فيديو- طارق .. ألقى رسالة الأسرى ورحل
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
"أريد أبي فهو ليس مجرمًا، أين الضمائر الحية من قضية الأسرى".. تلك الكلمات كانت آخر ما نطق بها الفتى طارق السكني (12عامًا)، قبل أن يختطفه القدر ويرحل عن الدنيا وأمنيته لقاء والده الأسير.
بهمة وشوق، ترجل طارق على منصة مهرجان التضامن مع الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة، ليصدح بحنجرته أول كلمة له نيابة عن زملائه طالب ودعا وناشد خلالها كافة المسئولين للإفراج عن والده الأسير.
وبعد وقت قليل (ظهر الاثنين) توفي السكني إثر حادث سير مؤسف وقع شمال قطاع غزة بين حافلة لأبناء الأسرى وشاحنة، وهم في طريق عودتهم من مهرجان تضامني مع أهالي الأسرى.
"استيقظ مبكرًا وهَم بتجهيز نفسه، كان على غير عادته ولكن فرحان ومبسوط، طلبت منه قبل أن يغادر يهتم بحاله ويعتني بنفسه جيدًا"، تسرد الوالدة المكلومة تفاصيل اللحظات الأخيرة مع طفلها الوحيد.
الدمعة لا تكاد تفارق محياها، وهي تستقبل المعزين بهذا الحادث الأليم عليها. لتقول "طارق كان الوحيد عندي في البيت، عوضني جزءًا عن غياب والده في الأسر، واليوم هو توفي (..) الحمد لله".
تسترجع الوالدة شريط ذكرياتها، والحديث الممزوج بالألم والأمل بين زوجها الأسير وطفلها عبر الهاتف، وحرارة اللقاء الصغير. كان يقول له "حبيبي يا بابا، متى راح أشوفك وترجعنا قريب، احنا كثير مشتاقين إليك"، لتبدأ بعدها بالبكاء.
وعن كيفية تلقيها نبأ وفاته، توضح "اتصلت بي إدارة المخيم، وابلغتني بإصابة طارق ونقله للمستشفى، سارعت للاطمئنان عليه، بدأ أقاربي بمحاولة إقناعي بأنه على قيد الحياة، دقائق حتى تأكدت من وفاته، ولم أتمكن من رؤيته".
والأسير السكني (35عامًا)، اعتقل في تاريخ 10/12/2001، حكم عليه بالسجن 27 عامًا، وأمضى منها 11عامًا ونصف، ونجله طارق لم يكن يتجاوز في وقتها العام ونصف، ولم يتمكن من رؤيته منذ 6 أعوام.
شعور مؤلم
ولا يجد محمود السكني عم الطفل طارق، ما يعبر به عما حل بالعائلة من حدث جلل، ليقول "الحمد لله على قضاءه وقدره، فقدنا بالأمس طارق الذي كان يفتقد كثيرا إلى والده الأسير، وهذا ابتلاء جديد، ونحن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله".
ويبين أن طارق لم يتمكن من رؤية والده الأسير في غياهب السجون منذ 6 أعوام لحرمان الاحتلال له منها، مشيرًا إلى أنه كان يأمل بزيارته خلال الأسابيع القادمة بتلهف بكل شوف للقائه.
ويتساءل السكني عن حالة شقيقه الذي وقع الخبر صادمًا عليه، ليقول "كيف سيكون شعور أب يعيش بين أربع جدران ويتلقى خبر وفاة ابنه الوحيد، ولن يستطيع توديعه أو رؤيته؟؟".
وقع الخبر لا يختلف على والده أحمد الذي تلقى خبر وفاته عبر الإذاعات المحلية، وما كان به إلا أن يتلو بين جدران غرفة سجنه سورة الفاتحة ونشيد النعي على فلذة كبده، ويبقى يردد بين زملائه الأسرى "إنا لله وإنا إليه راجعون"، بحسب ما ذكرت العائلة.
عن وكالة صفا