"حاجز الزيتونة"... "هنا" أنت هدف للسخرية والترويع معا !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
فاطمة أبو سبيتان - أن تكون أحد الجيران "المحظوظين" بالعيش على مقربة من "حاجز الزيتونة" الالكتروني الذي تقيمه قوات الاحتلال بين جبل الزيتون و بلدة العيزرية شرقي القدس، قد يعني، من بين أشياء كثيرة، "أنك قد تكون، لإثم ما، على قيد عقاب من الله" !
المواطن "س . ع . م"، حيث الأحرف هنا ليست سوى إشارة لرجل ما جاوره "حاجز الزيتونة" منذ العام 2006 ويخشى الإشارة الصريحة إلى هويته، قال أنه ذات فجر، مثل آخرين من جيران "المعبر"، كان أدى صلاة الصبح ثم عاد إلى فراشه، ليتبين لاحقا أنه كان استجاب في الحقيقة لـ"أذان كاذب" رفعه عبر مكبرات الصوت أحد الجنود العاملين على الحاجز بغرض السخرية، فيما تحدثت غير عائلة في المنطقة أن ميل الجنود إلى "التسلية" عبر التنكيل بالمواطنين المقيمين بالجوار أو المتنقلين عبره قد يقودهم، أحيانا، إلى إرغام طالبة أو أم بصحبة أطفالها على الخضوع للتفتيش الالكتروني أكثر من مرة؛ فقط لأن جمالها راق لجندي أو أكثر من المكلفين بإدارة تنقل المواطنين .
قالت الأم "م . م" القاطنة و عائلتها في محيط الحاجز ( فضلت هي الأخرى عدم الإشارة إلى اسمها ) - قالت لـالقدس دوت كوم وهي تشرح تجربة العائلة المريرة مع الجنود العاملين فيه : " منذ بدأت ورشة الحفر والعمل لإقامة الحاجز قبل 6 سنوات ونحن لا نعرف النوم؛ كان العمل يبدأ صباحا وحتى ساعات متأخرة من الليل؛ كنا نستيقظ على صوت معدات الحفر عند الثانية أو الثالثة فجراً، ولا يهنأ لنا عيش أبدا.."، مشيرة إلى أنً مطاردات الجنود للرجال والنساء ممن يتسلّلون عبر "طريق الأسلاك الشائكة" ( بعد إتلاف مقطع منها ) بغية الدخول إلى القدس شملت في إحدى المرات ملاحقة عدد من العمال بالرصاص والقنابل المضيئة حتى محاصرتهم و التنكيل بهم أسفل المنزل، ما أدى إلى ترويع أطفال العائلة بدرجة أفقدتهم الرغبة في النوم لمدة أيام .
من المعروف لدى المواطنين المتنقلين من وإلى القدس، أن من يملكون تصريحا للدخول إلى المدينة لا يمكنهم المرور عبر "حاجز الزعيّم" الذي يفصلها عن بلدات أبو ديس و العيزرية والسواحرة الشرقية، إذ عليه أن يمر مجبرا عبر "حاجز الزيتونة"؛ مع العلم أن المسافة من العيزرية إلى جبل الزيتون عبر "حاجز الزعيم" لا تتجاوز ربع الساعة، بينما تتعدى الساعة عبر حاجز الزيتونة بسبب القيود المشددة التي يطبقها الجنود بحجة التفتيش .
في الإطار، قالت امرأة زارتها القدس دوت كوم في منزلها، أن جنود الاحتلال العاملين على الحاجز هم "الأسوأ على الإطلاق"، لافتة إلى تعمدهم "الضحك بفجور" و إطلاقهم الكلام البذيء والخارج على الأخلاق ليلا عبر مكبرات الصوت، وهو ما استدعى تقديم شكوى من قبل عدد من المواطنين المقيمين في الجوار؛ بأمل وضع حد لهذه "التسلية السخيفة و المخجلة" التي باتت عادة يومية .
أن تكون طالبا و مجبرا على التنقل عبر حاجز الزيتونة، عليك أن تدرك أن القيود المشددة و "وألعاب التسلية" التي يمارسها الجنود قد تكون سببا في تأخرك المتكرر لمدة ساعة أو أكثر عن بدء الدوام المدرسي أو تأخر غيرك من العمال والموظفين المنتظرين أدوارهم في العبور؛ سيما إذا ما احتوى القميص الذي ترتديه زرا معدنيا أو عثر على مسطرة حديدية في حقيبتك .