قرية اليانون .. هناك تعتقل الأغنام !
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد الرفاعي: "منذ العام 1995 تحولت القرية الى سجن، كانت جنة وأصبحت جحيماً .. لا نستطيع العمل طوال النهار وعيوننا ترقب اعتداء المستوطنين في أي لحظة، لا يوجد دولة في العالم تقوم بحبس الأغنام"، هكذا بدأ عضو بلدية عقربا عن قرية اليانون راشد فهمي مرار حديثه عن قريته التي تقع الى الجنوب الشرقي من محافظة نابلس والمعاناة الطويلة التي يعيشها السكان ليل نهار في ظل احاطتهم بخمس مستوطنات اثنتين منها قيد الانشاء على حساب أراضي المزارعين في اليانون.
ويسرد مرار تفاصيل ما آلت إليه ظروف القرية حتى اللحظة: " نحن أمام مأساة كبيرة، مساحة القرية 16450 دونما صادرتها سلطات الاحتلال لصالح المستوطنات وحولت مناطق شاسعة الى منطقة للتدريب العسكري، بحيث بقي لنا 20% فقط من المساحة المسموح لنا باستخدامها، علما أن القرية البالغ عدد سكانها 102 مصنفة ضمن مناطق "C" و"B" أو بحسب تنصيف الأهالي اليانون الشرقية والجنوبية. وقد اضطرت 18 عائلة من الخروج من المنطقة المصنفة "C" بسبب مضايقات المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة."
ويضيف:" في الليل يقوم المستوطنين بالتجول بين البيوت والصراخ بهدف ترويع السكان، وفي بعض الأحيان ينزلون على خيولهم ويقومون بادخال بنادقهم من شبابيك المنازل لترويع الأطفال، عدا عن قنابل الصوت التي يطلقها جيش الاحتلال والخنازير التي قضت على محاصيلنا الزراعية، وسرقة المستوطنين لمحاصيل الزيتون والقمح والشعير واقتلاع الأشجار وزراعتها في المستوطنات، وحصر مساحة الرعي لدرجة أصبح الوضع لا يطاق، لا سيما وأن غالبية العائلات تعتمد على تربية الثرة الحيوانية."
ويشير مرار الى أن الاعتداء الأول من المستوطنين كان في العام 1995، حيث اعتدت مجموعة من المستوطنين على مُسِن عمره 85 عاما فَقَد على أثرها حاستي السمع والبصر وفارق الحياة بعد سنتين، ومع الانتفاضة الثانية قضى المستوطنون على 800 شجرة زيتون، وسمموا 120 رأس غنم وحرقوا مولد الكهرباء، وقاموا بتلويث مياه النبع، واطلقوا النار على المواطنين، في سلسلة اعتداءات متواصلة كان آخرها الاعتداءات على عائلة أثناء توجههم الى بلدة عقربا القريبة منهم، حيث تعرضوا لكمين نصبه المستوطنون وقاموا بضربهم ومن ثم حضرت قوات الاحتلال وقامت باعتقال العائلة وحكمت على عدد منهم بالسجن لمدة لسنة. منوها الى أنه لا يوجد إلى الآن أي شبكة طرق تربطها مع المدينة سوى الطريق القديم والذي تم تعبيده حديثاً والمؤدي مباشرة إلى بلدة عقربا المجاورة، حيث تمتد حدود القرية باتجاه بلدة عقربا وبلدة بيت فوريك وعورتا حتى شرقاً باتجاه مستوطنة مخولا وشارع رقم 90 في سفوح الأغوار.
فيما تفتقر القرية حسب عضو مجلس اليانون راشد مرار الى عيادة طبية، علما أن أي حالة طارئة يتم تحويلها الى عقربا، حيث يعمد الاحتلال الى وضع حواجز طيارة بين المنطقتين للتضييق على السكان، عدا عن الوضع الاقتصادي المتردي والوعودات التي قطعها مسؤولون زاروا المنطقة، مؤكدا أن المزارعين يعانون بشكل كبير من ارتفاع سعر العلف وهذا يضيف مأساة أخرى على السكان الذي يحاولون الصمود في قرية صغيرة تحيطها مستوطنات وبعيدة عن مركز المدينة.
