الحياة على حافة الجحيم!
طفلة تشرب الماء في خيمتها في غور الأردن الذي يعاني ساكنوه من شح كبير في المياه
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
من سفوح قمم جبال الضفة الشرقية يمكن مشاهدة 'أهوال' نهار صيفي في منطقة غور الأردن.. غباش الحرارة يرتفع من سطح الأرض الملتهبة إلى الأعلى، ويحجب صحراء البحر الميت.
لكن تحت أشجار وأرفة الظلال في مستوطنة 'مخورا' نحو الشمال من البحر، تنعكس الصورة تماما، مياه ترتفع من رشاشات قوية الدفع إلى الأعلى وتحجب وراءها حياة ممتعة.
وفوق واحد من أحواض المياه في الأرض الفلسطينية، يجد الفلسطينيون صعوبة بالغة في 'تبريد الصيف' الحار، وعلى امتداد الشريط الشرقي تسري شكوى واسعة من شح المياه.
ورغم تفاؤله هذا العام بعدم حصول أزمة مياه في الضفة الغربية، فإن رئيس سلطة المياه شداد العتيلي يتحدث عن استحالة تنفيذ أي خطة للتقليل من حرارة الصيف بدون موافقة إسرائيلية في الأرض الحارة الواقعة تحت سيطرة إسرائيل.
كان الغور الفلسطيني منبعا مهما للمياه لآلاف السنوات، فالنهر المقدس، والينابيع المتدفقة روت حضارات غابرة، لكن ما حدث هو العكس، فالكثير من أصحاب المشاريع يشتكون طول فصول السنة من شح المياه.
من أعلى قمة تشرف على الجزء الجنوبي للغور حتى شواطئ البحر الميت تظهر المزارع الإسرائيلية الغزيرة. وتبني إسرائيل إمبراطورية النخيل.
ويبدو أن كل ما حصل عليه الفلسطينيون من اتفاقيات أوسلو هو اعتراف فقط بحقوقهم المائية، في الصيف تتردد أصوات عالية تطالب سلطة المياه بمزيد من المياه.
واقفا إلى جذع نخله وسط أحد حقول النخيل القليلة شمال الأغوار، قال أحد المزارعين: إن نضوب المياه في المستقبل أمر حتمي، لذلك لن يزرع مزيدا من الأشجار.
وترتفع درجات الحرارة أحيانا حتى أواسط الأربعينات لذلك يصبح الطلب على المياه مضاعفا، وغالبا ما يكون الجفاف العام سببا لتوقف الزراعات المروية في كثير من مناطق شرق الضفة الغربية خلال فصل الصيف.
وتفرض إسرائيل قيودا صارمة على الفلسطينيين للحصول على المياه. 'نحن محرومون من المياه واستغلال الينابيع. حتى نحصل على المياه يجب أن نقاتل' قال العتيلي، فيما كان في واحدة من القرى الزراعية التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن مجرى نهر الأردن الذي لا يحصل الفلسطينيون على قطرة ماء واحدة من حصتهم منه.
على طول المناطق المحاذية لنهر الأردن تمتد أنابيب مياه ضخمة تسحب المياه الى 'الكيبوتسات' الزراعية اليهودية، لكن أي فلسطيني لا يستطيع استغلال هذه الأنابيب.
ويقول المواطنون الذي يقطنون في مساكن هشة ويرعون المواشي في شرق الضفة الغربية، إن عدم توفر المياه قد يدفعهم للتفكير بالخروج من المنطقة.
وقال العتيلي: هناك خطة شاملة للتخفيف من أزمة المياه لكن لا يمكن عمل أي شيء دون موافقة 'الإدارة المدينة الإسرائيلية'. وكانت إسرائيل ذاتها سيطرت عشية احتلالها للضفة الغربية قبل 4 عقود على منابع المياه وردمت بعضها.
على رؤوس الجبال التي تطل على نهر الأردن يمكن استطلاع خزانات خراسانية كبيرة لتجميع المياه وإعادة ضخها للمزارع اليهودية المترامية على طول المنطقة المحرمة قرب نهر الأردن.
