صيادو غزة .. وقائع من الإرهاب والقمع الإسرائيلي لا تمحوها الذاكرة والشاهد بحر غزة
خفر السواحل الإسرائيلي يحدد مساحة الصيد ب3 أميال فقط والسمك المصري يغزو القطاع
صيادو غزة .. يختارون الموت في عرض البحر باحثين عن قوت أطفالهم
عياش:الصيادون يواجهون صعوبات كبيرة وللسنة الخامسة على التوالي يحرومون من صيد السمك في موسم السردين..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غزة – الحياة الجديدة – حسن دوحان "تقرير إخباري"
على مركب متهالكة في عرض البحر الأبيض المتوسط، وفي ليلة غاب قمرها، إلا من ضوء بعض المصابيح التي يشعلها الصيادون، وبينما الصياد "يوسف إبراهيم" من رفح يمازح رفاقه على المركب حتى لا يسيطر عليهم النعاس وسط الهدوء والسكينة اللذان، إذ بما يسمى "الطراد" الحربي الإسرائيلي يعكر بصوته هدوء البحر ويطلق النيران على المركب بشكل عشوائي دون أي سبب سوى أن المركب تجاوز الثلاثة أميال المحددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للصيد على شاطيء بحر غزة..
ورغم محاولات الصيادين في المركب الصراخ مراراً على قوات الاحتلال الإسرائيلي بوقف إطلاق النار تجاههم ورفع أياديهم، إلا أن قوات الاحتلال على "الطراد" واصلت إطلاق النار والاقتراب منهم مما أدى إلى إصابة الصياد "يوسف إبراهيم" برصاصة اخترقت ساقه اليمنى، ليقوم بعدها جنود الاحتلال بأخذ المركب إلى ميناء أسدود الإسرائيلي دون أن يعرف الصيادون سبباً لاعتقالهم ومصادرة مركبهم مصدر رزق أطفالهم..
وبعد عدة أيام قضاها الصيادون في عتمة الزنازين وتحقيقات المخابرات الإسرائيلية يتم الإفراج عنهم مع المصاب "يوسف إبراهيم" رغم عدم اكتمال شفائه، ليقولوا له إذهب إلى غزة وأكمل علاجك هناك..
ويعود الصيادون لذويهم دون أي سبب اقترفوه فاقدي مركبهم ومصدر رزقهم الوحيد، يحاولون لململة جراحهم وسط صمت العالم على الانتهاكات المتتالية بحقهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي..
ورغم أن اتفاق أوسلو ينص على السماح للصيادين بالصيد مسافة 20 ميلاً على شواطيء بحر غزة، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح لهم بالصيد مطلقاً في تلك المساحة التي تعتبر أصلاً جائرة، وأخذت بالتضييق عليهم إلى أن حصرت منطقة الصيد فقط لمسافة ثلاثة أميال فقط في عرض البحر على طول شاطئ بحر غزة البالغ 40 كيلو متر فقط..
عناء ومعاناة
ويعيش الصيادون الفلسطينيون في كل ليلة يقضونها في البحر بحثاً عن لقمة العيش لأطفالهم حالة من الرعب والتوتر، خشية أن تعترضهم الزوارق الحربية الإسرائيلية، ففي كل يوم يذهبون في رحلة الصيد يحملون أرواحهم على اكفهم، ويحمدون الله بعد عودتهم لذويهم سالمين..
ففي ساعات الصباح الأولى يشاهد المتجول على شاطيء البحر خروج الصيادون لتسويق ما تمكنوا من صيده من الأسماك بعد رحلة صيد قد تستغرق عدة أيام داخل البحر، ولا تخلو تلك الرحلة من الشقاء والعناء الطويل..
ويقول الصياد "ناهض أبو حصيرة" 55 عاماً في كل يوم تبحر مركبنا فيه نتعرض للمخاطرة التي قد تودي بحياتنا، فكم من صياد استشهد داخل البحر جراء إطلاق الرصاص عليه من قبل الزوارق الحربية وخفر السواحل الإسرائيلية، وكم من صياد آخر اعتقل على أيدي جنود الاحتلال بعد مطاردات داخل البحر، أما مصادرة القوارب وتمزيق شباك الصيد فحدث بلا حرجن ففي البحر كل شيء مستباح، قتل وترويع وإطلاق نار واعتقالات ومنع من الصيد هي الأجواء العامة هناك..