ويصر مرار على ذكر المؤسسات التي قدمت لهم الدعم خلال السنوات الماضية: الرؤية العالمية، والصليب الاحمر الدولي، والمركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومؤسسة كوبي الايطالية، والقنصلية البريطانية ومحافظة نابلس، ووزارة التربية والتعليم ومديرية جنوب نابلس، والمتضامنين الاجانب "EAPPI"، ومؤسسات أخرى.
ويطالب مرار المؤسسات الدولية والمحلية بضرورة تعزيز صمود السكان فيما يواجهونه من كارثة حقيقية تنذر على المدى البعيد بمحاولة طردهم من قرية اليانون، وتحويل المنطقة الى مستوطنة جديدة تضاف الى المستوطنات الأخرى التي تم بنائها على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين.
بدوره أشار منسق اللجان الزراعية التابعة لاتحاد لجان العمل الزراعي يوسف ديرية الى أن قوات الاحتلال قامت بتخريب 20 دونم في بلدة عقربا جنوب شرقي محافظة نابلس قام الاتحاد باستصلاحها في السنوات السابقة ضمن مشروع تطوير الأراضي "الهولندي"، منوها الى أن عشرة مستوطنات تحيط البلدة من مختلف الاتجاهات وهناك هجمة متواصلة من المستوطنين على الأراضي الزراعية، بالإضافة الى ذلك هناك نشاط مستمر للمتضامنين الاجانب في البلدة، حيث قاموا بزراعة أشتال الزيتون في المناطق المخربة.
يشار الى أن غالبية القرى الفلسطينية باتت تواجه هجمات منظمة من المستوطنين تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، ما ينذر على المدى القريب في تصاعد الاحتجاجات الشعبية، حيث تبقى اليانون واحدة من القرى التي تحاول سلطات الاحتلال ومستوطنيها السيطرة الكاملة عليها.
عن النورس للانباء
zaمحمد الرفاعي: "منذ العام 1995 تحولت القرية الى سجن، كانت جنة وأصبحت جحيماً .. لا نستطيع العمل طوال النهار وعيوننا ترقب اعتداء المستوطنين في أي لحظة، لا يوجد دولة في العالم تقوم بحبس الأغنام"، هكذا بدأ عضو بلدية عقربا عن قرية اليانون راشد فهمي مرار حديثه عن قريته التي تقع الى الجنوب الشرقي من محافظة نابلس والمعاناة الطويلة التي يعيشها السكان ليل نهار في ظل احاطتهم بخمس مستوطنات اثنتين منها قيد الانشاء على حساب أراضي المزارعين في اليانون.
ويسرد مرار تفاصيل ما آلت إليه ظروف القرية حتى اللحظة: " نحن أمام مأساة كبيرة، مساحة القرية 16450 دونما صادرتها سلطات الاحتلال لصالح المستوطنات وحولت مناطق شاسعة الى منطقة للتدريب العسكري، بحيث بقي لنا 20% فقط من المساحة المسموح لنا باستخدامها، علما أن القرية البالغ عدد سكانها 102 مصنفة ضمن مناطق "C" و"B" أو بحسب تنصيف الأهالي اليانون الشرقية والجنوبية. وقد اضطرت 18 عائلة من الخروج من المنطقة المصنفة "C" بسبب مضايقات المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة."
ويضيف:" في الليل يقوم المستوطنين بالتجول بين البيوت والصراخ بهدف ترويع السكان، وفي بعض الأحيان ينزلون على خيولهم ويقومون بادخال بنادقهم من شبابيك المنازل لترويع الأطفال، عدا عن قنابل الصوت التي يطلقها جيش الاحتلال والخنازير التي قضت على محاصيلنا الزراعية، وسرقة المستوطنين لمحاصيل الزيتون والقمح والشعير واقتلاع الأشجار وزراعتها في المستوطنات، وحصر مساحة الرعي لدرجة أصبح الوضع لا يطاق، لا سيما وأن غالبية العائلات تعتمد على تربية الثرة الحيوانية."
