بالصور- جميلات.. لكن قاتلات
بعض أصناف الأفاعي التي تعيش في فلسطين عدسة:ايمن نوباني
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
عندما رمى محمود ناصيف أفعى الحقل في حقل زيتون، أخذت تسعى بقوة طلبا للحرية المؤقتة، وكلما تأهبت للهجوم كان الشاب يشدها من ذيلها، فتتلوى على طولها.
وطول 2 متر لأفعى شرسة، مستعدة للهجوم، كاف للانقضاض على أي شخص في المحيط القريب.. لكن لا احد يخاف، ولا احد يبتعد بوجود مروض الأفاعي.
فثمة إذاً أصدقاء حميمون للأفاعي حتى القاتلات في فلسطين.
وفيما كانت تتلوى بقوة تحت أشعة حارة، وهي واحدة من أطول الأفاعي الفلسطينية، قال ناصيف وهو واحد من شابين فلسطينيين يسعيان لترويض الأفاعي' انظر ما أجملها. انظر ما انعم ملمسها'. ويحرك الشاب كفه عكسيا على جلدها من ناحية رأسها إلى ذيلها .
' تستطيع أن تلتهم أرنبا صغيرا بهذا الفك المتحرك'. قال الشاب. يردد شبان آخرون يتحلقون حول عدد من الأفاعي المعنى ذاته.
وفي فلسطين الطبيعية والجولان 42 صنفا من الأفاعي 9 منها سامات، وبعضها قاتل، وهو عدد كبير إذا ما قورن بمساحة المنطقة التي تزخر بتنوع حيوي هائل.
' سجلنا أربعة أنواع سامة جدا وقاتلة في السنوات الأخيرة' قال المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية عماد الأطرش، لكن واحدة منها وهي القرناء لم أشاهدها الّا مرة واحدة عام 1986.
لكن محمود ناصيف ومحمود ياسين وهما شابان من مدينة سلفيت وسط الضفة الغربية، يسعيان بقوة لجمع الأفاعي وترويضها كما يقولان.
ترويض الأفاعي أمر لا يمكن حسمه بطريقة غيبية.
لكن الأفعى قد تهدأ أمام ناصيف كما بدا بعد أيام أو أسابيع من الإمساك بها ووضعها في قفص خاص. وكيف تهدأ افعى يعتبرها البشر نسبيا واحدة من أعدائه في البرية؟
' بقوة القلب وعدم الخوف' أجاب ناصيف فيما كان يحمل أفعى غير سامة من وسطها.' انظر انها مروضة. انظر كم هي هادئة'.
وتبدو الأفعى متوسطة الحجم ساكنة نسبيا، وعندما تتاح لها الحركة تنساب في الحقل بخفة وبدون إصدار صوت.
لكن الترويض يبدو للوهلة الأولى عملية مستحيلة، لذلك عندما حاول ناصيف حمل أفعى الزيتون خفيفة السمية، عضته في كف يده.
والشاب الذي كان يحاول السيطرة على أفعى أخرى بطول مترين، لم يبد أي انزعاج من عضة الأفعى التي تنساب بقوة على باطن كفه.
لدى المحمودان أصناف مختلفة من الحيات، ويمكن داخل محل للخراطة يملكه ناصيف رؤية صناديق زجاجية متفاوتة الأحجام بعضها خفيف السمية.
كانت آخر أفعى دخلت إلى حلبة الترويض أفعى الزيتون سريعة الحركة. كان ياسين احضرها بعدما تلقى اتصالا بوجودها بالقرب من مبنى البلدية.
قال الشاب، إنها كانت شرسة جدا وهجومية '. عضتني. لكني لم أخف. مع الوقت سأروضها وتهدأ'. لكن ساعتين من المداعبة والمراوغة لم تظهر الأفعى أي تجاوب مع الترويض الشاق الذي اعتمد فيه ياسين على مداعبتها وتركها تسعى على جذع زيتون وهي في يديه.
ويمكن أن يتلقى الشاب اتصالا من الدفاع المدني الفلسطيني، او من احد سكان القرى المجاورة الذين تداهم منازلهم الأفاعي. في سلفيت الجبلية وهي منطقة ذات حقول زيتون مترامية تعيش أصناف من الأفاعي معظمها غير السام. لكن الشابين يقولان إن السكان لا يفرقون بين الأفعى السامة وغير السامة، فيلجأوون إلى قتلها خوفا منها.