وقرب مستوطنة 'ميخولا' وهي أول المستوطنات الزراعية، تدقيق السمع لثواني يظهر صوت الماء الغزير في أحد الأنابيب التي تسحب المياه إلى مستوطنات التي تستثمر بالورد قي المنطقة القريبة.
ولكن على مقربة عدة كيلو مترات من مزارع الورد التي تغمرها المياه، يفتح البؤس أوسع أبوابه على جحيم الصيف: إنهم الرعاة الفلسطينيين الذي يحاربون من أجل برميل ماء.
يظهر أطفال يهرولون في ساحة متربة لنقل الماء عبر أباريق من خزانات بلاستيكية ملتهبة مركونة إلى منحدر صخري، ويحث رب العائلة أطفاله على عدم تسوية حساباتهم الطفولية بسكب الماء فوق رؤوس بعضهم البعض.
وقال محمد عيد الزواهرة وهو واحد من ثلاثة أشقاء ينقلون المياه من مناطق تبعد نحو 15 حتى مساكنهم، 'حتى يصل كوب المياه إلى هنا نشقى ليوم كامل'.
وتظهر جرارات زراعية في منطقة شرق الضفة الغربية، وغالبا ما تستخدم في نقل المياه، لا شبكات كهرباء ولا مياه ولا بنية تحتية في كل منطقة الغور خارج القرى والبلدات.
ويستهلك الفلسطينيون سنويا 120 مليون م3 من المياه، بالإضافة إلى 50 مليون م3 تشترى من إسرائيل.' ولكن إذا كان معدل استهلاك الفرد 80 لترا يوميا، فسكان المناطق في المضارب يحصلون على 10 لتر' قال العتيلي.
في بيت الزواهرة والبيوت القريبة منها، لا يبدو أن الفرد يستهلك تلك الكمية، فالحرص على المياه، يشبه الحرص على الحياة.' نحن نعيش على حافة الجحيم، أنها نار الله الموقدة، في الصيف الحياة لا تطاق'. قال الزواهرة.
وتضرب ريح شرقية ساخنة أطراف المنزل المبني من الخيش وتثور الزوابع، ما يجعل النهار الحار جحيميا بالفعل في صيف قاس بشدة.
haجميل ضبابات
من سفوح قمم جبال الضفة الشرقية يمكن مشاهدة 'أهوال' نهار صيفي في منطقة غور الأردن.. غباش الحرارة يرتفع من سطح الأرض الملتهبة إلى الأعلى، ويحجب صحراء البحر الميت.
لكن تحت أشجار وأرفة الظلال في مستوطنة 'مخورا' نحو الشمال من البحر، تنعكس الصورة تماما، مياه ترتفع من رشاشات قوية الدفع إلى الأعلى وتحجب وراءها حياة ممتعة.
وفوق واحد من أحواض المياه في الأرض الفلسطينية، يجد الفلسطينيون صعوبة بالغة في 'تبريد الصيف' الحار، وعلى امتداد الشريط الشرقي تسري شكوى واسعة من شح المياه.
ورغم تفاؤله هذا العام بعدم حصول أزمة مياه في الضفة الغربية، فإن رئيس سلطة المياه شداد العتيلي يتحدث عن استحالة تنفيذ أي خطة للتقليل من حرارة الصيف بدون موافقة إسرائيلية في الأرض الحارة الواقعة تحت سيطرة إسرائيل.
كان الغور الفلسطيني منبعا مهما للمياه لآلاف السنوات، فالنهر المقدس، والينابيع المتدفقة روت حضارات غابرة، لكن ما حدث هو العكس، فالكثير من أصحاب المشاريع يشتكون طول فصول السنة من شح المياه.
من أعلى قمة تشرف على الجزء الجنوبي للغور حتى شواطئ البحر الميت تظهر المزارع الإسرائيلية الغزيرة. وتبني إسرائيل إمبراطورية النخيل.
ويبدو أن كل ما حصل عليه الفلسطينيون من اتفاقيات أوسلو هو اعتراف فقط بحقوقهم المائية، في الصيف تتردد أصوات عالية تطالب سلطة المياه بمزيد من المياه.
