينيين بالاعتراف بها دولةً يهودية، وهو طلب مريب قد يترتب عليه تنفيذ اي مخططات مبيتة تندرج تحت متابعة التطهير العرقي والتشريد.
* بالنسبة الى الولايات المتحدة وسياساتها ما علينا الا ان ننظر الى السجل العملي لادارات الروساء الاميركيين المتعاقبين من منتصف ستينات القرن الماضي على الاقل الى الآن لندرك ان كل واحد منهم وصل الى البيت الابيض بعد ان بز المرشحين المنافسين له في اغداق الوعود لاسرائيل والوفاء بها لجهة التمويل والتسليح ومنح الغطاء السياسي على صعيد الامم المتحدة والصعيد السياسي العالمي.
* وحرقاً للمراحل الزمنية ننتقل مباشرة الى آخر استقبال في الكونغرس الاميركي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ في 24 ايار (مايو) 2011 عندما وقف المشرعون الاميركيون مصفقين لنتنياهو 29 مرة، اي اكثر من اعلى رقم تصفيق مماثل ناله الرئيس باراك اوباما وهو 24 مرة. وكان ذلك بعد لقاء مكهرب بين نتنياهو مع اوباما في المكتب البيضاوي في البيت الابيض بدا فيه نتنياهو متحدياً للرئيس الاميركي باصراره على مواصلة البناء الاستيطاني.
بناء على ما تقدم، من المرجح ان يجد فلسطينيو الجيل المقبل في ارض فلسطين التاريخية انفسهم تحت وطأة نظام عنصري احتلالي يستخدمهم كايد عاملة رخيصة، ويذلهم ويقيد تحركاتهم ويجعلهم معتمدين على البضائع الاسرائيلية، وان يكتشفوا ان الحديث عن تحقيق السلام على اساس دولتين احداهما فلسطينية الى جانب اسرائيل على حدود 4 حزيران 1967 انما كان ملهاةً وغطاء لاكمال اسرائيل تهويد اراضينا والسيطرة عليها.
ليست هذه نبوءةً مفرحة، ولا هي نبؤة مضمونة. ولكن هذه قطعاً قراءة للمستقبل على اساس سجل الاحداث والوقائع والسياسات الاسرائيلية والاميركية الماضية والحالية في ظل عجز عربي عام قد يعلم الفلسطينيين يوما ما الكف عن السؤال "اين العرب" كلما حلت بهم مصيبة من مصائب جرائم الاحتلال الاسرائيلي.
ان على الفلسطينيين ان يكافحوا الآن بكل ما اوتوا من قوة من اجل انهاء نظام التفرقة العنصري الذي اقامته اسرائيل وان يناشدوا العالم الانضمام اليهم في هذا الكفاح.
عن القدس
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025