وهناك عائلة الأفاعي السامة، ويوجد منها ستة أنواع تنتشر في وسط فلسطين وجنوبها، ومنها الحية 'الطرشاء' التي تعيش في وادي الأردن وجميع أنواع هذه العائلة سامة، وعائلة الثعابين السامة ، ويوجد منها نوعان، مثل الكوبرا المصرية في جنوب فلسطين.
وتختلف الأفاعي في طولها ولونها. عندما مد ناصيف الأفعى ووضع رأسها بموازاة رأسه بدت أطول منه وكلما خفف ضغط أصابعه عن رأسها كانت تستعد للهجوم.
وليس ثمة أي داع وقتها للخوف. فالشابان يتناوبان على الضحك كلما مر احد سكان المدينة وتندر عليهما. واقسم احد الرجال انه سيقتل أي أفعى سيصادفها قرب منزله.
قال الأطرش الذي يرفض فكرة جمع الأفاعي أو قتلها 'لماذا تقتل الأفاعي وتجمع ولها أعداء طبيعيون. يكفي عقاب الحيّات الذي يلتهمها'.
'لماذا تقتل هذه الجميلة. إنها صديقتي. ناعمة ولا تؤذي. فقط عليك أن تعاملها بلطف وبدون خوف؟' قال ياسين وهو يلاحق أفعى تسعى على جذع زيتون يحاول تروضيها كما قال.
لكن ياسين الذي تعرض أمس لعضة أفعى جديدة، وناصيف الذي تعرض لعضة من نفس الأفعى، لا يعرفان بالضبط كم عدد العضات في كفوفهما طيلة السنوات الماضية. 'مئات..مئات' قال ناصيف.
واقفين إلى طرف بناية لتصليح المركبات قال الشابان وهما يلاحقان أفعى قفزت من عبوة زجاجية مفتوحة إلى الأرض إنهما يشمسان الأفاعي.
'إنها تشعر بالدفء والبرودة. إنها جميلة..جميلة' قال ياسين.
لكن بعض الجميلات قاتلات. الفلسطينيات منهن خاصة. وقد لا يقوى مصاب على مقاومة سم الأفعى الفلسطينية لساعات معدودة إذا لم يتلق علاجا عاجلا.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.651723711523092.1073742265.307190499309750&type=1
haجميل ضبابات
عندما رمى محمود ناصيف أفعى الحقل في حقل زيتون، أخذت تسعى بقوة طلبا للحرية المؤقتة، وكلما تأهبت للهجوم كان الشاب يشدها من ذيلها، فتتلوى على طولها.
وطول 2 متر لأفعى شرسة، مستعدة للهجوم، كاف للانقضاض على أي شخص في المحيط القريب.. لكن لا احد يخاف، ولا احد يبتعد بوجود مروض الأفاعي.
فثمة إذاً أصدقاء حميمون للأفاعي حتى القاتلات في فلسطين.
وفيما كانت تتلوى بقوة تحت أشعة حارة، وهي واحدة من أطول الأفاعي الفلسطينية، قال ناصيف وهو واحد من شابين فلسطينيين يسعيان لترويض الأفاعي' انظر ما أجملها. انظر ما انعم ملمسها'. ويحرك الشاب كفه عكسيا على جلدها من ناحية رأسها إلى ذيلها .
' تستطيع أن تلتهم أرنبا صغيرا بهذا الفك المتحرك'. قال الشاب. يردد شبان آخرون يتحلقون حول عدد من الأفاعي المعنى ذاته.
وفي فلسطين الطبيعية والجولان 42 صنفا من الأفاعي 9 منها سامات، وبعضها قاتل، وهو عدد كبير إذا ما قورن بمساحة المنطقة التي تزخر بتنوع حيوي هائل.
' سجلنا أربعة أنواع سامة جدا وقاتلة في السنوات الأخيرة' قال المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية عماد الأطرش، لكن واحدة منها وهي القرناء لم أشاهدها الّا مرة واحدة عام 1986.
لكن محمود ناصيف ومحمود ياسين وهما شابان من مدينة سلفيت وسط الضفة الغربية، يسعيان بقوة لجمع الأفاعي وترويضها كما يقولان.
ترويض الأفاعي أمر لا يمكن حسمه بطريقة غيبية.