واقفا إلى جذع نخله وسط أحد حقول النخيل القليلة شمال الأغوار، قال أحد المزارعين: إن نضوب المياه في المستقبل أمر حتمي، لذلك لن يزرع مزيدا من الأشجار.
وترتفع درجات الحرارة أحيانا حتى أواسط الأربعينات لذلك يصبح الطلب على المياه مضاعفا، وغالبا ما يكون الجفاف العام سببا لتوقف الزراعات المروية في كثير من مناطق شرق الضفة الغربية خلال فصل الصيف.
وتفرض إسرائيل قيودا صارمة على الفلسطينيين للحصول على المياه. 'نحن محرومون من المياه واستغلال الينابيع. حتى نحصل على المياه يجب أن نقاتل' قال العتيلي، فيما كان في واحدة من القرى الزراعية التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن مجرى نهر الأردن الذي لا يحصل الفلسطينيون على قطرة ماء واحدة من حصتهم منه.
على طول المناطق المحاذية لنهر الأردن تمتد أنابيب مياه ضخمة تسحب المياه الى 'الكيبوتسات' الزراعية اليهودية، لكن أي فلسطيني لا يستطيع استغلال هذه الأنابيب.
ويقول المواطنون الذي يقطنون في مساكن هشة ويرعون المواشي في شرق الضفة الغربية، إن عدم توفر المياه قد يدفعهم للتفكير بالخروج من المنطقة.
وقال العتيلي: هناك خطة شاملة للتخفيف من أزمة المياه لكن لا يمكن عمل أي شيء دون موافقة 'الإدارة المدينة الإسرائيلية'. وكانت إسرائيل ذاتها سيطرت عشية احتلالها للضفة الغربية قبل 4 عقود على منابع المياه وردمت بعضها.
على رؤوس الجبال التي تطل على نهر الأردن يمكن استطلاع خزانات خراسانية كبيرة لتجميع المياه وإعادة ضخها للمزارع اليهودية المترامية على طول المنطقة المحرمة قرب نهر الأردن.
وقرب مستوطنة 'ميخولا' وهي أول المستوطنات الزراعية، تدقيق السمع لثواني يظهر صوت الماء الغزير في أحد الأنابيب التي تسحب المياه إلى مستوطنات التي تستثمر بالورد قي المنطقة القريبة.
ولكن على مقربة عدة كيلو مترات من مزارع الورد التي تغمرها المياه، يفتح البؤس أوسع أبوابه على جحيم الصيف: إنهم الرعاة الفلسطينيين الذي يحاربون من أجل برميل ماء.
يظهر أطفال يهرولون في ساحة متربة لنقل الماء عبر أباريق من خزانات بلاستيكية ملتهبة مركونة إلى منحدر صخري، ويحث رب العائلة أطفاله على عدم تسوية حساباتهم الطفولية بسكب الماء فوق رؤوس بعضهم البعض.
وقال محمد عيد الزواهرة وهو واحد من ثلاثة أشقاء ينقلون المياه من مناطق تبعد نحو 15 حتى مساكنهم، 'حتى يصل كوب المياه إلى هنا نشقى ليوم كامل'.
وتظهر جرارات زراعية في منطقة شرق الضفة الغربية، وغالبا ما تستخدم في نقل المياه، لا شبكات كهرباء ولا مياه ولا بنية تحتية في كل منطقة الغور خارج القرى والبلدات.
ويستهلك الفلسطينيون سنويا 120 مليون م3 من المياه، بالإضافة إلى 50 مليون م3 تشترى من إسرائيل.' ولكن إذا كان معدل استهلاك الفرد 80 لترا يوميا، فسكان المناطق في المضارب يحصلون على 10 لتر' قال العتيلي.
في بيت الزواهرة والبيوت القريبة منها، لا يبدو أن الفرد يستهلك تلك الكمية، فالحرص على المياه، يشبه الحرص على الحياة.' نحن نعيش على حافة الجحيم، أنها نار الله الموقدة، في الصيف الحياة لا تطاق'. قال الزواهرة.
وتضرب ريح شرقية ساخنة أطراف المنزل المبني من الخيش وتثور الزوابع، ما يجعل النهار الحار جحيميا بالفعل في صيف قاس بشدة.