ويضيف "أبو حصيرة "الصيادون باتوا لا يقوون على تحمل المشقات والعناء الطويل الذي لا يعود عليهم سوى بالقليل من النقود في ظل وضع اقتصادي متردي، مشيراً إلى ضيق المنطقة المخصصة للصيد من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمحددة ب 3 ميل للصيد وهذه المنطقة لا تصلح إلا للسباحة والطراد الإسرائيلي لنا بالمرصاد والساحل كله ضيق 40 كيلو..
الأسماك المصرية
ونتيجة لممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصيادين، وتحديد المساحة المسموح لهم بالصيد فيها لمسافة 3 أميال فقط في عرض البحر، بدأ الصيادون يتجهون لشراء الأسماك من الصيادون في مصر وبيعها في قطاع غزة..
ويقول الصياد "كمال حسن" معظم السمك في قطاع غزة أصبح يأتي من مصر فالمصريين يقوموا بصيد الأسماك وصيادونا يقوموا بشرائه منهم وبيعه في الأسواق بقطاع غزة، وهناك بعض الصياديين يذهبوا للصيد في البحر المصري، فخفر السواحل المصري يتغاضى أحياناً عن المراكب الصغيرة فقط..
ويضيف "حسن" الصياد الذي يعتمد على مهنة الصيد بات لا يستطيع إن يوفر قوت أولاده، والديون على الصياديين كبيرة فمعظمهم مدانون ومعظمهم يعملون على البطالة وهناك مؤسسات تدعم الصيادين بالمعدات..
4000 الالاف صياد وثمانية شهداء منهم
تلك الممارسات تتكرر بشكل يومي مع الصيادون البالغ عددهم نحو 4000 الالاف صياد، الأمر الذي أدى إلى استشهاد ثمانية صياديين منهم على مدار الأعوام الماضية وإصابة العشرات بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أو ما يسمى بخفر السواحل الإسرائيلية..
ويطالب صيادو غزة بضرورة رفع الحصار البحري الممارس من قبل الاحتلال الإسرائيلي عليهم، وزيادة المساحة المحددة لممارسة مهنتهم، وتقديم الحماية الدولية لهم.
فهذا الصياد "أحمد أبو سليمة" نجا من موت محقق بعد أن قام زورق إسرائيلي بقلب قارب صيده الذي كان يستقله أثناء ممارسته الصيد بعرض بحر مدينة رفح جنوب قطاع غزة..
فقد قام زورق إسرائيلي بالاقتراب بشكل مفاجئ من بعض قوراب الصيادين الذين كانوا يمارسون مهنة الصيد على مسافة قريبة من الشاطئ، ومن ثم قام بمهاجمة مركب الصياد "أحمد أبو سليمة 20 عامًا"، الأمر الذي أدى لانقلاب المركب وغرق الصياد المذكور.
وتمكن عدد من الصياديين مباشرة وفور ابتعاد الزورق قليلاً عن مكان الحادث، من انتشال الصياد أبو سليمة سريعاً وسحب مركبته لشاطئ البحر..
موسم السردين
ويشير نقيب الصياديين في قطاع غزة "نزار عياش" إلى أن الصيادون يتعرضون للعديد من الممارسات الإسرائيلية القمعية والإرهابية ومن ضمنها منع الصيد في المساحة المتفق عليها وهي 20 ميلاً وحصرها في 3 أميال فقط، عدا عن ملاحقة الصياديين في الثلاثة أميال المخصصة للصيد الأمر الذي أدى لاستشهاد ثمانية صياديين وإصابة أكثر من 30 أخرين بإصابات مختلفة..
ويوضح "عياش" أن الزوارق الحربية الإسرائيلية تقوم بإطلاق النار على مراكب الصيد الفلسطينية بشكل متكرر في الليل والنهار لمجرد اقتراب الصيادين من مسافة 2،5 ميل، ومصادرة معداتهم، وسرقة شباك الصيد، وضخ المياه العادمة والمضغوطة على الصيادين، ويؤكد أن الصيادين يواجهون صعوبات كبيرة من بينها منع الصيادين للسنة الخامسة على التوالي من صيد السمك في موسم السردين..
ويقول "عياش" لقد أصبح الصيادون يتلقون المساعدات من عدة مؤسسات حتى يتمكن من العيش بعدما حرمته قوات الاحتلال الإسرائيلي من حقه في الصيد في بحره..
