قادة فصائل المنظمة وكتاب يطالبون بمحاسبة حماس التي جلبت الانقسام وتقحمنا اليوم بالشؤون العربية الداخلية

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية

واصل قادة فصائل منظمة التحرير واعلاميين وكتاب اعمدة واصحاب الرأي انتقاداتهم لتدخل حماس في الشؤون الداخلية العربية التي عبر عنها بشكل واضح تصريحاتهم القيادي في حركة حماس عزيز دويك، والتي و ضع خلالها  الجهاد في سورية كأولوية مستعجلة، وهو اهم الان من الجهاد في فلسطين.
وأكد هؤلاء القادة واصحاب الرأي في تصريحات لاذاعة موطني اليوم الاربعاء، رفضهم لهذه التصريحات الخطيرة، معتبرين أنها خروج عن الاجماع الوطني، وتلحق افدح الاضرار بالقضية الوطنية، وطالبوا بمحاسبة دويك وأمثاله من قادة حماس الذين جلبوا الانقسام للشعب الفلسطيني وهم يجلبون الانقسام  والانشقاق للأمة العربية.
حيث دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية  د. صائب عريقات الشعب الفلسطيني إلى محاسبة أولئك الذين يلحقون بتصريحاتهم و تدخلاتهم بالشؤون الداخلية للدول العربية أفدح الأضرار بالقضية الفلسطينية والمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.موضحاً أنهم هم أنفسهم  من جلب لشعبنا الانقسام المدمر، لذلك وجب محاسبتهم.
وقال أن تصريحات دويك وغيره من قيادات حركة حماس والتي تضع الجهاد في سوريا كأولوية فوق أولوية الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والاستيطان والتهويد هي تصريحات و مواقف خطيرة  تضرب بالمصلحة الوطنية  ، مؤكدا أنه من الواضح  أن فلسطين والقضية الوطنية لا تمثل هدفاً لهؤلاء.
وأشار عريقات إلى استغلال حماس للدين و شعار "المقاومة" ، وقال أن هذا الاستغلال وهذا الاستخدلم للدين و المقاومة، إنما يأتي لخدمة اجندات خارجية لا تمت بصلة للأجندة الوطنية الفلسطينية ، مذكراً كيف وضعت هذه القيادات و الحركات مسألة  الجهاد في أفغانستان كأولوية على حساب الجهاد في فلسطين، وهي اليوم تكرر الخطأ ذاته عندما تضع الجهاد في سوريا كأولوية مستعجلة على حساب أولوية مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا.
وأكد عريقات أن  هدف سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية ، هي السياسة الحكيمة التي قررها السيد الرئيس محمود عباس " أبو مازن" وقيادة منظمة التحرير،هدفها حماية أبناء شعبنا من اللاجئين في سوريا والدول العربية الأخرى ، وأن هذه السياسة وهذا الموقف لا  يعني أننا تقف ضد تطلعات الشعوب العربية بالحرية والديمقراطية، بل على العكس من ذلك فإن مواقفنا كانت  ولا زالت مع هذه الشعوب وطموحاتها، لأننا نؤمن أن الشعوب العربية الحرة أقدر على دعم الشعب الفلسطيني وقضيته.
من جهته قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، أن تصريحات دويك هي تصريحات غريبة عن تقاليد شعبنا السياسية، ومن شأنها أن تخلط الأوراق و تقحم الشعب الفلسطيني و قضيته الوطنية في الصراعات العربية الداخلية تحت شعار "الجهاد في سوريا".
وتساءل الغول عن مغزى اعطاء الجهاد  في سوريا الأولوية، وقال ان اقحامنا بهذه الصراعات سينعكس سلبا على أبناء الشعب الفلسطيني في الدول العربية وعلى القضية الفلسطينية برمتها.
 وأضاف ان الموقف الفلسطيني الثابت هو مع حرية الشعوب العربية و تطلعاتها بالديمقراطية وليس التدخل في شؤونها الداخلية لأن القضية الفلسطينية يجب أن تكون قضية الأمة العربية كلها وليست لطرف محدد.
وعلى نفس الصعيد قال الأمين العام للجبهة العربية لتحرير فلسطين ركاد سالم، ان تصريحات دويك مضللة و تخلط الأوراق ، موضحاً أن ليس هناك أي وجه شبه بين نضال شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي، والذي يمثل الأولوية الوطنية القصوى و بين ما يحصل في سوريا أو الجهاد في سوريا.
وأضاف نحن في جبهة التحرير العربية نؤكد أن القضية الفلسطينية  يجب أن تبقى  القضية المركزية لأمتنا العربية ويجب أن تبقى كذلك، وان أي أنحراف عن هذا الثابت الوحيد،  هو انحراف عن أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
ودعا سالم إلى عدم التدخل بالشؤون العربية الداخلية، لأن من شأن ذلك ادخال شعبنا في معارك جانبية و خلق أعداء جدد لشعبنا ، وهو أمر مرفوض وقال يجب أن تتوقف مثل هذه التصريحات التي تضر بالقضية الوطنية للشعب الفلسطيني.