ويشير مرار الى أن الاعتداء الأول من المستوطنين كان في العام 1995، حيث اعتدت مجموعة من المستوطنين على مُسِن عمره 85 عاما فَقَد على أثرها حاستي السمع والبصر وفارق الحياة بعد سنتين، ومع الانتفاضة الثانية قضى المستوطنون على 800 شجرة زيتون، وسمموا 120 رأس غنم وحرقوا مولد الكهرباء، وقاموا بتلويث مياه النبع، واطلقوا النار على المواطنين، في سلسلة اعتداءات متواصلة كان آخرها الاعتداءات على عائلة أثناء توجههم الى بلدة عقربا القريبة منهم، حيث تعرضوا لكمين نصبه المستوطنون وقاموا بضربهم ومن ثم حضرت قوات الاحتلال وقامت باعتقال العائلة وحكمت على عدد منهم بالسجن لمدة لسنة. منوها الى أنه لا يوجد إلى الآن أي شبكة طرق تربطها مع المدينة سوى الطريق القديم والذي تم تعبيده حديثاً والمؤدي مباشرة إلى بلدة عقربا المجاورة، حيث تمتد حدود القرية باتجاه بلدة عقربا وبلدة بيت فوريك وعورتا حتى شرقاً باتجاه مستوطنة مخولا وشارع رقم 90 في سفوح الأغوار.
فيما تفتقر القرية حسب عضو مجلس اليانون راشد مرار الى عيادة طبية، علما أن أي حالة طارئة يتم تحويلها الى عقربا، حيث يعمد الاحتلال الى وضع حواجز طيارة بين المنطقتين للتضييق على السكان، عدا عن الوضع الاقتصادي المتردي والوعودات التي قطعها مسؤولون زاروا المنطقة، مؤكدا أن المزارعين يعانون بشكل كبير من ارتفاع سعر العلف وهذا يضيف مأساة أخرى على السكان الذي يحاولون الصمود في قرية صغيرة تحيطها مستوطنات وبعيدة عن مركز المدينة.
ويصر مرار على ذكر المؤسسات التي قدمت لهم الدعم خلال السنوات الماضية: الرؤية العالمية، والصليب الاحمر الدولي، والمركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومؤسسة كوبي الايطالية، والقنصلية البريطانية ومحافظة نابلس، ووزارة التربية والتعليم ومديرية جنوب نابلس، والمتضامنين الاجانب "EAPPI"، ومؤسسات أخرى.
ويطالب مرار المؤسسات الدولية والمحلية بضرورة تعزيز صمود السكان فيما يواجهونه من كارثة حقيقية تنذر على المدى البعيد بمحاولة طردهم من قرية اليانون، وتحويل المنطقة الى مستوطنة جديدة تضاف الى المستوطنات الأخرى التي تم بنائها على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين.
بدوره أشار منسق اللجان الزراعية التابعة لاتحاد لجان العمل الزراعي يوسف ديرية الى أن قوات الاحتلال قامت بتخريب 20 دونم في بلدة عقربا جنوب شرقي محافظة نابلس قام الاتحاد باستصلاحها في السنوات السابقة ضمن مشروع تطوير الأراضي "الهولندي"، منوها الى أن عشرة مستوطنات تحيط البلدة من مختلف الاتجاهات وهناك هجمة متواصلة من المستوطنين على الأراضي الزراعية، بالإضافة الى ذلك هناك نشاط مستمر للمتضامنين الاجانب في البلدة، حيث قاموا بزراعة أشتال الزيتون في المناطق المخربة.
يشار الى أن غالبية القرى الفلسطينية باتت تواجه هجمات منظمة من المستوطنين تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، ما ينذر على المدى القريب في تصاعد الاحتجاجات الشعبية، حيث تبقى اليانون واحدة من القرى التي تحاول سلطات الاحتلال ومستوطنيها السيطرة الكاملة عليها.
عن النورس للانباء