وهكذا يعيش صيادو غزة بين نيران الاحتلال الإسرائيلي في عرض البحر، ونار توفير قوت أطفالهم، فيختارون الموت مجاهدين في البحث عن رزق أطفالهم...
صيادو غزة .. يختارون الموت في عرض البحر باحثين عن قوت أطفالهم
عياش:الصيادون يواجهون صعوبات كبيرة وللسنة الخامسة على التوالي يحرومون من صيد السمك في موسم السردين..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غزة – الحياة الجديدة – حسن دوحان "تقرير إخباري"
على مركب متهالكة في عرض البحر الأبيض المتوسط، وفي ليلة غاب قمرها، إلا من ضوء بعض المصابيح التي يشعلها الصيادون، وبينما الصياد "يوسف إبراهيم" من رفح يمازح رفاقه على المركب حتى لا يسيطر عليهم النعاس وسط الهدوء والسكينة اللذان، إذ بما يسمى "الطراد" الحربي الإسرائيلي يعكر بصوته هدوء البحر ويطلق النيران على المركب بشكل عشوائي دون أي سبب سوى أن المركب تجاوز الثلاثة أميال المحددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للصيد على شاطيء بحر غزة..
ورغم محاولات الصيادين في المركب الصراخ مراراً على قوات الاحتلال الإسرائيلي بوقف إطلاق النار تجاههم ورفع أياديهم، إلا أن قوات الاحتلال على "الطراد" واصلت إطلاق النار والاقتراب منهم مما أدى إلى إصابة الصياد "يوسف إبراهيم" برصاصة اخترقت ساقه اليمنى، ليقوم بعدها جنود الاحتلال بأخذ المركب إلى ميناء أسدود الإسرائيلي دون أن يعرف الصيادون سبباً لاعتقالهم ومصادرة مركبهم مصدر رزق أطفالهم..
وبعد عدة أيام قضاها الصيادون في عتمة الزنازين وتحقيقات المخابرات الإسرائيلية يتم الإفراج عنهم مع المصاب "يوسف إبراهيم" رغم عدم اكتمال شفائه، ليقولوا له إذهب إلى غزة وأكمل علاجك هناك..
ويعود الصيادون لذويهم دون أي سبب اقترفوه فاقدي مركبهم ومصدر رزقهم الوحيد، يحاولون لململة جراحهم وسط صمت العالم على الانتهاكات المتتالية بحقهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي..
ورغم أن اتفاق أوسلو ينص على السماح للصيادين بالصيد مسافة 20 ميلاً على شواطيء بحر غزة، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح لهم بالصيد مطلقاً في تلك المساحة التي تعتبر أصلاً جائرة، وأخذت بالتضييق عليهم إلى أن حصرت منطقة الصيد فقط لمسافة ثلاثة أميال فقط في عرض البحر على طول شاطئ بحر غزة البالغ 40 كيلو متر فقط..
عناء ومعاناة
ويعيش الصيادون الفلسطينيون في كل ليلة يقضونها في البحر بحثاً عن لقمة العيش لأطفالهم حالة من الرعب والتوتر، خشية أن تعترضهم الزوارق الحربية الإسرائيلية، ففي كل يوم يذهبون في رحلة الصيد يحملون أرواحهم على اكفهم، ويحمدون الله بعد عودتهم لذويهم سالمين..
ففي ساعات الصباح الأولى يشاهد المتجول على شاطيء البحر خروج الصيادون لتسويق ما تمكنوا من صيده من الأسماك بعد رحلة صيد قد تستغرق عدة أيام داخل البحر، ولا تخلو تلك الرحلة من الشقاء والعناء الطويل..
ويقول الصياد "ناهض أبو حصيرة" 55 عاماً في كل يوم تبحر مركبنا فيه نتعرض للمخاطرة التي قد تودي بحياتنا، فكم من صياد استشهد داخل البحر جراء إطلاق الرصاص عليه من قبل الزوارق الحربية وخفر السواحل الإسرائيلية، وكم من صياد آخر اعتقل على أيدي جنود الاحتلال بعد مطاردات داخل البحر، أما مصادرة القوارب وتمزيق شباك الصيد فحدث بلا حرجن ففي البحر كل شيء مستباح، قتل وترويع وإطلاق نار واعتقالات ومنع من الصيد هي الأجواء العامة هناك..