من جانبه قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د .جمال محيسن، ان تصريحات دويك تنم عن جهل، وهي خروج فاضح عن برنامج منظمة التحرير الفلسطينية و مواقفها،لأن الأساس في الموقف الفلسطيني الوطني الرسمي هو عدم التدخل بالشؤون العربية .
وأكد محيسن أن القضية الفلسطينية يجي أن تبقى فوق كل الصراعات و التناقضات العربية و الاقليمية، وهي ليست قضية طرف دون أخر بل هي قضية الجميع و يجب أن تبقى كذلك.
وقال محيسن يجب أن لا نسمح لأحد بأن يلحق الضرر بالقضية الفلسطينية، من خلال الحاق الضرر بعلاقتنا العربية و الدولية، مشيراً إلى موقف السيد الرئيس الذي ينأى  بالشعب الفلسطيني و قضيته عن الصراعات، و خاصة في سوريا يهدف إلى تأمين نوع من الحماية لحوالي 600الف لاجيء فلسطيني يقيمون هناك و لحق بهم الكثير من الأذى حتى الآن.
وطالب محيسن حركة حماس، التي تتحمل مسؤولية الانقسام الحاصل في الشعب الفلسطيني، أن لا تعكس صراعاتها الداخلية التي تدور بين تيارين، واحد مع ايران وسوريا و أخر مع قطر وجماعة الإخوان، على شعبنا و قضيتنا سلبياً.
وحذر ان لم تضع حماس فلسطين والقضية كأولوية لها، فإنها ستفصل نفسها عن الصف الوطني الفلسطيني، و نحن لا نرغب بذلك.
من جهته أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، ان تصريحات دويك تضر بالمشروع الوطني الفلسطيني وبالنضال الوطني الفلسطيني، وتحديداً بالمواجهة المستمرة لشعبنا مع الاحتلال الاسرائيلي والاستيطان والتهويد.
وقال أن هذه التصريحات خروج خطير عن الإجماع الوطني و الموقف الرسمي الذي ينأى بالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية عن الصراعات العربية الداخلية .
و أكد أبو ظريفة أن تصريحات دويك تحرف بوصلة النضال الوطني الفلسطيني عن أولوية مقاومة الاحتلال، و تدخلنا في صراعات جانبية لا نريدها، و قال أن هذه التصريحات هي خدمة لايدولوجيات و اجندات جماعة الاخوان التدميرية و ليس فيها شيء لمصلحة الشعب الفلسطيني .
و أضاف أبو ظريفة، أن حماس  و من خلال هذه التصريحات و المواقف،  تريد أن توجه رسائل إلى اسرائيل و أمريكا بأنها البديل وإنها القادرة على تنفيذ ما يطلب منها في اطار السياسات الاسرائيلية و الأمريكية . و قال أن التدخل بالشؤون العربية لا يخد الشعب الفلسطيني و قضيته الوطنية، و يلحق الضرر في شعبنا في سوريا و لبنان و مصر و غيرها من الدول.
و على نفس الصعيد دعا محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني حركة حماس إلى الالتزام بالموقف الوطني الفلسطيني، و بما أقرته منظمة التحرير الفلسطينية من قرارات بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية. و قال أن تصريحات دويك هي قفز عن هذه المواقف و تؤثر سلباً على شعبنا و قضيتنا و تضر بعلاقتنا العربية.
ومن جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل بأنه لا يجوز أن يدلي دويك بهذه التصريحات بصفته ممثلاً للبرلمان الفلسطيني، وقال إنه لا يمكن تصور أن يعتبر فلسطين الاولوية للجهاد في سورية على حساب مواجهة الاحتلال الاسرائيلي والقضية الفلسطينية.
واضاف أن هذه التصريحات جاءت في إطار حسابات الاخوان المسلمين، والذين تسلموا السلطة في عدد من الدول العربية، ودورهم القادم في المنطقة.
وعلى نفس الصعيد، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب إن تصريحات دويك تأتي في سياق الموقف الامريكي الداعم للمعارضة السورية المسلحة ،وفي اطار قرار  الرئيس المصري مرسي بقطع علاقات  مصر بسوريا، وبالتالي هي تصب في خدمة هؤلاء وليس في خدمة  الشعب الفلسطيني.
وأوضح  حبيب إن تصريحات دويك تأكد مرة اخرى، ان حماس ترتبط حرفياً بموقف جماعة الاخوان المسلمين، وقال كان الاجدر بدويك اذا ما اراد التحدث باسم البرلمان الفلسطيني أن يلتزم بالاجماع الوطني، وأن لا يقحم  الشعب الفلسطيني  و قضيته كطرف في الصراعات العربية والاقليمية. مؤكداً أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى فوق الصراعات.