لكن الأفعى قد تهدأ أمام ناصيف كما بدا بعد أيام أو أسابيع من الإمساك بها ووضعها في قفص خاص. وكيف تهدأ افعى يعتبرها البشر نسبيا واحدة من أعدائه في البرية؟
' بقوة القلب وعدم الخوف' أجاب ناصيف فيما كان يحمل أفعى غير سامة من وسطها.' انظر انها مروضة. انظر كم هي هادئة'.
وتبدو الأفعى متوسطة الحجم ساكنة نسبيا، وعندما تتاح لها الحركة تنساب في الحقل بخفة وبدون إصدار صوت.
لكن الترويض يبدو للوهلة الأولى عملية مستحيلة، لذلك عندما حاول ناصيف حمل أفعى الزيتون خفيفة السمية، عضته في كف يده.
والشاب الذي كان يحاول السيطرة على أفعى أخرى بطول مترين، لم يبد أي انزعاج من عضة الأفعى التي تنساب بقوة على باطن كفه.
لدى المحمودان أصناف مختلفة من الحيات، ويمكن داخل محل للخراطة يملكه ناصيف رؤية صناديق زجاجية متفاوتة الأحجام بعضها خفيف السمية.
كانت آخر أفعى دخلت إلى حلبة الترويض أفعى الزيتون سريعة الحركة. كان ياسين احضرها بعدما تلقى اتصالا بوجودها بالقرب من مبنى البلدية.
قال الشاب، إنها كانت شرسة جدا وهجومية '. عضتني. لكني لم أخف. مع الوقت سأروضها وتهدأ'. لكن ساعتين من المداعبة والمراوغة لم تظهر الأفعى أي تجاوب مع الترويض الشاق الذي اعتمد فيه ياسين على مداعبتها وتركها تسعى على جذع زيتون وهي في يديه.
ويمكن أن يتلقى الشاب اتصالا من الدفاع المدني الفلسطيني، او من احد سكان القرى المجاورة الذين تداهم منازلهم الأفاعي. في سلفيت الجبلية وهي منطقة ذات حقول زيتون مترامية تعيش أصناف من الأفاعي معظمها غير السام. لكن الشابين يقولان إن السكان لا يفرقون بين الأفعى السامة وغير السامة، فيلجأوون إلى قتلها خوفا منها.
وهناك عائلة الأفاعي السامة، ويوجد منها ستة أنواع تنتشر في وسط فلسطين وجنوبها، ومنها الحية 'الطرشاء' التي تعيش في وادي الأردن وجميع أنواع هذه العائلة سامة، وعائلة الثعابين السامة ، ويوجد منها نوعان، مثل الكوبرا المصرية في جنوب فلسطين.
وتختلف الأفاعي في طولها ولونها. عندما مد ناصيف الأفعى ووضع رأسها بموازاة رأسه بدت أطول منه وكلما خفف ضغط أصابعه عن رأسها كانت تستعد للهجوم.
وليس ثمة أي داع وقتها للخوف. فالشابان يتناوبان على الضحك كلما مر احد سكان المدينة وتندر عليهما. واقسم احد الرجال انه سيقتل أي أفعى سيصادفها قرب منزله.
قال الأطرش الذي يرفض فكرة جمع الأفاعي أو قتلها 'لماذا تقتل الأفاعي وتجمع ولها أعداء طبيعيون. يكفي عقاب الحيّات الذي يلتهمها'.
'لماذا تقتل هذه الجميلة. إنها صديقتي. ناعمة ولا تؤذي. فقط عليك أن تعاملها بلطف وبدون خوف؟' قال ياسين وهو يلاحق أفعى تسعى على جذع زيتون يحاول تروضيها كما قال.
لكن ياسين الذي تعرض أمس لعضة أفعى جديدة، وناصيف الذي تعرض لعضة من نفس الأفعى، لا يعرفان بالضبط كم عدد العضات في كفوفهما طيلة السنوات الماضية. 'مئات..مئات' قال ناصيف.
واقفين إلى طرف بناية لتصليح المركبات قال الشابان وهما يلاحقان أفعى قفزت من عبوة زجاجية مفتوحة إلى الأرض إنهما يشمسان الأفاعي.
'إنها تشعر بالدفء والبرودة. إنها جميلة..جميلة' قال ياسين.
لكن بعض الجميلات قاتلات. الفلسطينيات منهن خاصة. وقد لا يقوى مصاب على مقاومة سم الأفعى الفلسطينية لساعات معدودة إذا لم يتلق علاجا عاجلا.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.651723711523092.1073742265.307190499309750&type=1