ويضيف "أبو حصيرة "الصيادون باتوا لا يقوون على تحمل المشقات والعناء الطويل الذي لا يعود عليهم سوى بالقليل من النقود في ظل وضع اقتصادي متردي، مشيراً إلى ضيق المنطقة المخصصة للصيد من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمحددة ب 3 ميل للصيد وهذه المنطقة لا تصلح إلا للسباحة والطراد الإسرائيلي لنا بالمرصاد والساحل كله ضيق 40 كيلو..
الأسماك المصرية
ونتيجة لممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصيادين، وتحديد المساحة المسموح لهم بالصيد فيها لمسافة 3 أميال فقط في عرض البحر، بدأ الصيادون يتجهون لشراء الأسماك من الصيادون في مصر وبيعها في قطاع غزة..
ويقول الصياد "كمال حسن" معظم السمك في قطاع غزة أصبح يأتي من مصر فالمصريين يقوموا بصيد الأسماك وصيادونا يقوموا بشرائه منهم وبيعه في الأسواق بقطاع غزة، وهناك بعض الصياديين يذهبوا للصيد في البحر المصري، فخفر السواحل المصري يتغاضى أحياناً عن المراكب الصغيرة فقط..
ويضيف "حسن" الصياد الذي يعتمد على مهنة الصيد بات لا يستطيع إن يوفر قوت أولاده، والديون على الصياديين كبيرة فمعظمهم مدانون ومعظمهم يعملون على البطالة وهناك مؤسسات تدعم الصيادين بالمعدات..
4000 الالاف صياد وثمانية شهداء منهم
تلك الممارسات تتكرر بشكل يومي مع الصيادون البالغ عددهم نحو 4000 الالاف صياد، الأمر الذي أدى إلى استشهاد ثمانية صياديين منهم على مدار الأعوام الماضية وإصابة العشرات بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أو ما يسمى بخفر السواحل الإسرائيلية..
ويطالب صيادو غزة بضرورة رفع الحصار البحري الممارس من قبل الاحتلال الإسرائيلي عليهم، وزيادة المساحة المحددة لممارسة مهنتهم، وتقديم الحماية الدولية لهم.
فهذا الصياد "أحمد أبو سليمة" نجا من موت محقق بعد أن قام زورق إسرائيلي بقلب قارب صيده الذي كان يستقله أثناء ممارسته الصيد بعرض بحر مدينة رفح جنوب قطاع غزة..
فقد قام زورق إسرائيلي بالاقتراب بشكل مفاجئ من بعض قوراب الصيادين الذين كانوا يمارسون مهنة الصيد على مسافة قريبة من الشاطئ، ومن ثم قام بمهاجمة مركب الصياد "أحمد أبو سليمة 20 عامًا"، الأمر الذي أدى لانقلاب المركب وغرق الصياد المذكور.
وتمكن عدد من الصياديين مباشرة وفور ابتعاد الزورق قليلاً عن مكان الحادث، من انتشال الصياد أبو سليمة سريعاً وسحب مركبته لشاطئ البحر..
موسم السردين
ويشير نقيب الصياديين في قطاع غزة "نزار عياش" إلى أن الصيادون يتعرضون للعديد من الممارسات الإسرائيلية القمعية والإرهابية ومن ضمنها منع الصيد في المساحة المتفق عليها وهي 20 ميلاً وحصرها في 3 أميال فقط، عدا عن ملاحقة الصياديين في الثلاثة أميال المخصصة للصيد الأمر الذي أدى لاستشهاد ثمانية صياديين وإصابة أكثر من 30 أخرين بإصابات مختلفة..
ويوضح "عياش" أن الزوارق الحربية الإسرائيلية تقوم بإطلاق النار على مراكب الصيد الفلسطينية بشكل متكرر في الليل والنهار لمجرد اقتراب الصيادين من مسافة 2،5 ميل، ومصادرة معداتهم، وسرقة شباك الصيد، وضخ المياه العادمة والمضغوطة على الصيادين، ويؤكد أن الصيادين يواجهون صعوبات كبيرة من بينها منع الصيادين للسنة الخامسة على التوالي من صيد السمك في موسم السردين..
ويقول "عياش" لقد أصبح الصيادون يتلقون المساعدات من عدة مؤسسات حتى يتمكن من العيش بعدما حرمته قوات الاحتلال الإسرائيلي من حقه في الصيد في بحره..
وهكذا يعيش صيادو غزة بين نيران الاحتلال الإسرائيلي في عرض البحر، ونار توفير قوت أطفالهم، فيختارون الموت مجاهدين في البحث عن رزق أطفالهم...